الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > منتدى اللغات الحية > تعليم اللغة الامازيغية


تعليم اللغة الامازيغية ازاروك ن تمازيغت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2009-08-24, 15:06 رقم المشاركة : 1
abde3000
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية abde3000

 

إحصائية العضو









abde3000 غير متواجد حالياً


افتراضي الأمازيغ و الإسلام .



بقلم: ياسين تملالي

المصدر :الجزيرة نت - 15/7/2005




المذهب الخارجي واستقلال الأمازيغ
دولة الأغالبة ونشأة المذهب المالكي
الشيعة الفاطمية في الشمال الأفريقي
المرابطون المالكيون والموحدون الظاهريون
خصائص الإسلام الأمازيغي
التنصير: خرافة أم حقيقة؟

كان من النتائج غير المتوقعة للفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا تعرب أهلها جزئيا، وكان مسار التعريب هذا بطيئا، إذ تواصل حتى القرن العشرين ولم يحد منه سوى بروز المطلب الأمازيغي إلى الوجود (1).

ومقارنة بمسار التعريب، كانت أسلمة الأمازيغ أسرع نسبيا، فبعد مرور قرن ونصف على أول حملة عسكرية عربية تحت إمرة عقبة بن نافع (665م) أصبح الإسلام الدين الغالب في المناطق التي دأب الفاتحون الأجانب على الاستيلاء عليها (2). أما عمق الشمال الأفريقي فاعتنق الإسلام تدريجيا خلال القرون الثلاثة التي تلت بدء الفتوحات.

ويفسر ألان مورغ البطء النسبي لاعتناق الشمال الأفريقي الإسلام مقارنة بالعراق والشام وفارس بأن الفاتحين العرب لم يجعلوا من أسلمة الأمازيغ أولوية أولوياتهم، ويردّ موقفهم هذا إلى خوفهم من نضوب عوائد الجباية في المنطقة إذ كان سيترتب عن اعتناق الأمازيغ الإسلام إعفاؤهم من الجزية والخراج (3).

ولم تندثر المسيحية واليهودية بمجرد ولوج العرب الشمالَ الأفريقي إذ بقيتا حيتين لدى أقليات حافظت عليهما لمدة ليست بالقصيرة، لكنهما لم تعودا تلعبان أي دور في الصراع الديني الذي أخذت تدور رحاه في المنطقة بحيث اقتصر هذا الصراع على المذاهب الإسلامية (السنة والشيعة والخوارج).

ويمكن الجزم بأن الفتوح الإسلامية كانت بداية احتضار طويل لهذين الديانتين انتهى باختفائهما خلال القرن الـ12 الميلادي. أما دافع الأمازيغ في الانتماء إلى هذا المذهب الإسلامي أو ذاك فكان أساسا رغبتهم في الحفاظ على استقلاليتهم تجاه مركز الخلافة (4).

المذهب الخارجي والاستقلال الأمازيغي عن المركز

كان الشمال الأفريقي بعد الفتوح العربية دائم التأثر بالجدل الدائر بين المذاهب الإسلامية في المشرق، بحيث شهد نفس الصراعات التي كان المشرق مسرحا لها بين أهل الجماعة (ثم السنة) والشيعة والخوارج.

وسرعان ما أصبحت هذه المنطقة ملجأ آمنا لكل الفرق الخارجية الهاربة من بطش الأمويين، بل وكثيرا ما كان الأمويون يحاولون التخلص من الخوارج بتسهيل لجوئهم إلى الشمال الأفريقي، وهكذا انغرس المذهب الخارجي بسرعة في أوساط الأمازيغ.

ويلاحظ المؤرخ المغربي عبد الله العروي أن ضعف حبل الولاء للدولة الأموية وكون المذاهب السنية آنذاك لا تزال في طور التكون يفسران كلاهما "تحول المذهب الخارجي إلى مذهب نافح تحت لوائه الأمازيغ عن استقلاليتهم"، فقد أعطاهم هدا المذهب –خاصة سكان الأرياف منهم– مبررا دينيا لرفض الخضوع للحكم الأموي الوراثي الذين كانوا ينظرون إليه أساسا كحكم جل همه إثراء خزائن الخلافة بموارد الجباية (5).

وقد أسس الخوارج في الشمال الأفريقي عدة إمارات اتخذت شكل المدينة/ الدولة ولم تكن لها مطامع توسعية جامحة، ومن أشهر هذه الإمارات إمارة برغواثة على سواحل المغرب الأطلسية (742-1148) وإمارة سجلماسة جنوب المغرب الحالي (752-958) والإمارة الرستمية في مدينة تاهرت غرب الجزائر الحالية (761–909) التي كان يدين لإمامتها بالولاء أمازيغ نفوسة (غرب ليبيا) وسدراتة (الصحراء الجزائرية الشرقية).

ورغم عشرات الحملات العسكرية الهادفة إلى كسر شوكة الخوارج لم تتصدع معظم إماراتهم إلا تحت ضربات الشيعة الفاطمية، فبعد انتصار الفاطميين في بداية القرن العاشر الميلادي فر خوارج تاهرت الإباضيون ناجين بأنفسهم إلى

سدراتة ولبثوا فيما مدة قبل أن ينتقلوا جنوبا نحو وادي مزاب ويؤسسوا فيه مدنا محصنة مازالوا يسكنونها إلى


يومنا هذا.

دولة الأغالبة ونشأة المذهب المالكي

تزامنت الإمارات الخارجية في شمال أفريقيا مع الإمارة الإدريسية (6) الشيعية (789–974) التي كانت عاصمتها فاس ولعبت دورا بارزا في نشر الإسلام في المغرب الأقصى، كما تزامنت مع الدولة الأغلبية (801–909) التي كانت عاصمتها القيروان (تونس) وكانت تدين بالولاء للعباسيين مع حفاظها على درجة لا يستهان بها من الاستقلالية.

ويعني هذا أن الإمارات الخارجية كانت تواجه خصمين اثنين لا خصما واحدا: الأغالبة السنيين (ليبيا وتونس وشرق الجزائر) والأدارسة (المغرب الأقصى)، ويفسر ذلك جزئيًا المصاعب التي واجهتها في توسيع رقعة نفوذها.

وقد كان للجدل الدائر في المشرق بين المعتزلة والحنفية صدى كبير في قسم الشمال الأفريقي الخاضع للحكم الأغلبي (7). ولم يكن اتباع المدن به للمذهب الحنفي (في فترة معينة) إلا صدى لما كان يحدث في بغداد ومدن العراق.

غير أن المذهب المالكي ما لبث أن تغلب على الحنفية في قلوب جزء كبير من الأمازيغ، ويفسر الكثير من المؤرخين غلبة المالكية بسهولة هذا المذهب ويسره واعتماده على التفسير الحرفي للنصوص الدينية الذي يتلاءم حسب رأيهم مع الاحتياجات الروحية للأمازيغ حديثي العهد بالإسلام، ويذهب الباحث الجزائري شمس الدين شيطور مذهبا بعيدا في هذا المجال، إذ يرى أن "تشدد المالكية تطابق تطابقا تاما مع الذهنية المغاربية "(8).

ويمكن القول إن انتشار المذهب المالكي بدأ من القيروان عاصمة الأغالبة بفضل القاضي سحنون (776–854) مؤلف


"المدونة" التي تعتبر حتى الآن أحد مراجع المالكية الأساسية


في الشمال الأفريقي (9).

الشيعة الفاطمية في الشمال الأفريقي

لم يعرف التاريخ الإسلامي دولة شيعية إسماعيلية غير دولة الفاطميين التي نشأت في الشمال الأفريقي (المهدية، تونس) بمساندة قبائل أمازيغية ككتامة وصنهاجة في منطقة القبائل الجزائرية ومكناسة في المغرب الأقصى.

غير أن تطور المذهب الشيعي في الشمال الأفريقي سبق بكثير تكون هذه الدولة، فالإمارة الإدريسية التي سبق ذكرها كانت شيعية وإن لم يكن تشيعها توسعيا، كما أن المغرب الإسلامي كثيرا ما عاش قبل الفاطميين على وقع الدعوة الشيعية المتسترة بما فيما ذلك دعوة الشيعة الزيدية.

وكما كان الأمر بالنسبة لاعتناق بعض الأمازيغ مذهب الخوارج، كان الدافع في اعتناق بعضهم الآخر المذهب الشيعي سياسيا محضا ويتلخص في الرغبة في الحفاظ على استقلاليتهم تجاه مركز الخلافة والتهرب من وطأة جبايتها عليهم (10).

وقد أحدث التشيع الفاطمي ثورة مذهبية لا يستهان بها في المغرب الإسلامي، إذ قضى على بقايا الخارجية ودخل في صراع مرير مع المالكية. لكن سرعان ما أدى تصلب الفاطميين المذهبي إلى نشوب ثورات أمازيغية كثيرة "تم تحضيرها معنويا من قبل فقهاء المالكية وساندهم في ذلك كل ضحايا الجباية الفاطمية التي اشتدت وطأتها على أهالي الشمال الأفريقي" (11).

وقد دفعت هذه القلاقل الخلافة الفاطمية إلى نقل مركزها إلى المشرق وتم ذلك بعد الاستيلاء على مصر وبناء مدينة القاهرة (969). وكان لتحول عاصمة الفاطميين إلى القاهرة آثار كبيرة، فمن جهة استعاد الشمال الأفريقي استقلاليته تحت إمرة بني زيري التي كانت تدين بولاء اسمي لا غير


للفاطميين. ومن جهة أخرى فتح رحيلهم الباب لعودة المالكية


إلى ربوع المنطقة.

المرابطون المالكيون والموحدون الأشعريون الظاهريون

حاول الأمازيغ المرابطون أن يعطوا الإسلام المغاربي نقاوة مذهبية ما كانت له وذلك بمحاولتهم نشر المذهب المالكي في أرجاء الشمال الأفريقي. وقد امتدت الدولة المرابطية (1050–1147) التي أسسها يحيى بن إبراهيم الكدالي في الصحراء (موريتانيا)، ثم ما لبثت أن احتضنتها قبيلة لمتونة بموريتانيا ملتئمة حول الداعية عبد الله بن ياسين الجزولي مؤسس الرباط الذي به سمي المرابطون. وقد امتدت شمالا حيث اتخذ يوسف بن تاشقين من مراكش عاصمته في المغرب الأقصى ليمتد شرقا حتى منطقة القبائل (وسط الجزائر). ورغم أنها كانت تدين بالولاء للعباسيين كانت دولة مستقلة.

وقد دعا مؤسس الدولة المرابطية إلى العودة إلى أصول الإسلام ومحاربة البدع، ويمكن القول إن المرابطين لعبوا دورا لا يستهان به في تنقية الإسلام المغاربي من شوائبه الوثنية والمسيحية. كما أن دعوتهم للمالكية كانت لها بالغ الأثر في انقراض المذهب الشيعي وبقاء المذهب الخارجي مذهب أقلية صغيرة محاصرة لا يعتد بها، وعبد الله العروي محق تماما في تأكيده على تزامن الدعوة المرابطية المالكية مع إحياء المذهب السني وانتصاره في المشرق العربي تحت حكم السلطة السلجوقية.

غير أن تعلق المرابطين بالمالكية لم يمنعهم في دعوتهم من استعارة رمز الإمام الداعي من الشيعة كما لم يمنعهم من الإيمان بفكرة "التكفير بالكبائر" التي تعتبر من معتقدات الخوارج. وكان من مظاهر راديكاليتهم المذهبية الأخرى رفضهم التصوف جملة وتفصيلا كما يدل على ذلك منعهم تداول أعمال أبي حامد الغزالي في المناطق الخاضعة لهم.

أما الدولة الموحدية (1147–1269) التي قامت على أنقاض دولة المرابطين، فكان مذهبها قطيعة مع المذهب المالكي إذ كان مزيجا من تأثيرات عديدة، فكان فيه من الأشعرية إيمانه بوجوب تعريف عقلاني للألوهية، ومن الاعتزال مركزية فكرة الوحدانية التي اشتق منها اسمه،
كما كان فيه من ظاهرية ابن حزم إيمانه بوجوب الأخذ بظاهر القرآن واطراح كل تفسير آخر له.

والملاحظ أن هذا لم يمنع المؤسس الروحي لدولة الموحدين من اتباع طرائق الدعوة الشيعية، كما لم يمنعه من استغلال فكرة الإمام المرشد الشيعية لنشر مذهبه إذ اتخذ هو ذاته لقب "المهدي".

وقد بدأت الإيديولوجية الدينية التومرتية في التصدع بعد تحول الدولة الموحدية إلى مملكة وراثية إذ تأقلمت مع متطلبات السلطة السياسية وتوازناتها. ويعتبر المؤرخون هذا التحول أحد أسباب الثورات الكثيرة (1147–1213) التي نشبت في المناطق التي كانت مهد دعوة ابن تومرت وحافظ فيها فكره على صبغته الأولى.

كما واجه الأمراء الموحدون بالإضافة إلى هذه الثورات قلاقل أخرى أثيرت كلها تحت راية المالكية وأشهرها تلك التي أحدثها الأمير ابن غانية المنحدر أصله من أحد ولاة جزر البليار في عهد المرابطين. وقد تمكن ابن غانية بيسر كبير من السيطرة على المغرب الأوسط (الجزائر الحالية) بمعونة القبائل العربية الهلالية الوافدة من مصر في عهد الفاطميين


وأحيا في هذه المنطقة ذكر المالكية الذي كان


أشرف على الزوال (12).

خصائص الإسلام الأمازيغي

كان لتضعضع سلطة الموحدين في ربوع المغرب الكبير آثار على منظومة التعليم الديني، إذ أفلتت من رقابة الدولة ما سمح بتطور المالكية والصوفية. وقد شجع الكثير من ولاة الموحدين الطرق الصوفية محاولين استغلال تعلق الأهالي الأمازيغ بها لإضفاء الشرعية على نفوذهم الذي تزايد بعد تفكك أوصال الإمبراطورية الموحدية وبلغ حد الاستقلال بولاياتهم (الحفصيون في تونس والزيانيون في الجزائر والمرينيون في المغرب الأقصى).

ولم تكن الصوفية المدرسة في الزوايا (13) مذهبا بديلا عن المالكية, بل كانت تعتبر نفسها مكملا روحيا لها. وكما يقول بول بالتا "المالكية استوعبت بشكل واقعي التقاليد الشعبية المتجذرة في الحياة اليومية للأمازيغ خاصة تقديس الأولياء الصالحين، وهذا ما يفسر أيضا تبنيها من قبل جزء من سكان أفريقيا السوداء" (14).

وهكذا فتح تلاشي السلطة الموحدية ومذهبها صفحة التعايش بين المذهب المالكي والصوفية والتقاليد الشعبية (15) في مجمل المجموعات البربرية غير الإباضية وبدأت الزوايا (الطرق) في الازدهار.

ومن أقدم هذه الطرق الزاوية الشاذلية التي ولد مؤسسها بتونس عام 1196 والزاوية العيساوية التي نشرها في الجزائر محمد بن عيسى (1465-1524) والزاوية الدرقاوية التي أسسها بالمغرب مولاي درقاوي الإدريسي (1760-1823).

ولم يسع الأتراك في الجزائر وتونس إلى حمل الأهالي على اتباع مذهبهم الشافعي، خاصة أن سلطتهم كانت عسكرية بحتة لا يعني لها الولاء للباب العالي شيئا غير دفع الضريبة له. كما أن الاحتلال الفرنسي لبلاد المغرب الكبير لم يقض على التوازن بين الصوفية والمالكية والتقاليد الشعبية.

ويمكن القول إن مقاومة الشعوب المغاربية للاحتلال كثيرا ما تمت تحت راية الزوايا الصوفية، ويصدق ذلك على المجموعات الناطقة بالعربية (ثورة الأمير عبد القادر التي ساندتها الزاوية القادرية) والمجموعات الناطقة بالأمازيغية (ثورة 1870 في بلاد القبائل التي قادتها الزاوية الرحمانية).

وقد حاول الفرنسيون استعمال الزوايا للتمكين لسلطانهم في بلاد المغرب ونجحوا في ذلك لبعض الوقت، لذا يمكن اعتبار نضال جمعية العلماء المسلمين ضد "الطرق" الصوفية في الجزائر بالأساس نضالا ضد استعمال السلطة الاستعمارية لهذه الطرق وإن كان من جهة أخرى نضالا ضد "البدع" يندرج في سياق نضال الحركة الإصلاحية في المشرق (جمال الدين الأفغاني ورشيد رضا وغيرهما) من أجل تخليص التفكير الديني من شوائبه الخرافية.

بيد أن خضوع الزوايا في الجزائر للسلطة الاستعمارية لم يمنع بعضها من أن تتحول إلى مراكز استعملتها جبهة


التحرير الوطني لنشر نفوذها بين الأهالي خلال الحرب التحريرية (1954-1962).




التنصير.. خرافة أم حقيقة؟

يعتبر المذهب المالكي اليوم مذهب مجموع الأمازيغ إذا استثنينا إباضيي منطقة وادي مزاب بالجزائر وجربة بتونس ونفوسة بليبيا. وكثيرا ما يتزاوج هذا الانتماء إلى المالكية بالانتماء إلى الزواي (16) وإن كان سلطان الطرق الصوفية في تراجع محسوس عما كان عليه قبل عقود أو قرون.

ويفسر التآلف القوي بين المالكية والصوفية والتقاليد الشعبية كون الأمازيغ لم يعتبروا الإسلام قط دينا غريبا عليهم، كما يفسر الفشل الذي منيت به الحملات التنصيرية التي قام بها في أفريقيا الشمالية "الآباء البيض" بقيادة الكاردينال لافيغري (أسقف الجزائر في العام 1867) في محاولة لترسيخ السلطة الاستعمارية الفرنسية (17).

وقد استهدفت الحملات التنصيرية الجزائر أكثر من بقية بلاد المغرب الكبير، وتفسير ذلك أن الجزائر كانت تحت نير استعمار استيطاني مدمر لا تحت نظام حماية كتونس والمغرب الأقصى.

وتجدر الإشارة إلى أن حركة التنصير لم تستهدف المناطق الناطقة بالأمازيغية دون غيرها وإن كانت استهدفت حقيقة بلاد القبائل بشكل خاص في إطار مخطط استعماري يهدف إلى إضافة اختلاف ديني إلى الاختلاف اللغوي الذي يميز هذه المنطقة عن المناطق الناطقة بالعربية.

لكننا إذا استثنينا اعتناق بعض القرى المذهب الكاثوليكي (خاصة في إيغيل علي بالقبائل الصغرى)، فقد منيت كل محاولات تنصير الأمازيغ القبائليين بالفشل الذريع.

وليس من المبالغة القول إن منطقة القبائل حاليا هدف لحركة تنصيرية تنفي الكنيستان البروتستنتية والكاثوليكية الجزائريتان أن يكون لهما ضلع فيها. وتقود عمليات التنصير هذه الكنائس الإنجيلية (18) التي استقر العديد من بعثاتها في هذه المنطقة (منتدى الكهنة، مجمعات الرب، الكنيسة الإنجيلية الحرة, الخ).

ومع ذلك يبدو أن خطرهذه الحركة التنصيرية مبالغ فيه كثيرا إذ لم يسجل حتى الآن أي اعتناق جماعي للمسيحية. من هذا المنظور يبدو الزعم بأن 30% من سكان ولاية تيزي وزو يرتادون الكنائس (19) أقرب إلى المزاح منه إلى الجد، ولا أدل على ذلك من أن الزوايا ما زالت تحتفظ بدور


قوي في منطقة القبائل مستفيدة في ذلك من دعم السلطات الرسمية بما فيها وزارة الشؤون الدينية.
_______________
صحفي جزائري

(1) حسب شهادات كثيرة كانت بعض قرى منطقة جيجل (شرق الجزائر) تتكلم الأمازيغية حتى بداية النصف الثاني من القرن العشرين وهي الآن مناطق ناطقة بالعربية.

(2) يصف المؤرخ المغربي عبد الله العروي المنطقة التي فتحها العرب في هذه الفترة "كانت هي المنطقة التي احتفظ بها الرومان حتى نهاية وجودهم في الشمال الأفريقي وورثها عنهم الوندال ثم ورثها البيزنطيون عن الوندال. ولم تكن هذه المنطقة تتجاوز 100 ألف كم2 في عهد السيطرة الوندالية كما لم تتعد السواحل وضواحي المدن في عهد البيزنطيين". "تاريخ المغرب العربي"، الجزء الأول، منشورات ماسبيرو، باريس، 1982، ص 70 (المؤلف بالفرنسية).

(3) انظر مقال آلان مورغ "تاريخ الشمال الأفريقي من الفتح العربي إلى القرن الـ15 الميلادي" (بالفرنسية) على موقع www .quellehistoire.com.

(4) "حتى بعد إسلامهم عاود الأمازيغ الكفاح (ضد العرب) باعتناقهم أفكار الحركات الإسلامية المنشقة عن الحكم المركزي التي يسرت تعلقهم بخصوصياتهم حتى وإن كان زعماؤها عربا". مكسيم رودنسون، كتاب "العرب"، المطبوعات الجامعية الفرنسية، باريس، 1985، ص 70 (المؤلف بالفرنسية).

(5) يرى الكثير من المؤرخين تشابها كبيرا بين دور مذهب الخوارج في شمال أفريقيا ودور المذهب الدوناتي (من اسم مؤسسه القديس دونات المنشق عن الكنيسة الكاثوليكية) في تغذية الثورات الأمازيغية ضد الرومان في القرن الرابع الميلادي "ألبت الدوناتية فقراء المزارعين الأمازيغ ضد المعمرين الرومان الأثرياء، كما ألبت الأرياف ضد مسيحية روما التي كانت ديانة السلطة والحواضر، وقد عرف التاريخ الإسلامي في بدايته حركات شديدة الشبه بالدوناتية". بول بالطا، "خصوصيات الإسلام في المغرب الكبير"، مقال (بالفرنسية) منشور على موقع www .clio.fr.

(6) يمثل الأدارسة الشق الحسني للعائلة العلوية، وقد أسس دولتهم في المغرب إدريس بن عبد الله بعد أن لجأ بنفسه إلى هذه المنطقة فارا من بطش العباسيين إثر إخفاق إحدى الثورات الشيعية في عهد الخليفة المنصور.

(7) اعتنق أحد الملوك الأغالبة وهو زيادة الله الأول مذهب المعتزلة تشبها بالخليفة المأمون.

(8) شمس الدين شيطور "تاريخ الجزائر الديني"، منشورات ENAG، الجزائر، 2001، ص 71 (المؤلف بالفرنسية).

(9) "الإمام سحنون، ناصر المذهب المالكي"، مقال للأستاذ سامي مهبولي، منشور على موقع www .voila.fr/mykairouan (بالفرنسية).

(10) تضعضعت الدولة الفاطمية بعد أن هيمنت على الشمال الإفريقي ومصر، وفي 1171 أنهى صلاح الدين الأيوبي الحكم الفاطمي وأعلن مبايعة مصر للخليفة العباسي.

(11) عبد الله العروي، مؤلف سبق ذكره.

(12) استعرنا هذه العناصر التاريخية وغيرها من عبد الله العروي (مؤلف سبق ذكره).

(13) تعني كلمة "زاوية" في المغرب الكبير مدرسةً تلقن العلوم الإسلامية لطلبة تؤويهم وتنفق عليهم كما تعني الطريقة الصوفية (الزاوية القادرية، الزاوية الرحمانية، إلخ).

(14) بول بالطا، مقال سبق ذكره.

(15) بقي القانون العرفي سائرا في الكثير من المناطق الأمازيغية إلى عهد ليس بالبعيد (الأوراس ومنطقة القبائل في الجزائر، جبال الريف في المغرب الأقصى) وأحد أمثلة أحكام هذا القانون العرفي عند أمازيغ منطقة القبائل حرمان المرأة من الميراث.

(16) بعد أن همشت لمدة طويلة في الجزائر، عادت الزوايا في فترة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتلعب دورا لا يستهان به خلال حملته الانتخابية الأخيرة (انتخابات أبريل/ نيسان 2004).

(17) فكرت السلطات الاستعمارية الفرنسية في مرحلة ما في تهجير المارونيين إلى الجزائر بهدف تنصيرها من جهة و"حماية" هذه الأقلية من المذابح التي ارتكبها ضدهم الدروز بين 1840 و1860 من جهة أخرى. انظر شمس الدين شيطور، المؤلف المذكور أعلاه، ص 174–175.

(18) سعد الوناس، "هل التبشير المسيحي في منطقة القبائل خطر أم ظاهرة هامشية؟" مقال منشور في اليومية الجزائرية "الوطن"، عدد 26 يوليو/ تموز 2004 (بالفرنسية).

(19) أدلى بهذا الرقم أحد الأساتذة الجامعيين الجزائريين وهو عمار حولي، جريدة "الوطن" العدد والمقال المذكوران سابقا.

موضوع منقول للفائدة....................................







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=12567
التوقيع





    رد مع اقتباس
قديم 2009-08-26, 11:39 رقم المشاركة : 2
الطائر الأزرق
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
إحصائية العضو







الطائر الأزرق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأمازيغ و الإسلام .


اعتنق الأمازيغ الإسلام وأسهموا في نشره بمجموعة من الأصقاع البعيدة. شكرا على الموضوع.






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 23:42 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd