2009-08-15, 23:51
|
رقم المشاركة : 7 |
إحصائية
العضو | | | رد: بحث لنيل الإجازة في السيرة النبوية ج.2 | لا مثيل له , مظهرا يوحي بثقة مطلقة لا حد لها , فما وقعت عليه عين إلا وأحبته وارتاحت للجلوس بين يديه , بل لقد اعتبر بعض العلماء أن الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم لا يكمل دون التيقن بأنه عليه الصلاة والسلام كان يتمتع بشكل جميل , قال الإمام القسطلاني – رحمه الله – " اعلم أن من تمام الإيمان به صلى الله عليه وسلم الإيمان بان الله تعالى جعل خلق بدنه الشريف على وجه لم يظهر قبله ولا يظهر بعده لخلق آدمي مثله ." (1) .وما أجمل قول حسان بن ثابت – رضي الله عنه –
وأحسن منك لم تر قط عيني
وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء (2)
وقالت أم معبد في بعض ما وصفته به صلى الله عليه وسلم " أجمل الناس من بعيد و أحلاهم وأحسنهم من قريب " (3) .
والأحاديث في بسط صفته صلى الله عليه وسلم الظاهرة كثيرة فلا نطول بسردها, لأن كتب السيرة تتبعتها بالشرح والتعليق , ونحن سنكتفي هنا بما يفيدنا في الموضوع .
أما أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقد كان نبينا الكريم دائم البشر , سهل الخلق , لين الجانب, ليس بفظ ,و لا غليظ ,ولا صخاب, ولا فحاش, ولا عتاب ,ولا مداح .قد ترك نفسه من ثلاث : الرياء, والإكثار، و ما لايعنيه .وترك الناس من ثلاث : لايذم أحدا ولا يعيره , ولا يطلب عورته , ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه ،يتفقد أصحابه ,ويسأل الناس عما في الناس, ويحسن الحسن, ويقبح القبيح ويوهنه, معتدل الأمر، كان أوفى الناس بالعهود, وأوصلهم للرحم, وأعظمهم شفقة ورحمة بالناس .(4)
وعلى الجملة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم محلى بصفات الكمال المنقطعة النظير أدبه ربه فأحسن تأديبه , حتى خاطبه مثنيا عليه في كتابه العزيز ﴿وانك لعلى خلق عظيم ﴾ (5)
وبهذا حاز عليه الصلاة والسلام الحسنين: حسن الخلق وحسن الخلق , قال البوصيري:
.................................................. ........ 1 -"المواهب اللدنية بالمنح المحمدية " للقسطلاني 1/324.
2 -"محمد صلى الله عليه وسلم على ألسنة الشعراء"لسعيد رمضان البوطي ص.10.
3- "السيرة النبوية" للذهبي ص.308.
4- انظر "الشفا " للقاضي عياض 1/121الى 126- وانظر " الشمائل المحمدية " للترمذي ص.187الى 189.
5-سورة القلم الآية 4. | |
| |