منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

أمراض المناطق الحارة حصى الكلى والحالب

دراسات عديدة تم وضعها لمتابعة التغيرات التي تحدث في الجسم نتيجة عدم تناول كمية كافية من السوائل في حياتنا اليومية , وفي المناطق الحارة على وجه خاص , يؤدي التغيير الذي يحدث في الجسم, غذائياً وسائلياً, إلى تغيرات جذرية في حياة السكان. وقد أثبتت الدراسات أن معدل الأملاح, وأهمها ملح الحامض اليوريكي يزداد في الدم نتيجة تناول اللحوم الحمراء, أو الشوكولاته مثلاً ,لأن الجسم في المناطق الحارة أقل نشاطاً, ونسبة تبخر السوائل أعلى , مما يؤدي إلى تغيرات سلبية خصوصاً الجفاف االباثوفسيولوجي, ومن جراء ذلك يتأثر الجسم والكليتان بسبب فقدان المياه وتحدث حالة الجفاف , وهذه بدورها تؤدي إلى تغيرات باثولوجية واضطرابات في التوازن الفيزوكيميائي في الكليتين, وفي الوقت نفسه يؤدي ذلك إلى اضطرابات في النظام الهيدروديناميكي للبول بداية في الكليتين ونهاية في الإحليل حيث يخرج البول من هناك .
ومن المعروف أن إحدى أهم وظائف الكلية هي تنظيف الجسم من المواد والفضلات الناجمة عن العمليات الاستقلابية, ويجري طرح هذه المواد والفضلات للخارج عن طريق البول, وهكذا فإن أي أذى يمكن أن يصيب الكلية يؤثر سلباً في هذه العملية ويؤدي بالتالي إلى إصابة الإنسان بالأمراض المختلفة .
http://www.tartoos.com/images/MedecinMag/4182.JPG
وعلى سبيل المثال تترافق الأذيات الشديدة في الكلية بتوقف وظيفة عدد من الكبب الكلوية التي يتم عن طريقها تنظيف وتخليص الجسم من الفضلات من جراء ذلك , يزداد تركيز البولة الدموية في المصل, والشوارد المختلفة , إذ إن الكلية تعمل على تنظيم عملية التوازن بين السوائل والشوارد, وتنظيم ضغط الدم أيضاً , وتلعب دوراً مهماً في بعض العمليات الحيوية الأخرى في الجسم .

أما الأسباب الباثولوجية المؤدية لتكوين حصى الجهاز البولي والمؤهبة للإصابة فهي ما يلي :
أ ) ارتفاع نسبة حامض اليوريكي في الدم والبول نتيجة الإسراف في تناول اللحوم الحمراء والشوكولاته .
ب) ارتفاع الكالسيوم في الدم والبول بسبب مرض فرط امتصاص معوي لهذه المادة, لسبب جيني ووراثي, أو غذائي, أو بسبب مرض ( فرط نشاط التغيرات الدرقية ) .
ج) التهابات جرثومية في المسالك البولية .

د) تشوهات خلقية في المسالك البولية وأهمها التضيقات في ملتقى الحويض الكلوي والحالب.
ف) ارتفاع نسبة الاكسلات في الدم والبول وغالباً ما يكون السبب هو مرض فرط امتصاص معوي لهذه المادة أو يكون ذلك من جراء إفراط غذائي لذلك .
و) نقص أو تدني في إفراز الكلى لحامض الستريك .
ونشوء حصى الكلى يحدث على مراحل متعددة ويتكون في سرعات مختلفة , حيث إن هناك عوامل تساعد على نمو الحصى الكلوي وأهمها :
1-فرط في التشبع البولي بأملاح الكالسيوم, الاكسلات, الحامض اليوريكي, الفوسفات, المنغنيزيوم وذلك لأن أي فرط في الإشباع وفي كل سائل يؤدي كيميائياً إلى الحالة الصلبة , وهذا يعني البلورة لهذه الأملاح في البول , حيث إن كمية البول هي مقياس علمي مثبوت , فإذا تشبع هذا السائل فوق العادة , بعد تركيزه ( في حالة جفاف الجسم وتركيز في سائل البول) فإن الترسب لهذه الأملاح وبلورتها ومن ثم تكوين نواة للحصى لا محال منه, وتعتبر هذه الظاهرة إحدى أكثر العوامل المؤدية للإصابة بمرض حصى الجهاز البولي .
2-زيادة التراكم أو الحشد حيث إن وسيط المحلول في كل سائل كيميائي يكون نواة الترسب الحصوي, وهذا يزداد أيضاً في حالة تشبع السائل البولي بسبب ظاهرة الجفاف الجسمي خاصة أثناء التعرض لجو حار ( الصيف) خلال النهار , هذه التغيرات الفيزيوكيميائية المذكورة أعلاه تنمو , وتتغير, وتنعدم في الوقت نفسه أو واحد تلوى الآخر .

3-وقد يساعد على نشوء نواة الحصى: قلق سرعان جريان البول, لأسباب باثولوجية في الكليتين أو المسالك البولية ( كالتشوهات الخلقية وأهمها التضيقات في ملتقى الحويض الكلوي والحالب وغيرها), وبما أن مكوث سائلل البول لمدة أطول مما هو فسيولوجيا طبيعياً في المناطق تضيق المسالك البولية لأسباب خلقية تشوهية أو التهابية ندبية, حيث تتكون في هذه المناطق الضيقة مناطق مسماة (عصارية) ومناطق مسماة (منطقة المياه الراكدة) وهذا يؤدي إلى تقليل سرعة جريان البول في الجهاز البولي وتكون الحصى .
4-مرضى حصى الكلى يختلفون عن الأصحاء وذلك أن السائل البولي عندهم يكون مفرط التشبع بمواد مكونة للحصى مثل الكالسيوم , الاكسلات, وأملاح حامض اليوريك وكذلك السيستين, وفي الوقت نفسه لوجود نقص في المواد المبطلة لتكوين الحصى كالنقص في حامض الستريك .
5-أما العوامل الأخرى المؤدية إلى تكوين حصى الكلى فهي الاتهابات الجرثومية أو غير الجرثومية في المسالك البولية مثل التهاب الحوض الكلوي (PYELONEPHRITIS) , والتهابات الحالب (URETHRITIS) والتهابات المثانة ( CYSTITIS) , وكذلك التهابات الاحليل ( URETHRITIS) ومن ضمنها التهابات البروستاتا ( PROSTATITIS) , مع العلم بأن هذه العوامل تصبح فعالة عند وجود الأسباب الأخرى المذكورة خصوصاً إذا كانت هناك عوامل جينية مسببة, تتزامن مع وجود تضيقات انسدادية في هذه المناطق من الجهاز البولي والتناسلي .
والبول ليس سائلاً ركودياً وهو يجري بشكل دائم مستمر. ويوجد كسائل بولي جديد نتيجة تصفية الكلى للدم ولهذا تتكون بلورات حصوية هنالك حيث يكون السائل البولي في أعلى تشبعه . وهذا يكون في حليمة الكلوة ( PAPILL ARENLIS) وفي حالة تكون هذه البلورات فإنها تنزل إلى الحوض الكلوي والحالب وإلى المثانة في خلال خمس دقائق من نشوئها .
أما وقت انتقال البول في الكلية إلى المثانة فيستغرق 10-5 دقائق, وإذا كانت هنالك تضيقات مرضية خلقية أو التهابية في المسالك البولية فإن هذه الجزئيات البلورية تكسب الوقت لتتكون , بسبب اختلال سرعة الجريان الديناميكية, وتكبر حجماً إلى حصى كلوية كاملة بعدما كانت بلورة صغيرة جداً, وهذه الحصى تسبب تضيقاً خلال عشر دقائق تحدث الأعراض الناجمة عن الحصى مثل المغص الكلوي والحالبي, والغثيان والتقيء وغيرها .
ومن الجدير بالذكر أن هنالك عوامل عديدة تؤثر سلبياً في مرور الحصى من خلال الحالب والمثانة والاحليل وخروجها من الجسم بعد التبول ومن أهمها :
-1 حجم الحصوة وشكلها .

-2 احتقانات, والتهابات وتقلصات في الحالب المصاب .
-3 حركة الحالب التمعجية ( PERISTALSIS ) . ولهذا فإن جريان السائل البولي من خلال المسالك البولية يجب أن يكون من دون أية تغيرات لسرعته أو حركته الديناميكية حيث يكون الإدرار من دون اضطرابات ونتيجة لذلك تكون الوقاية من تكون الحصى متوافرة ومضمونة .
وفي حالة وجود الحصى في الحالب, يحبذ العلاج غير الجراحي, وحسب موقع الحصى في الحالب , هناك علاجان متوافران الآن في دولة الإمارات وهما : العلاج بواسطة التفتيت بالليزر منظارياً , أو التفتيت من خارج الجسم بوساطة الموجات الالكترومغناطيسية, حيث أن المضاعفات الجراحية للعمليات التقليدية للحصى كانت ذات نسبة عالية جداً في السابق مقارنة بالعلاج الحديث .
.