ظهرت الحشرات على وجه الارض قبل ظهور الانسان بملايين السنين ولقد عاشت الحشرات ما يقرب من 300 مليون سنة يقابلها اقل من مليون سنة للانسان ولقد تطورت الحشرات كثيرا ابان هذه الفترة لتلائم المعيشة في مختلف البيئات تقريبا.


ولقد عرف ووصف من الحشرات ما يقرب 800 الف نوع اي ما يزيد على كل ما عرف من الحيوانات الاخرى بكثير وهو عدد يساوي 7/ 8 من انوع عالم الحيوان كله.. برغم التقدم الهائل في مجال العلوم والبحوث والتكنولوجيا في صناعة البصريات والمجاهر واجهزة التحليل والاستخلاص وجهود العلماء في شتى بقاع الارض التي تهدف الى وقاية النباتات والمخازن والصحة البشرية والبيطرية الا انه من المشاهد ان الحشرات لها من الصفات واسلحة البقاء ما يساعدها على المحافظة على انواعها من الانقراض ويجعل من المستحيل في الوقت نفسه القضاء عليها قضاء تاما فكثير من الحشرات اكتسبت مميزات فسيولوجية نادرة كما ان لها من خصائص تكوينها وتركيب جسمها وصفاتها ما يجعل منها منافسا دائما للاسنان بل يجب الاخذ في الاعتبار ان الانسان نفسه احد العوامل الغذائية لمجموعة كبيرة من الحشرات.. ومن هذه الخصائص والصفات مايلي:1-الحشرات صغيرة الحجم وكثير منها يصعب ملاحظته فيما يعيش على الاوراق او داخل الحبوب الصغيرة الحجم او متطفلا على الانسان والحيوانات وبعضها يحتاج الى كميات صغيرة من الغذاء ولبعضها الاخر قدرة على الصوم لفترة طويلة في حالة عدم وجود العائل لها.
2-للحشرات اطوار مختلة تمر بها خلال دورة حياتها كالحوريات والعذارى واليرقات فاذا امكن القضاء على احد هذه الاطوار فانها تستطيع الاستمرار لوجود اطوار اخرى.
3-في السنوات الاخيرة نظرا لاستعمال المبيدات الحشرية على نطاق واسع ظهرت سلالات تقاوم فعل المبيدات ولبعضها القدرة على هضم المبيد وتحويله من مادة سامة الى مادة غير سامة قبل حدوث اي اثر للمبيد على الحشرة ولها القدرة على المعيشة في مختلف البيئات تقريبا وتحت اقسى الظروف الطبيعية غير الملائمة ويمكنها ان تتاقلم مع الظروف السائدة في اية بيئة تحيط بها فلقد جمعت انواع من يرقات الذباب من البحيرات المالحة ويحفر نوع من الخنافس في اسلاك الرصاص ويعيش قليل منها تحت ظروف بالغة من البرودة وكذلك يعيش البعض في الينابيع الساخنة حيث ترتفع درجة الحرارة.
4-تتكاثر الحشرات بعدة طرق مختلفة فمنها ما يتوالد جنسيا ومنها يتوالد عذريا وبعضها يلد احياء وجسمها مغطى بطبقة لاتتاثر بفعل كثير من المذيبات العضوية والاحماض والقلويات المخففة التركيز ويغطي جسم بعضها علاوة على ذلك بالحراشيف والاشواك واحيانا يغطي جدار الجسم في بعضها بطبقة شمعية تمنع وصول السموم الى داخل الجسم ودورة حياة الحشرات قصيرة ولبعضها 25 جيلا في السنة وقد تضع انثى الحشرات ما يقرب من مليون بيضة خلال حياتها وبعضها يزيد كثيرا عن ذلك.
5-تتميز الحشرات بالاصرار والجدية وتملك خاصية وقاية نفسها بان تاخذ لون او شكل حشرة قوية اخرى تعيش في نفس البيئة او تاخذ لون الاغصان والاوراق والبيئة التي توجد فيها.
6- فاقت حشرات كثيرة في تصرفاتها ذكاء الانسان كالنمل الابيض والنمل العادي وذلك في طريقة معيشتها اجتماعيا وتحكمها في غريزتها وفي تخزينها لغذائها استعدادا لفصل الشتاء وللكثير منها وسائل دفاع فعالة ضد اعدائها كحالات اللسع او الاشواك اللاسعة او افراز روائح كريهة لطرد عدوها وبعضها يتظاهر بالموت عند ازعاجها وتبقى عديمة الحركة كما في بعض انواع الخنافس ولها قدرة على الهرب بسرعة والاختفاء من اعدائها.
7-تمتاز بعض الحشرات بالقدرة على الحركة السريعة وقوة الطيران والقفز والجري لمسافات كبيرة.
فالبرغوث يقفز الى ارتفاع يفوق طوله عشرات المرات.
انتشار الحشرات
يرجع انتشار الحشرات الى عوامل كثيرة في مقدمة هذه العوامل هو تمتع الحشرات بخصائص وصفات كثيرة جعلتها منافسا دائما ومتطورا للانسان في كل مكان فضلا عن عوامل اخرى تعمل على انتشار الحشرات وهي من صنع الانسان نفسه ومن هذه العوامل:
1-سعي الانسان الدائب لاستغلال البيئة وتهيئتها وقد ادى ذلك الى تهيئة ظروف مؤاتية لنشاط كثير من الحشرات الضارة فازدادت اعدادها سواء منها ما يتطفل على الانسان او حيواناته المستانسة .2-ادت زيادة السكان الى ضرورة التوسع في رقعة الارض المزروعة وفي تحسين انتاج المحاصيل كما ونوعا وهذا هيأ الظروف لكثير من انواع الحشرات لكي تصبح افة ضارة بالمحاصيل الزراعية سواء بالتغذية عليها او بنقل مسببات الامراض الى هذه المحاصيل.3-التقدم الكبير في وسائل النقل برا وبحرا وجوا ساعد على انتقال الحشرات من مواطنها الاصلية الى مواطن اخرى لم تتواجد بها من قبل وفي المواطن الجديد وبعيدا عن الاعداء الطبيعيين في مواطنها الاصلية تتزايد هذه الحشرات تزايدا هائلا فتصبح افات اشد ضررا من ذي قبل.4-الانسان نفسه وممتلكاته وكل شيء حوله يعتبر عائلا من عوائل بعض الحشرات فضلا عن ان الرياح وبعض العوامل الاخرى والحيوانات المهاجرة وفي مقدمتها الطيور تساعد على نقل وانتشار الحشرات في مناطق لم تتواجد فيها ومهما بلغت دقة الرقابة وصرامة قوانين الحجر الزراعي والصحي فلن تمنع انتقال بعض انواع هذه الافات الحشرية.

ربحني حيت كيقسم الموضوع على 200 كل موضوع فيه حرف وتصويرة والاخر زايد عليه بكلمة هههههه