إجازة سعيدة..فاجعلها مفيدة - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-06-30, 19:20

رقم المشاركة : 1

الدمعة

أستـــــاذ(ة) مشارك

إحصائية العضو

الدمعة غير متواجد حالياً

إجازة سعيدة..فاجعلها مفيدة

أقبلت الإجازة الصيفية، وكلٌ يرنو إليها بلهفة وأمل.... فالبعض يعتبرها فرصة للتوقف عن أي جهد أو عمل بعد عامٍ كامل من الجهد والاستذكار والعمل المتواصل ، والبعض يراها فترة للترفيه والسفر والخروج من الروتين اليومي أثناء العام الدراسي ، والبعض الآخر يراها فرصة عليه أن يغتنمها لزيادة مهاراته وقدراته وإنجاز العديد من الأهداف المؤجلة..

ومن الطبيعي أن يحاول كل إنسان تغيير حياته في الإجازة والخروج عن إطار الروتين أثناء العام الدراسي ، ولكن يجب أن ننتبه أنه إذا كانت الإجازة فرصة للراحة والتمتع والترفيه عن النفس فيمكن أن نحول هذا الترفيه إلى ترفيه مفيد ومتعة هادفة وراحة تشحذ الطاقة للوصول إلى الأفضل..

فماذا أعددنا للإجازة الصيفية وكيف ننظر إليها نظرة صحيحة تساعد على تحقيق ما نخطط له من أهداف؟؟

فرصة فاغتنمها:

الإجازة نعمة امتنَّ الله بها على عباده، يقول الله عز وجل: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [القصص: 77] الآية الكريمة تبين أن الله سبحانه وتعالى يحث العبد على استعمال ما وهبه له من المال الجزيل والنعمة الطائلة والوقت النافع في طاعة ربه والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل له بها الثواب في الدار الآخرة {وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والمساكن والمناكح..

وجاء في الحديث: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»(صحيح البخاري 6049). وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه أجموا هذه القلوب ، وابتغوا لها طرائف الحكمة ، فإنها تمل كما تمل الأبدان )

ومن هنا يتبين لنا أنه إذا كان الإسلام يحثنا على الترفيه والترويح وابتغاء المتعة المفيدة في حدود الأطر الشرعية ، فإن على المسلم أن ينتبه ألا يدع عمره يمضي هباء بدون عمل أو إنجاز أو سعي لتحقيق هدف.

وفي ذلك ويقول ابن مسعود رضي الله عنه وهو( تلميذ نجيب في مدرسة النبوة ) ـ : ما ندمت على شئ ندمي على يوم غربت شمسه اقترب فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي ، وروى كذلك عنه رضي الله عنه أنه قال: ( إني أكره أن أرى الرجل فارغاً لا فى عمل دنيا ولا الآخرة )

ويُروى قول ينسب لعلي رضي الله عنه أنه قال: ( من أمضى يوماً في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد بناه، أو حمد حصله، أو خير سمعه، أو علم اقتبسه فقد عق يومه )

إذن فيومك ثروة ووقتك فرصة وعمرك غنيمة فاغتنمها ، وإذا نظرت للأجازة من هذا المنظور فلن تترك ساعة منها أو دقيقة بل لحظة تضيع دون فائدة أو استفادة..

لكن كيف يمكن استغلال الإجازة؟

لابد أنك قد انتهيت لتوك من آداء الامتحان ، وبدأت تتنفس الصعداء وتشعر بشيء من الحرية والهدوء والاسترخاء..ولابد أن الأفكار تتصارع في رأسك الآن حول كيفية التخطيط لقضاء إجازة ثرية ممتعة مفيدة ، لكن ما الذي يحدث عادة..يبدأ كل شيء بهمة ونشاط ثم لا تلبث أن تهدأ الثورة وتنطفئ الحماسة وتمضي الأيام ويتسرب الوقت وتضيع الإجازة دون تحقيق هدفٍ يذكر..فهل المشكلة في التفكير أم في التخطيط أم في فقدان الهمة..؟

المشكلة تكمن عادة في الارتباك وعدم التخطيط الجيد مما يؤدي للفتور وفقدان الحماسة لإنجاز أي عملٍ فتترك نفسك حتى تغلبك نفسك بالركون للهو والخمول والكسل..

ولذا لابد أن تكون البداية صحيحة حتى تصل للنتائج المرجوة:

ابدأ بتحديد أهدافك:

استخرج ورقة وقلماً ومن الأفضل أن تبدأ الكتابة في أجندة صغيرة تصطحبها بسهولة معك في أي مكان..وابدأ في تحديد أهدافك لهذه الأجازة..على سبيل المثال: حفظ أجزاء من القرآن الكريم وتثبيت الأحكام ..حفظ عددٍ من الأحاديث النبوية الشريفة..تحديد بعض الكتب المهمة التي تود قراءتها وترى أنها ستضيف لك الكثير..الاشتراك في دورات صيفية لزيادة المهارات الفنية أو الاجتماعية..ممارسة نوعٍ من الرياضة خاصة بالنسبة للشباب..إتقان بعض المهارات المنزلية بالنسبة للفتيات..التواصل مع الأقارب وذوي الأرحام..السفر للسياحة مع الالتزام بالضوابط الشرعية..إلخ

خطط لتحقيق هذه الأهداف:

إذا كنت قد مللت من تخطيط جداول الاستذكار والاختبارات فيمكنك على الأقل توزيع هذه الأهداف على خارطة يومك وأسبوعك وشهور إجازتك ..فمن هذه الأهداف ما سيتم بصورة يومية كحفظ القرآن الكريم ومراجعته..ومنها ما سيتم خلال أيام الأسبوع كالاشتراك بدورات متخصصة أو أندية رياضية أو زيارة الأقرباء ، ومنها ما سيمتد عبر شهور الإجازة.

ولذا فلابد من التوزيع مما سيساعدك على ترتيب يومك والخروج بأفضل نتيجة من إجازتك ، كما سيجنبك الارتباك وتداخل المواعيد..وسيساعدك أيضاً على تقييم آدائك..

حاسب نفسك:

لا تدع الأيام تمر دون أن تتوقف لمحاسبة نفسك كل فترة لتعرف هل تسير بجدية في تحقيق الأهداف أم أصابك التراخي والكسل والخمول ، ومن ثم يمكنك التعديل وتحسين آدائك حتى لا تضيع عليك الفرصة..

تجنب المشتتات:

فلابد أن هناك بعض الأشياء التي ستتداخل مع أهدافك..كالجلوس أمام النت لفترات طويلة أو الخروج مع الأصدقاء بشكل متكرر ، أو السهر لساعات متأخرة والاستيقاظ متأخر مما سيصيبك بالكسل والخمول والتشتت.

ابتعد عن سوف وأخواتها:

فأنت هنا تواجه نفسك وتختبر قدرتك الذاتية في التخطيط الجيد والسعي لإنجاز الأهداف..وإذا وجدت نفسك تستخدم كلمة "سوف وأخواتها" بصورة متكررة فاعلم أنك قد سقطت في فخ التراخي والخمول ، وبدأت تتراجع في تحقيق أهدافك..ولكن استبدلها بكلمات مثل الآن.. وغداً.. وفي الساعة(...).بحيث تكون محدداً مع نفسك وقادراً على الإنجاز..

استعن بالله عز وجل:

لا تنس أن توكلك على الله وتقربك منه والاستعانة به تضفي البركة على حياتك وتزيدك قوة وعزيمة لتحقيق أهدافك..

وتذكر هذا القول المأثور ( من أمضى يوماً في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد بناه، أو حمد حصله، أو خير سمعه، أو علم اقتبسه فقد عق يومه )