منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - كشف الحقائق المفبركة حول الاقسام المشتركة

سنتبع نهجا تدريجيا في سرد التعليقات حول ما جاء في الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي حول مزايا الأقسام المشتركة ص 44.

إن مجرد الحديث عن المزايا لينم عن تزييف لوقائع لا ينكرها إلا جاحد أو بعيد عن عالم هذه الأقسام ؛وما تنطوي عليه من اكراهات تنسف بكل المشاريع الإصلاحية التي يروجها البعض للحقل التعليمي الوطني ؛ وكلمة المزايا التي استعملت في هذه الفقرة إما أنها وظفت لذر الرماد في العيون ، أوأنها نحيل الى اخفافات في احتواء الظاهرة ، وإعلان الفشل أمامها بل الهروب من واقعها الذي يفرض على المهتمين و المسؤولين نهج الواقعية و التحلي بالصدق وعدم تلوين الحقيقة بألوان الزيف و التملص من المسؤوليات .

ونحن حينما نبدي هذه الملاحظات و التعليقات لا يعني ذلك أننا نملك بدائل أو استراتيجيات من شأنها أن تساعد المدرس بهذه الأقسام لتحقيق الميسر من الأهداف ، إذ ما زلنا نبحث ونتخبط ونجرب وننتقي ونحذف و نزيد و ننقص ،لكن غايتنا أن نلفت نظر الفاعلين الى أن هذا النهج يجانب الحقيقة و يروج لخطابات ظل القطاع التعليمي ببلادنا أسيرا لها مدة تعد بالعقود ؛ ولسنا هنا لجرد الإكراهات والمشاكل التي لن تكفيها الكتب و المجلدات .

يدعي صاحب هذه الفقرة من الدليل أن الأقسام المشتركة لها مزايا معرفية و أخرى تمتد الى مكونات الشخصية ؛ونحن كممارسين فيهالا بمكننا الا أن ننكر هذا الزعم الكاذب ؛ إذ أن 80% من المتعلمين بها لا يتمكنون حتى من القراءة السليمة للكلمات و النطق بها ؛ وأن التلاميذ خصوصا في القسمين الخامس و السادس ليمتعضون من اشتراكهم تفس القاعة و نفس المدرس مع تلاميذ أقسام الأول والثاني و الثالث ،ويعتبرون ذلك انتقاصا من قيمتهم و أنهم لم يحققوا شيئا منذ أن ولجوا المدرسة ، حيث ظل نفس المدرس ونفس القاعة تحويهم سنين عددا ولا تغيير . مما يؤدي بالتالي إلى استيائهم من المدرسة بشكل كلي ونلاحظ ذلك بشكل اعتيادي في الفصل . وأما الإدعاء ان اختلاف التجارب و الأعمار لذى متعلمي الأقسام المشتركة يشكل مصدر غنى ،فافتراء واضح وجلي .
أما الإجهاز و التجرؤ على الحقيقة لم تسلم منه حتى الأمانة العليمة التي تفرض الوثوقية والأشارة إلى المصادر العلمية ،فالدراسات التي وصفت بالتعدد في الفقرة و التي زعم صاحبها أن نتائج الأقسام المشتركة تكون أفضل من الأقسام العادية لم يشر الى مصدرها ،فحتى لو سلمنا جدلا بصحتها فلن يكون ذلك في القراءة واللغات ، بل في الرياضيات التي يخصص لها حيز زمني أكبر من غيرها نظرا لكون المدرس لا يملك أي خيار أخر .
بقوله (أما بالنسبة للجانب الوجداني و الاجتماعي فنتائج
وقد استرسل الكاتب في خطابه الطوباوي

الأقسام المشتركة تكون أفضل ) فنحن نتساءل عن ماهية هذه النتائج وكيف يكمن تلمسها ، إذ أن الأوساط التي تستفحل فيها الظاهرة غالبا ما تكون نفسية الإنسان فيها متهالكة نتيجة الظروف الصعبة من التهميش و الجهل و الأمية، و أرجع السبب في هذه المزية المزعومة بالذات الى عدم تجانس هذه الأقسام وبذلك تشكل استمرارا لحياة الأفراد في المجتمع ؛ فحينما قرأت هذه العبارة خيل الي أن الكاتب يقصد مجتمع القسم و أن الاستمرارية المزعومة هي ما أشرنا إليه سلفا ،حيت يستمر التلميذ في نفس القاعة ومع نفس المدرس لسنوات طوال ؛ وانتابتني فكرة هي لعله يقصد المجتمع الكبير بمعناه الشمولي .

وبدا أي ذلك محالا خصوصا اذا علمنا أن تلاميذ هذه الأقسام غالبا ما يلجون العمل ؛ وبالتالي المجتمع بكفايات لا تؤهلهم للانخراط الفعلي واندماجي في العمل أما الإعتقاد أن أن الأقسام المشتركة تسمح بالانشغال الذاتي للمتعلمين فأقرب الى الحقيقة نظرا لحتمية ذلك .

فالمدرس لا يملك خيارا أخر سوى تكليف التلاميذ بانجاز الأنشطة بشكل جماعي أو فردي مما يسمح لهم بتوظيف مكتسباتهم الضعيفة .

ومن الخطأ القول بأن هذه الأقسام تشكل سياقا فريدا للتعلم و النضج العاطفي وتدبير العمل المدرسي و التحصيل الجيد، إذ أن الواقع يثبت عكس هذه الأقاويل بشكل مباشرة وواضح ، فأبسط شروط التعلم مغيبة فيها ؛ وتدبير العمل المدرسي غالبا ما يعرف تخبطا و عشوائية . وعن أي تحصيل نتحدث حين تختزل حصة 45دقيقة الى 15دفيفة ؟

وختمت الفقرة مضمونها باقتراح توصية للتعامل مع الأقسام المشتركة وذلك بتبني المقاربات البيداغوجية المختلفة ، وهذا محض الاستحالة فكلها نستدعي شروطا معينة للتطبيق و التنزيل ، أما التدبير المرن للمناهج و المقررات فهو ما يبدو أكثر واقعية رغم أن ذلك لن يؤدي الى بلوغ الأهداف و تحقيق النتائج .