تفعيلا لمقتضيات البرنامج الاستعجالي بعامة والمشروع p2e3 الذي يقضي بإحداث ثانويات التميز بخاصة ،تم اختيار التلاميذ السنة الثالثة إعدادي المتفوقين في جهة رباط سلا زمور زعير بناء على نتائج مواد : اللغة الفرنسية ، اللغة العربية ،الرياضيات علوم الحياة والأرض والفزياء ،المحصل عليها خلال الامتحان الموحد للدورة الأولى .
وحيث إن التقويم في المنظومة التربوية الوطنية لا يزال يعاني من اختلالات في النظرة والتطبيق،وبخاصة في المدارس الخصوصية التي يحمكها التنافس التجاري،فإن بعض تلاميذ المدارس الخصوصية حصلوا على معدل 20/20 ،وهو ما أثار استغراب جل الآباء الذين رافقوا أبناءهم لاجتياز الروائز الخاصة والذين لم يستسيغوا مثل هذه المعدلات اتي تضرب تكافؤ الفرص في الصميم ...
وما زاد في استغراب الآباء هي النتائج المحصل عليها في الروائز والتي أضيف إليها معدل الامتحان الجهوي، الذي عرف كالعادة تضخيما مهولا ، بعكس المدرسة العمومية التي يكتسي فيها التقويم صبغة أكثر معقولية والنتيجة أن أغلبية الناجين ينتمون إلى المدارس الخاصة...
إن التحليل المنطقي لهذه النتائج يفضي إلى ما يلي :
- أن التقويم في المدارس الخصوصية يثير علامات استفهام متعددة ، يتضافر فيها ما هو تجاري بما هو إشهاري ضدا على الممارسة التربوية والبيداغوجية السليمة .
- أن نظام التقويم الحالي لا يضمن تكافؤ الفرص بين تلاميذ المدرستين المتقابلتين سواء في البنية أو الوسائل ...
- أن تلاميذ المدرسة العمومية لا مكان لهم ، رغم تميزهم الواضح ، في مغرب المستقبل مادامت الوزارة تعتمد على المعدلات الخيالية (20/20 في اللغة العربية ...؟ 20/20 في اللغة الفرنسية ...)
- أن ثانوية التميز وأدت جذوة التميز لدى تلاميذ المدرسة العمومية ، واشعرتهم بقوة أن انتماهم الأسري الذي لا يضمن لهم مثل المعدلات الخيالية التي يحصل عليها أقرانهم في المدارس الخاصة سيقف حجرة عثرة أمام نجاحهم ...
- أن التعليم في المغرب طبقي بشكل سافر ومفضوح ،ويتغيا إعادة إنتاج نفس علاقات وقوى الانتاج .
- من التلاميذ المتفوقين جدا والذين حصلوا على معدلات تفوق 18 من 20 في السنة الثالثة إعدادي لم يحصلوا في اختبار الروائز إلا على 8 أو 9 من 20 مما يجعلنا نجزم بأحد الأمرين :
1) أن اختيار الروائز لم كن موفقا
2) أن عملية التصحيح شابتها خروقات من نوع معين
خاصة وأن أغلبية التلاميذ وأولياء أمورهم صدموا بالنتائج المعلن عنها والتي لا تتطابق مع المستوى الحقيقي لهؤلاء التلاميذ .

وعليه ،نرجو من السيد مدير المركز الوطني للتجديد التربوي والتجريب التدخل العاجل لإعادة النظر في طرية تصحيح أوراق التحرير ومراجعة النقط واعتماد معدل اختبار الروائز وحده دون اللجوء إلى إضافة معدل الامتحان الجهوي للاسباب التي ذكرناها سالفا .
وتقبلوا سيدي المدير فائق عبارات تقديرنا.

وتأبى لعنة الغش بجميع أشكالها إلا أن تنسف كل أمل في الإصلاح ، وترعى الأيادي السوداء وتصفق لها.
شكرا أخي الكربم على تسليط الضوء على جانب قاتم من الجوانب المظلمة لقطاع التربية والتعليم.