منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى أخبار التربية والتعليم (https://www.profvb.com/vb/f13.html)
-   -   التعليم: قافلة اللغات إهانة للعقل العربي والمغربي- الحلقة1-بوجمع خرج (https://www.profvb.com/vb/t41374.html)

ابن خلدون 2010-07-16 22:48

التعليم: قافلة اللغات إهانة للعقل العربي والمغربي- الحلقة1-بوجمع خرج
 
التعليم: قافلة اللغات إهانة للعقل العربي والمغربي- الحلقة1-



بوجمع خرج


في المغرب نحن لا نتكلم أي لغة بشكل سليم بما فيه العربية ذلك أن اللسان الدارج يأخذ من وقتنا المبكر منذ الطفولة خاصة وان المجتمع في شعباويته غير متمدرس كلية وغير مثقف بالمفهوم الفكري والعلمي. و قد شكلت هذه الحالة الطبيعية عقبة هامة جدا أمام إدماج اللغات بالمفهوم الأكاديمي واستعمالها كوسيلة تواصل مجتمعية في تلقائية التعامل اليومي المعاش. وهكذا بقيت اللغات كأداة للمعرفة الأكاديمية والعلمية في وضع رسمي بروتوكولي تعلما وتكوينا مما جعل الإنسان المغربي محكوما في التداول اللغوي بالمعاش اليومي أكثر من المدرسي ذلك أن الإنسان منذ رضاعته لا يتعلم بالتفكير بشكل منتظم وممتد خطيا ولكنه يتعلم بالتعود. فالوعي ليس قائما بشكل قار على امتداد كل اللحظات المعاشة. إنه يتأرجح بين اللاوعي والوعي في ما بينهما من عقل باطن أو ما دون الوعي حيث منطقة الترابط تعمل على توزيع المهام تنتشر تجليات معينة. ومنه بقي تعلم اللغات يتوقف على مدى صلاحياتها بركماتيا في ارتباط بالمصير ككل المواد التعلمية بعيدا عن الضرورة التواصلية المعاشة يوميا.
وفي هذا السياق يمكن القول على أن اللغة العربية ذاتها تحولت إلى مقام لغة أجنبية من حيث التعلم خاصة وأننا نلاحظ أن الأطفال بدؤوا يتعلمون اللغة الفرنسية منذ بداية إقبالهم على التعلمات. بمعنى أن المشكلة ليست وفقط مشكلة اللغات الأجنبية بل هي مشكلة تشمل حتى اللغة الوطن وبناء عليه فالإشكالية هي في الجوهر المؤسساتي لمجتمع بقي مبعدا عن عقله وعن فكره وعن وجدانه في مملكة لا يمكنها الا ان تتحول الى متحف تاريخي أكثر منه فضاء الإنتاج العلمي والتكنولوجي والتنمية المستدامة. ورغم المجهودات المبدولة فإن التيه بقي هو المعلم الذي عليه يتم تدريج كل الهندسات الإصلاحية أي أننا نمنهج سيرنا للإغماء الأكبر Chaos ثم نتساءل لماذا نحن هكذا في دوامة دون أن نغير السؤال كان نقول لنجدد العقد الوجودي المؤسسي.
هذه الأزمة الوجودية تتجلى في نمطية التعامل مع الموروث ومع العادات التي صارت شكلا فارغا من الحياة وهو ما جعل الإنسان المغربي كما لو أنه احد منتوجات الصناعة التقليدية.
فقافلة اللغات ليست هي الحل بل إنها تهين المادة الرمادية للإنسان العربي والإسلامي واخص بالذكر العقل المغربي. إنها اهانة لمنطق الإصلاح التعليمي وللعائلة التعليمية بل و إهانة للمملكة ذاتها في دستورها وفي شرفها.
إن قافلة اللغات لا تليق حتى بمحاربة الأمية ذلك أن هذه لا تحتاج وفقط إلى مداومة القراءة والكتابة ولكن تحتاج إلى محفز يجعل المواطن يشعر بأهمية الحاجة للتعلم الذاتي. فحينما أصبح الجوال والريموت لتشغيل عدد من الآلات و أصبح الوعي الصحي يستدعي قراءة وصفات وحينما الفاتورات وعدد من الوثائق ضرورة مقاولاتية وتجارية واستهلاكية... فإن المواطن دونما حاجة إلى إغرائه يتوجه من تلقاء نفسه إلى تعلم القراءة والكتابة ولو في لحظات الاسترخاء في وجبات الشاي.... ولعل كل حلول إشكالية اللغات تعليما وتعلما تكمن في هذه الحالة الذهنية والنفسية أمام الحاجة للتعلم.
للأسف أن هذا المتطلب يزداد استغرابا عن ذاته داخل الوعي الإصلاحي بالمملكة المغربية ذلك أنه وقع أسير الفهم النمطي للكفايات وكذلك للإدماج بدليل مجزوئة تكوين المدرسين التي بقيت في مرحلة الزخرفة الإصلاحية على مستوى الشكل الذي بدوره يفتقد لهندسة الشكل علاقة بالوظيفة. وطبعا يتحمل الجزء الأكبر في هذه - وان هي واقعة على كتف السيد وزير التعليم- كل من المسئولين عن إعداد هندسات التكوينية وإرساء بيداغوجيا الإدماج...يتبع
بوجمع خرج/ مؤطر بكلميم



الساعة الآن 20:38

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd