منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - تصحيح....الامتحان يكرس عدم تكافؤ الفرص.....

تصحيح....الامتحان يكرس عدم تكافؤ الفرص.....

21/06/2010

http://www.oujdacity.net/i/data/ocv3...8-25028894.jpg

تحدث الأخ الأستاذ السيد محمد الشركي على عدم تكافؤ الفرص في الامتحانات . ومن ذلك ظروف المناخ وما توفره للبعض دون البعض الآخر ,ومن ظروف التصحيح .وكيف تصحح ورقة في جو ما وورقة أخرى في جو مغاير .فعلا كان المقال صائبا ثاقبا ,وضع الأصبع على معضلة الامتحانات ,وما تسببه من احباطات للبعض نظرا للعوامل التي صاحبت الجو الذي امتحنوا فيه,ومن امتيازات للبعض الآخر نظرا لما حققوا من مكاسب دون متاعب. إلى جانب ما ذكر في المقال ,فان الامتحان لا يراعي الجهوية ولا الفوارق الفردية وظروف التمدرس وبيئة المتمدرسين.فعلى سبيل المثال ,هل يعقل أن نطلب من تلاميذ الصحاري الحديث عن البحر؟انه عدم التكافؤ بعينه.قد يعتبر البعض ما أقول مبالغ فيه .لا يا أخي ,إنها الحقيقة . فكيف يطلب من تلاميذ الباكالوريا علوم الحياة والأرض لهذه السنة كتابة رسالة عبر الاميل ؟فهل يعرف جميع تلامذتنا معنى " الاميل" إن كانوا يدرسون بمؤسسات نائية لا تتوفر على كهرباء ,وان كانوا لا يعرفون حتى معنى الحاسوب؟
ان الامتحان تقويم لسنة او ربما لسنوات من التمدرس والتلقي والتعبير والتعلم وتبني المواقف والحلول للمعضلات .انه تقويم لقدرات وتجارب امتلكها وصقلها في قالب من الإبداعات والمواجهات. ان الامتحان تقويم لما درس طبقا للظروف المادية والبشرية والتربوية التي وفرت له.فقد يتعلم تلميذ معارف وكفايات ونظرا للوسائل التي وفرت له والتي مكنت من تقويم قدراته وفق إمكانياته ودرجة استيعابه وتعامله معها.خلافا لتلميذ آخر تمدرس في ظروف ووسائل مغايرة وفكان رده وتمكنه وفق ما تلقاه ووفق ما استوعبه. - فكيف لنا أن نقوم نفس تلاميذ تمدرسوا في ظروف مختلفة بنفس الطريقة؟ - ألا يعتبر الامتحان في هذه الحالة غير متوازن؟ - أين هو تكافؤ الفرص؟ ان المعضلة ليست في امتحان سهل أو صعب, وليست في مدى احترامه للمذكرات المرجعية. وإنما في مدى شموليته ,وتدرجه من السهل الى الصعب,وتوازنه مع مستوى التلاميذ,ودرجة تقويمه لحقيقة استيعابهم,وقدرة المتوسطين من التلاميذ على الإجابة ,والمتميزين على التفوق. بعيدا عن هذا وذاك,تبقى ظروف اجتياز التلاميذ للامتحان من العوامل الرئيسية التي تساعد على تحقيق تكافؤ الفرص من عدمه.أقسام يسمح لها باللف والدوران,وأخرى بالجري والجريان, وثالثة بالسكوت والصمت والنسيان.
ان الامتحان ويوضع بطريقة لا يراعي فيها التدرج من السهل الى الصعب ,ولا تضمنه لكافة فقرات المقرر,ولا وضعه بطريقة علمية تساعد الممتحن على الإجابة وفق اختيارات تركز كثيرا على الذكاء والفطنة والكفايات المكتسبة والاستنتاج ,أكثر مما تركز على السرد والجرد باعتماد الذاكرة بالدرجة الأولى,ولا طرحه إشكاليات أحيانا تعجيزية وأحيانا وفق توجه جهوي لا يناسب قدرات التلاميذ بالتساوي,ولا وضعه بعيدا عن حقيقة مستوى التلاميذ, بالاعتماد على برنامج لم يعد يساير ميول وقدرات المتعلمين, بل ويحمل الكثير من العيوب الناتجة عن اعتماد الجيوب بدل حقيقة المكتوب,ولا اعتماد صفحات تصل أحيانا الى ستة أو ثمانية, مما يشكل حاجزا نفسيا وعقبة تساهم في خلخلة معلومات الممتحنين وتشعرهم بالنقص وعدم القدرة على الإجابة. العيوب كثيرة والحلول كثيرة , والمبادرة تظل عسيرة....

محمد المقدم

عن وجدة سيتي نت