آلاف المواطنين يحاصرون في الرباط بسبب أزمة النقل

إنزال كبير للخطافة و«ستاريو» مازالت تتمسك بالخردة الأوربية


مصطفى الحجري


مازالت أزمة النقل الحضري بالرباط مطروحة بقوة بعد أن بقي آلاف المواطنين محاصرين في طوابير طويلة، أول أمس، بحثا عن وسيلة نقل بمحطات الحافلات وسيارات الأجرة.
المشاهد التي عاشتها الرباط، خلال الشهور الماضية، تكررت من جديد بسبب قلة وسائل النقل، وهي المناسبة التي استغلها عدد من الخطافة، حيث شهدت شوارع الرباط إنزالا كثيفا لسيارات
نقل البضائع والهوندات، التي حشر فيها عدد من المواطنين هربا من الانتظار الذي امتد لأزيد من ساعتين وسط أجواء مشحونة، أدت إلى وقوع عدد من المشاجرات خاصة بمحطة باب شالة.
المعاناة التي عاشها المواطنون بالرباط، نهاية الأسبوع الماضي، تؤكد أن أزمة النقل لم تجد طريقها إلى الحل، كما أن الخطاب الذي حاول العمدة فتح الله ولعلو الترويج له، من كون هذه الأزمة اجتازت مرحلة الانتقال السلبي إلى مرحلة الانتقال الإيجابي يفنده الإنزال المكثف للخطافة الذين قدموا خدماتهم أمام أنظار رجال الأمن، مما مكن من تقليص الأعداد الكبيرة من المواطنين الذين ظلوا ينتظرون لمدة طويلة رفقة أطفالهم.
يأتي هذا في الوقت الذي مازالت فيه شركة ستاريو للنقل الحضري تعمل بخردة متهالكة من أسطول الحافلات الذي كان في ملكية شركات الخواص قبل الإعلان عن صفقة التدبير المفوض،وهي الحافلات التي تصاب في كل مرة بأعطاب تعرقل حركة السير، قبل أن تضيف إليها الشركة خردة أخرى قادمة من أوربا، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات التي تصاعدت بسبب الخصاص المسجل في عدد الحافلات، غير أن هذه الحلول الترقيعية لم تنجح في توفير خدمة نقل في المستوى، وهو الشعار الذي تم على أساسه الإعلان عن صفقة التدبير المفوض بكل ما رافقها من صراع شرس بين شركات النقل، ليتضح في النهاية أن الالتزامات الواردة في دفتر الشروط والتحملات بقيت حبرا على ورق.
وحسب بنود العقد الذي أبرم بين شركة ستاريو وولاية الرباط، فإن الشركة مطالبة باستثمار ملياري درهم على امتداد (15سنة)، جزء منها مخصص لاقتناء 400 حافلة جديدة خلال الـ 18 شهرا الأولى من بدء الاستغلال، فيما ستوجه باقي الاستثمارات إلى تهيئة مسارات طرقية خاصة بالحافلات، وتزويد هذه الأخيرة بتقنيات حديثة في السلامة الأمنية، وتجهيز محطات عصرية، كما يتعين على شركة ستاريو أن تلتزم ببناء 1500محطة توقف، 400 منها مغطاة وتضم كل البيانات الإرشادية.
ويلزم دفتر التحملات الشركة أيضا بتشغيل مجموع مستخدمي الوكالة الحضرية وعددهم 361 مستخدما، إضافة إلى مجموعة من العمال المنحدرين من قطاع النقل، ليصل العدد إلى 3000 متعاون سيستفيدون من دورات تكوينية، وهو الأمر الذي تم تجاوزه، حيث وجد عدد من العمال أنفسهم في الشارع بعد أن تخلت عنهم ولاية الرباط، فيما اعتبرت شركة «ستاريو» نفسها غير معنية بهذا الملف.



المساء.