غمات ضواحي مراكش: وزير الأوقاف يحذر من فرض نموذج فكري نمطي
بواسطة: فضاءات
بتاريخ : الخميس 01-07-2010 12:07 مساء

حذر أحمد التوفيق من مغبة الوقوع في ما وصفه بـ" العولمة الإسلامية الداخلية" التي تروم فرض نموذج فكري نمطي على غرار العولمة العالمية، كما نبه الى عدم "الاستعمال الإيديولوجي للدين" لمحاربة المخالفين، موضحا في كلمة بمناسبة افتتاح يوم دراسي بجماعة غمات ضواحي مراكش أول أمس السبت 26 يونيو أن ذلك ينفي التعددية الثقافية التي طالما تشبث بها المغاربة، كما أن الحدود الفاصلة بين الديني والثقافي تبقى حدودا وهمية في المنظومة المغربية. وقال إن المغاربة باتوا معرضين إلى غزو فكري، ومتهافتين على ما عند الغير ، مشير أن الإعلام الفضائي يساهم في ذلك بشكل كبير. وأوضح أن اكتشاف مسجد أثري بحضارة غمات له من البعد الثقافي ما له من البعد الديني ولا يمكن الفصل بينهما.
وأضاف التوفيق الذي كان يتحدث أمام عامل إقليم الحوز ورئيس جهة مراكش وعدد من العلماء والأساتذة الجامعيين أن ظهور علماء زهاد أجلاء بقوة في حاضرة غمات التي عرفت تجارتها نمو كبيرا جدا بفضل حيويتها الاقتصادية جاء من أجل إحداث التوازن في ميولات الإنسان،

موضحا أن الأمر ينطبق على الواقع الحالي والتي يستلزم، إضافة إلى تفعيل آليات الردع والمحاسبة، بناء الإنسان وتزكيته موضحا أن مصطلح التنمية يقابل مفهوم التزكية في القرآن مما يعنيه من تحرير الإنسان من قوة طمعه ونهمه ومساعدته لبناء مصيره في الدنيا والآخرة. وأضاف أنه بفضل حركية أئمة الصلاح في حاضرة غمات، كان التجار الذين وصلوا الى الثراء، يصرحون بممتلكاتهم عل أبواب منازلهم ويؤدون على ذلك ضرائبهم.
وشدد التوفيق من جهة ثانية على ضرورة الاعتناء بالأبحاث الاركيولوجية التي تعد من أصعب المقاربات، لكنها يمكن أن تلعب دورا كبيرا وخطيرا في إعادة كتابة التاريخ سيما التمحيص في اعتناق المغاربة للإسلام ضمن حاجة نفسية وسيرورة تاريخية امتدت ل6 قرون وليس عبر ما سمي وصول جيش الفاتحين. واضاف أنه لا يمكن السير في هذا الطريق دون تضافر العلم والمال والإدارة الرشيدة.
من جانبه شدد بوشعيب المتوكل عامل إقليم الحوز على دور العلماء والخبراء والمهتمين الباحثين في تثمين التراث الحضاري وتوظيفه العقلاني لأجل صيانة الهوية المغربية وترسيخها لدى الأجيال. وأضاف أن غمات اشتهرت بكونها أقدم المدن المغربية وأعرقها وتحولت إلى عاصمة للمرابطين ومقر إقامة ونفي بعض ملوك الأندلس، كما كانت قبلة تجارية أساسية وممرا لا محيد عنه للقوافل التجارية القادمة من وإلى الصحراء.