المنتخب الاسباني يتبرع بحصته المالية لصالح بلاده

درس مفيد

لم يكن النجاح الباهر الذي حققه المنتخب الاسباني ضد هولندا في نهائيات كأس العالم يعد النجاح الوحيد بل النجاح الثاني هوتبرعه طواعية بحصته المالية كاملة للمساهمة في الحد من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بلاده،وللمتتبع أن يلاحظ عن كثب القتال الذي خاضه هؤلاء اللاعبون أثناء مبارزتهم للمنتخب الهولندي .

إن الدرس المستخلص من مونديال كرة القدم ليس فقط لعبة بسيطة يقوم بها لاعبون أمام الآلاف من المتفرجين في الميدان والملايين من العشاق عبر كبريات الشاشات في العالم بل بكل بساطة هو رفع العلم للبلد الفائز ،فالفوز هوجزء من التباهي ،ومعيار يمكن أن يعتد به لتخلف بلد أو تقدمه ،هي دموع ساخنة أشعلها لهيب الارتباط بالوطن وعشقه ،هكذا شاءت أن تكون كرة القدم منذ ظهورها.لكن اليوم شاءت أن توحد كل بلاد أسبانيا لتنمحي كل الخلافات وعمت الفرحة وتصالح الجميع، ولو إلى زمن يسير.

تساءلت مع نفسي لماذا أقول كل هذا ،لماذا تتصارع هذه الأفكار في ذهني إلى درجة الغثيان،فوجدت سر كآبتي في رياضتنا البئيسة التي ترزخ وراء القضبان ،وسياساتنا العرجاء في جل المجالات تقبع في سلة المهملات ،وتخطيطاتنا ذات الميزانيات الضخمة في اللامبالاة يستفيد منها أجانب فتملأ جيوبهم لا لسبب سوى لأنهم أجانب .

لعل مايميز شعبا عن آخر هو مدى حبه لوطنه ومدى التضحيات الجسام التي يخوضها كل يوم في سبيله،تضحيات العمل الدؤوب من أجل تنمية البلاد ،والقيم النبيلة المشتركة .وليس حب الذات والأنانية البليدة . والأسئلة الشفهية في المؤسستين والإجابة عنها بالملل المعهود لأحزاب تآكلت بفعل الزمن وأعلنت منذ زمن عن موت السياسة. لكن كرة القدم بالبلاد لازال كل الأمل مفتوحا أمامها على مصراعيه لأننا كلنا نحب هذا الوطن ولنا نماذج من التاريخ عبرنا فيها كمغاربة عن ارتباطنا بكل جوارحنا لهذا الوطن و عشقنا لبلادنا وتربتها النقية.