منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - فلاش .. الحلقة المفقودة في الحوار الاجتماعي

فلاش .. الحلقة المفقودة في الحوار الاجتماعي

جلال كندالي

الاتحاد الاشتراكي : 30 - 06 - 2010

الإضرابات المتتالية التي خاضتها وتخوضها العديد من القطاعات سواء في الجماعات المحلية أو في قطاع للمهندسين أو في قطاع البريد والاتصالات، وغيرها من القطاعات الأخرى. تثير العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام، حول جدية المسؤولين الحكوميين في هذه القطاعات، في التعاطي مع الحوار القطاعي، من أجل الخروج بنتائج إيجابية تكون في صالح هذه الفئات التي ترى أنها ضحية حيف كبير نتيجة عدم الاستجابة لمطالبها العادلة.
صحيح أن الخطاب الرسمي للحكومة يلتزم بخوض حوار اجتماعي جاد ومسؤول من أجل الاستجابة لهذا القلق، الذي تحس به مختلف الفئات الاجتماعية، نظرا لارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية وغلاء المعيشة إلى غير ذلك من الحواجز التي تعترض إحقاق العيش الكريم لعموم الطبقة العاملة، إلا أن هذا الحوار الاجتماعي ، حسب العديد من المركزيات النقابية، مجرد كلام في كلام، ولا يرقى إلى التطلعات ، والدليل على ذلك ما تشير إليه المركزيات من انفراد الحكومة بالتصريحات حول الموضوع دون إشراك المعنيين ، إلى غير ذلك من النقاط الأساسية والمهمة التي ترى فيها الإطارات النقابية قطب الرحى .
وإذا تجاوزنا الحوار الاجتماعي المركزي الذي مازال قائما ما بين الحكومة والنقابات ، فإن الحوار القطاعي يعيش أزمة حقيقية باعتبار البطء الكبير الذي يعرفه كما جاء في بلاغ النقابات التي دعت الى إضراب وطني في الجماعات المحلية، وكذلك عدم تلبية المطالب العادلة لهذه الشريحة المجتمعية، بالإضافة إلى التجاوزات والاختلالات الكبيرة التي يرتكبها العديد من رؤساء الجماعات الحضرية والقروية، والاستخفاف بمطالبها، وتعامل وزارة الداخلية مع ممثلي هذه النقابات كما أن جميع النقاط المطلبية لم يتم الاستجابة إليها لحد الآن ماعدا حذف السلالم من 1 الى 4.
ومن المسائل الأخرى التي تلقتها المركزيات النقابية بامتعاض شديد، إعلان المجلس الإداري للصندوق المغربي للتقاعد عن جملة من الإجراءات التقنية دفعة واحدة، بدعوى الحفاظ على التوازن المالي لهذا الصندوق، إذ اعتبر ممثلو هذه النقابات باللجنة التقنية لإصلاح أنظمة التقاعد بالمغرب ، أن هذه القرارات بمثابة تشويش مقصود على أشغال اللجنة. نفس الشأن أيضا بالنسبة لحوار الحكومة مع الاتحاد الوطني للمهندسين المغاربة ، حيث لم تسفر جلسات الحوار مع هذه الفئة عن أية نتيجة في الوقت الذي تستعد فيه بلادنا لتنظيم مناظرة وطنية حول الهندسة ولمهندس.
هذه مجرد عناوين، ترسم طبيعة الأزمة التي تعيشها بلادنا في الحوار الاجتماعي المركزي أو القطاعي، وهو ما يفترض وجود إرادة حقيقية لتجنيب بلادنا تداعيات وخيمة على الحقل الاجتماعي ولربح رهان التنمية الاجتماعية الشاملة بكل أبعادها.