udh$ - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-08-04, 23:10

رقم المشاركة : 1

hafs

أستـــــاذ(ة) جديد

إحصائية العضو

hafs غير متواجد حالياً

عيادة مجانين

دخلت ورميت حقيبتي على المكتب الخشبي العتيق ثم توجهت مسرعة الى مكتب الطبيب للقيام بما يجب القيام به،اسميه ما يجب القيام به لانها نفس الامور يوميا هذه الاوراق هنا وتلك هناك ثم اخرج لاجد قاعة الانتظار ممتلئة ...كالعادة جلست على الكرسي وسحبت طلاء الاظافر وبدأـ اطلي اظافري بعد برهة سمعت خطوات تقترب شيئا فشيئا وادركت بسهولة انه الطبيب لدى فزعت وخبأت الطلاء.
دخل الطبيب والقى التحية ثم طرق على مكتبي، وقال مبتسما: اين خبأتها؟" لعله عرف من الرائحة..."
بعد دخوله الى مكتبه سحبت المجموعة كاملة ورتبتها على المكتب غير مكثرتة الى نظرات الجالسين هناك ..ثم رفعت قدمي والقيت بحذائي البالي فوق المكتب واخدت اطلي الشقوق المنتشرة فيه باللون الاسود ...طلب مني الطبيب عبر الهاتف السماح بالدخول للمريض الاول فناديته واذا به يضرب على يده وهو يقول : لا تنطقي اسمي العائلي لا تنطقيه///
وبرحمة من الله اتجه اخيرا الى الداخل...كثيرا ما تحدث مثل هذه المواقف لدى يجب التعامل بحذر مع المرضى -كما أفعل،أقصد احاول ان افعل-فمجرد خطأ بسيط مرتبط بعقدة احدهم قد يؤدي الى ثورانه ...لاحظت وجود طفل بين المنتظرين ،تأكدت انه لوحده ثم ازلت قدمي عن المكتب واتجهت اليه طالبة ان يحضر لي العلكة من المتجر المجاور واذا باحد النسوة تنقض علي:ايتها المعتوهة هل تعتقدين اننا خدم لديك ....حاولت اسكاتها قبل ان يصل نواحها الى الطبيب واذا بالمرأة التي تجلس بجوارها تقترب وتهدءها كانت ممتلئة الجسم في الخمسينات من العمر ترتدي الكثير من المجوهرات وتضع الكثير من مساحق التجميل ،لدرجة ان ملامحها لم تعد واضحة جيدا ،هذا اضافة الى عمليات الشد التي شدت تعابير وجهها....ملابسها سوداء وتحمل قطة بدت عليها كل علامات الدلال حتى ان احدنا يتمنى لو يحظى بنصف ما تحظى به من عناية ...تنفست الصعداء ثم عدت الى مكتبي وعدت الى جلستي السابقة رميت بناظري مجددا الى منقذتي ووجدتها تنظر الي،خجلت من الطريقة التي كنت اجلس بها وعدلت هيئتي و جمعت كل تلك المساحق ، صدقا هذه المرأة ليست مجنونة كليا// نظرت اليها مجددا ووجدت عينيها علي فابتسمت ابتسامة بين الامتنان والاستغراب لكل هذا الاهتمام ...سحبت ورقة وتظاهرت بكتابة شيئ مهم في حين اني كنت اخط بعض الخربشات كان ماكتبته :ذات المجوهرات تحبني...تفاجأت بها وقد اقتربت مني ووضعت علبة علكة على المكتب فجررت الورقة كيلا تقرأها ثم تشكرتها على العلكة،بينما استمرت في النظر الي والابتسامة لا تفرق محياها...يا الهي هي فعلا تحبني....بادلتها الابتسامة رغم اني شعرت بوجنتي ترتعشان...صرخ الطبيب باسم الشخص التالي وناديته بدوري ما ان نطقت اسمه حتى انطلق لسانها : هذا اسم ابني...
ماهذا اليوم ؟ اهو اليوم العالمي للأسماء؟؟
سألتني : كم عمرك ؟ ماطلت في الاجابة لا واحدة منا تعشق التغني بعمرها خصوصا ان كانت تتراقص في الثلاثين دون زواج مثلي...سألتني عن مكان سكني ، استغربت الامر وبدى لي كانها تلعب دور الطبيب بينما انا المريض لعل هذه عقدتها،فمن نبرة صوتها ونظرة عينيها وكل ذلك الفضول والاصغاء تستشعر انها تتقمص شخصية الطبيب، فلنواجه الامر لا احد منهم بكامل قواه العقلية ولا داعي ان اظهر بمظهر المهذبة المنظمة لذى أعدت قدمي الى سطح المكتب ...استمرت في طرح الاسئلة بينما كنت اجيبها اجوبة تهكمية....
- في الحقيقة انا ابحث عن زوجة لابني ورأيت فيك تلك المرأة المتميزة،انا اتعهد الطبيب بسبب هوسي بالتنظيف وليس لاني مجنونة...
ما ان نطقت هذه الكلمات حتى تزعزعت من مكاني بل حتى اني سقطت ارضا ،لكن لا داعي للخجل فهؤلاء القوم لا يسخرون الكل كانو هادئين غير ابهين لتعثري ..تمسكت باطراف اصابعي بالمكتب وانا أعيد صياغة اجوبتي ..."من المجنونة الان؟"
اخبرتها باني اسكن في نفس العمارة في الشقة المقابلة لهذا فانا لا اخرج كثيرا بل ومستعدة لان اسكن زوجي معي...عمري 29 ...شعرت انها استغربت من كل هذه الاجابات المتوالية..سمعت اسما اخر عبر الهاتف...وتوجهت الى الجالسين منادية ،وقالت في هدوئ انه دوري...
من فضلك اعتني بالقطة الى ان اخرج ، بالطبع ساعتني بالقطة واعتني بك واعتني بابنك استطيع ان اعتني باي شيئ لا داعي للقلق...
- يمكنك تركها ..
طوال الفترة التي امضتها في الداخل كنت امسح على ظهر القطة التي كانت تموء بالم بسبب ضغطي القاتل على ظهرها...
ذات المجوهرات خرجت ،وقفزت القطة الى حقيبتي فلنأمل انها لا تتبرز الا في المرحاض ..وما ان هممت بسحبها حتى بدأ الطبيب في النداء مجددا ثم ناديت باسم التالي.. أخذت السيدة قطتها وحملتها وهي تطبطب عليها في هدوء:قطة مشاكسة
مشاكسة غير مشاكسة المهم ما اخبار الزواج كنت اخشى ان تغادر قبل ان اغرز اظافري في تاريخ هذه العائلة ...ثم اخيرا رمت وريقة كتب عليها رقمها قائلة: هذا رقم هاتفي لنبقى على اتصال ...وسيكون خير..
بعدها نظرت الى المرأة التي كانت تجلس بجانبها قائلة: ساكون في انتظارك ...
لم استطع منع نفسي عن التفكير في الامر ...والاسوء اني لم استطع منع نفسي من التجسس على ملفها..اعني هي ستكون حماتي ولابد لي من معرفة مرضها كي اكون زوجة ابن كفأة...(بقدر كفاءتي المهنية)...على اي بعد خروج الطبيب اتجهت مباشرة الى ملفها وبدأت في استكشاف الجانب المظلم من حماتي...يا الهي انها مهوسة حقا بالتنظيف تنظيف العالم من كل فتاة تشبه زوجة ابنه التي اخذته منها ...انها اكثر وحشية من ريا وسكينة ...كلما استمررت في القراءة ارتفع نبضي.. ...قررت التوقف عن القراءة لذى اعدت الملف ثم اغلقت العيادة باحكام وانجهت الى باب شقتي ادخلت يدي في الحقيبة ولم اجد المفتاح بحث جيدا دون فائدة...لا يعقل ان اكون قد نسيته اتكأت على الباب وياللمفاجأة ان الباب مفتوح...دخلت في هدوئ وخوف ومددت يدي المرتعشة لانارة المكان، فسمعت حركة ،شيئ ما تحرك داخل الشقة ،تراجعت وانا في قمة الفزع...يا لغبائي انها مجرد قطة!!!
لكنها قطة مألوفة جدا....

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=209297

آخر تعديل hafs يوم 2010-08-05 في 15:11.


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :