2009-08-29, 01:27
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: المراة تظل هي المراة بأوتارها الرائعة ... | اسمعي يا من نصبت نفسها محامية للمرأة ... ضرب المثال نوع من أنواع التقريب في اللغة و أنت تعليمن جيدا كيف وظفه الله عز و جل في القرآن الكريم فضرب الله الأمثال للناس في القرآن ليبرز لهم المعاني في صور حسية متمثلة في أشخاص بعينهم ، و إخراج الألفاظ الخفية إلى الجلية ، و تقريبها إلى الأذهان في صورة قريبة ، كتحقيق أمر أو إبطاله ، أو تأتي مشتملة على بيان تفاوت الأجر بالمدح و الذم ، و الثواب و العقاب ، فتزيد المعاني دقة و وضوحاً في الأذهان ..استقباح صفة في الممثل به ، كما جاء في ذم اليهود ، واستقباح صفاتهم الخسيسة كما في قوله تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا } (5) سورة الجمعة ، و المقصود بها هنا صورة من يُتعب نفسه ، و يجهدها بكل نفيس دون أن يحصل من ذلك على طائل ، كما جاء كذلك في دقة تمثيل القرآن لذلك الرجل الذي انسلخ عن آيات الله ؛ بالكلب اللاهث . و الأمثال أبلغ في الوعظ ، وأوقع في النفس ، وأقوى في الزجر ، وأقوم في الإقناع ، فإنك عندما تعظ وتريد أن تكون موعظتك بليغة فإنك تستخدم مثالاً ليكون مؤثرا في النفس فتقول لمن أردت زجر ه عن ارتكاب المعاصي : لا تكن " كالسائمة " التي تهيم على وجهها ثم تُعلق في المسمط لكي تُذبح و هي لا تدري ؛ وفي ذلك يقول الله سبحانه وتعالى زاجراً {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} (44) سورة الفرقان . أما آن لنا إن نتأمل ، ونتدبر أمثاله التي لم تأت لمجرد التلاوة ، أو لمجرد المعرفة ، و التسلية ! و إنما جاءت لتحقيق أغراض معينة ؛ كالتفكر ، و الاعتبار ، و الاستماع : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ..} (73/سورة الحـج ..." وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون .." أم تُرانا فقدنا الملكة اللغوية التي كانت عند أسلافنا ، التي بها ذاقوا طعم هذا القرآن ، فقطعوا من أجل تبليغه الفيافي و القفار ، فنالوا بذلك أعلى الدرجات ؟! أم أننا اكتفينا بالسباحة أمام سواحله و تغافلنا عن الغوص في محيطاته المليئة بالآلئ و الصدفات ، فضاعت منا بالتالي نعمة التدبر في آياته المبثوثة في الأنفس و الآفاق .فأنا أختي بلابل لا أصنف المرأة و إنما أضرب لها مثالا ليس إلا . و إلا هل سنقول بأن الله صنف الذين ضرب لهم أمثالا بالأنعام أو الكلب أو الحمار فالرسول صلى الله عليه و سلم نهى عن نعت الناس بالكلب أو الحمار . فأرجوك أعيدي قراءة الموضوع و أزيلي من دهنك بأنا قد نؤدي المرأة في شيء فهي أمانة في أعناقنا فلن نخون الأمانة و لن نخلف وعدا قطعناه مع الله و بارك الله فيك أختي بلابل لإثارتك هذا النقاش المفيد و حياك الله . | |
| |