هسبريس ـ طارق العاطفي:
Friday, June 25, 2010
أفاد بلوح أحمد حمو، الناشط الحقوقي المعتقل بسجون البوليساريو، بأنّ حكم الإدانة الذي لحقه بعامين سجنا أمام هيئة عسكرية قد جاء لإخراس صوت معارض للفساد المستشري بين قادة البوليساريو ومطالب برفع المعاناة التي يتخبّط فيها سكان المخيمات منذ همس وثلاثين سنة خلت.
ودان بلوح تعمد رؤوس البوليساريو الاستمتاع بالمونديال في قلب جنوب إفريقيا في الوقت الذي يتوزع فيه السكان بين سجون العسكر وسجون الخيام.. موردا في هذا الصدد: "قد يعتقد من أصدر أوامره بسجني لمدة سنتين في حبس إنفرادي أنهقد يستطيع أن يحبط عزيمتي وأن يجعلني أتراجع عن موقفي المدافع عن حقوقساكنة مخيمات تندوف، فلا وألف لا، وأرفع صوتي في وجههم متحديا إياهم بأنيقوموا بإخراسي، فمهما طال الزمن وإشتدت المحن وإتحد الأعداء لابد أن ينتصرصوت الضعفاء".. ويضيف: "ففي الوقت الذي يأمر فيه محمد عبد العزيز بتطبيق أقصى العقوباتفي حقي يذهب حضرته إلى جنوب إفريقيا لحضور المونديال كما لو أن فريقهمشارك في هذه البطولة، فإلى متى سيستمر هذا الجبان في إستغلال المساعداتالدولية عبر بيعها وصرف ما يجنيه منها كيفما شاء".
وقد جاءت إفادة بلوح على متن رسالة مسرّبة من سجن"9 يونيو"، المتواجد في المنطقة العسكرية الرابعة بتندوف، موجّهة إلى الأمين العام للأمم المتّحدة بَانْ كِي مُونْ و "كلّ شرفاء العالم" صُدّرت باستهلال حمل: "باسم جميع ضعفاء مخيمات تندوف من الصحراويين الذين تجرعوا علىمدى خمسة وثلاثين سنة أبشع أنواع الاحتقار والإهانة رفعت وارفع صوتي كما سبقأن قام بذلك مجموعة من الشرفاء الشجعان قبلي الذين كان مصيرهم القتل، رفعتصوتي لأقول كفى بكل اللغات.. كفى من استغلال معاناتنا،كفى من تحقيرنا، كفى من العبث بمصيرنا، كفى من استغلال نسائنا، وكفى من غسل أدمغة أطفالنا.."، كما ضمّت بمتنها: ".. على مدى خمس وثلاثين سنة تجرع أهالينا في المخيمات ما لاتطيقه النفس البشرية في الوقت الذي استغل فيه قياديو البوليساريو هذهالمآسي لنفخ أرصدتهم البنكية المتفرقة في بنوك أوروبا وبعد أن بلغ السيلالزبى انبريت كما انبرى معي آخرون لنرفض وبكل شجاعة هذه السلوكات فماذا كانمصيرنا ؟.. لقد تم رمينا كالكلاب في معتقلات سرية انقطعنا فيها عن الاتصال بالعالمالخارجي، تم خلالها محاولة التأثير علينا بكل وسائل الترغيب والترهيبفبعدما فشل الجلادون من محاولات إغوائنا عن طريق منحنا مناصب في بعثاتهمبالخارج قاموا باللجوء إلى أشد وسائل التنكيل والتعذيب، لكن لم تنفع هيالأخرى في إحباط عزيمتنا لأننا لم نعد نتحدث باسمنا فقط وإنما صرنا صوتأزيد من خمسين ألف صحراوي متواجد بمخيمات تندوف هبوا كلهم للتضامن معنا.. وكما هو معلوم فان الحقوق لا تنتزع إلا بالقوة لهذا أخوض حاليا إضراباعن الطعام مع العلم أني أعاني من مجموعة من الأمراض على مستوى الأمعاء، هذاالأسلوب الذي اخترت أن أتبعه ليس لأنني خائف من أن اقضي العقوبة الظالمةالتي صدرت في حقي وحيدا، ولكن لأني أريد أن يحول شرفاء العالم أنظارهم إلىمخيمات تندوف وما يرتكب فيها من مآسي"، إلى أن ذُيّلت الرسالة بقول بلوح أحمد حمو: " أنا الآن مرتاح في سجني لأني متأكد انه حتى لو قتلتمونيفسينبري من بعدي المئات من الشرفاء الذين سيتصدون لكم حتى ينتصر الحق علىالباطل وما ضاع حق له طالب".
حري بالذكر أنّ قضيةبلوح احمد حمو قد اعتبرت اعتقالا سياسيا ونالت موجة تعاطفكبيرة بين ساكنة تندوف التي رأت فيها محاولة من قيادة "الجبهة" في تلفيق تهمة التجسس لصالح المغرب لبلوح من أجل التأثيرعلى الرأي العام ونفي صفة الدفاع عن حقوق الإنسان عن أحمد حمّو قبل أن تعمل بتعليمات من المخابرات الجزائرية على محاولة نزع الانتماءالصحراوي عن هذا المعتقل بتقديمه، قبل شهرين من الآن، على أنه لا ينتمي لأصول صحراوية رغما عن انحداره من قبيلة "أولاد دليم".
كما تجدر الإشارة إلى أنّ قبيلة "أولاد دليم" اعتبرت نفسها مستهدفة بمحاكمة وإدانة بلوح أحمد حمّو، خصوصا وأنّ ابن عمّه قد تعرّض للاغتيال في أعقاب معارضته لتدابير رؤوس البوليساريو وتنديده باستغلال اللاجئين بالمخيمات، إذ أوردت نفس القبيلة الأمر في سياق تصفية الحسابات مع أفرادها بتحريك المتابعة الأخيرة في أعقاب شكاية مباشرة من ولدسويلكي ولد الننان المنحدر من قبيلة الرﯖيبات السواعد والمشتغل مديرا للسجن الذي يحبس وراء قضبانه بلوح.

هيسبريس