منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - مميزات السيارات صديقة البيئة حقيقة أم مجرد وهم دعائي

مميزات السيارات صديقة البيئة حقيقة أم مجرد وهم دعائي

http://www.news-all.com/up/2006/uplo...om_4836330.gif

بعد عقود من تطوير طرازات، إما بجعلها أكبر أو أسرع أو أقل استهلاكا للوقود، يبدو أن صناعة السيارات تنتهج الآن مساراً مغايراً تماماً، بانتاج سيارات صغيرة خفيفة وأقل استهلاكا مع التأكيد على آخر صيحات السيارات وهي "سيارة صديقة للبيئة".
كل الشركات الكبرى تضفي لمسة السيارة "صديقة للبيئة" على خطوط انتاجها وتطلق عليها تلك الصفات الخيالية "بلو درايف" و "إيكو فليكس" و"بلو تك" و"إفشينسي دايناميكس" و"إيكونتيك" و"جرين لاين" وكلهاصفات تؤكد على أن السيارة صديقة للبيئة.
أما مسألة ما إذا كانت تلك الجهود مجرد وسائل دعائية خادعة أم تحول حقيقي في الفكر ن فهو ما سيثبته المستقبل. إن السيارات المزودة بكل التقنيات والمواصفات صديقة البيئة مثل تقنية الحركة الثبات والمحرك الأصغر حجما والأقل قدرة والمحركات الهجين والهيكل خفيف الوزن، كلها تعد صفقات رابحة بالنسبة للشركات، حيث تخرج السيارات المزودة بتلك التقنيات أغلى سعرا مقارنة بالسيارات التقليدية.
وقالت هيئة الفحص الفني الألمانية، إن السيارات الصديقة للبيئة غالية الثمن، لن تعوض القيمة المالية المدفوعة إلا من خلال تقليل تكاليف الوقود وذلك إذا كان قائدها يقطع مسافات لا تقل عن ثلاثين ألف كيلو متر سنوياً.
قال كليمنز كلينكه عضو مجلس إدارة الهيئة الألمانية "إن السيارات صديقة البيئة تستهلك في المتوسط وقوداً بمعدل يقل سبعة إلى ثمانية بالمئة، غير أن تلك النظم لا تؤتي ثمارها بشكل كامل إلا إذا اقترن توفير الوقود بعادات قيادة موفرة هي الأخرى لاستهلاك الوقود".
وأضاف أن السيارات يمكنها إحداث وفر محتمل في الاستهلاك يبلغ 20 بالمئة من خلال التدرب على عادات القيادة الصديقة للبيئة.
لقد كشفت مقارنة بين السيارة "فولكس فاجن جولف1" انتاج عام 1974 وآخر ما أفرزته مصانع فولكس فاغن، مدى التقدم الذي أحرزته صناعة السيارات عالمياً منذ سبعينيات القرن الماضي عندما كان الناس لا يزالون يعتقدون أن الوقود الرخيص ستظل موارده تنتج دون أن تنضب.
إن الطراز الأول من السيارة جولف والذي انتج عام 1974، بمحرك قدرة 37 كيلو وات/ 50 حصاناً، كان يستهلك 6.4 لتراً من الوقود كل مئة كيلو متر، وكان وزنها يتراوح بين 750 805 كيلو غرامات. بينما خرجت غولف 3 عام 1996 مزودة بمحرك قدرته 115 حصاناً ومعدل استهلاك بلغ 8.7 لتر لكل مئة كيلو متر وكان وزنها 1185 كيلو غراما.
والآن قارن بين الجيل الخامس الأخير من غولف "غولف 1.2 تي إس آي بلو موشن" بالنسخ الأقدم، تجد أن النسخة الجديدة مزودة بمحرك قدرة 105 أحصنة ويبغ معدل استهلاكه 5.2 لتر وهذا بعد الاضافات المتعددة التي منحت للسيارة، والتي تشمل مكيف الهواء والمخدات الهوائية والمكابح المانعة للانغلاق. واليكم بعض نماذج السيارات المصنفة كصديقة للبيئة ومرتبة أبجديا:
السيارة "أودي آيه 4 تي دي آي إي" صديقة البيئة ، مزودة بتكنولوجيا التوقف الحركة وجهاز نقل خاص وحزمة من الاضافات التي تعتمد على الديناميكا الهوائية، وهذه النسخة المزودة بحزمة الإضافات سالفة الذكرمعروضة مقابل 350 يورو إضافية مقارنة بسعر النسخة التقليدية من السيارة "تي دي آي" غير أنها لا توفر سوى 0.2 لتراً من الوقود.
بي إم دبليو تعلن عن سياراتها الموفرة للوقود تحت شعار "إفيشنت ديناميكس"، ويبلغ معدل استهلاك طرازها "320 دي" 1ر4 لتر/100 كم وهي بذلك توفر 0.6 لتراً من الوقود لا أكثر مقارنة بالنموذج التقليدي، ولا يتجاوز حجم العادم الذي تنتجه 109 جرامات لكل كيلو متر.
أما مرسيدس بنز والتي باتت معظم منتجاتها تخرج مزودة بتكنولوجيا "بلو إفيشنسي"، فقد طرحت طرازها "سي 200 سي دي آي" بقدرة 136 حصانا ومعدل استهلاك لا يتجاوز 5 لترات/100 كم ، لكن السيارة قدمت للسوق الألماني بسعر بلغ 33707 يورو (45143 دولارا) ولا تنافس طراز بي إم دبليو من نفس الحجم في كفاءة استهلاك الوقود.
الخلاصة أن كل الشركات المنتجة تطرح نماذج مختارة من السيارات صديقة للبيئة في مختلف طرازاتها وتقدمها بأسعار مبالغ فيها. غير أن صناعة السيارات تواجه ضغوطا لخفض استهلاك الوقود بنسب أكبر. فالاتحاد الأوروبي يشترط أن يكون معدل العادم الذي تخرجه كل سيارة مسجلة فيه، لا يتجاوز120 غراما لكل كيلومتر، بحلول عام 2015، على أن يتم تقليص هذا الرقم أكثر إلي 95 غراما / كم بحلول عام 2020