الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > المنتدى الإسلامي > الا عجاز العلمي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2009-08-15, 03:43 رقم المشاركة : 1
abde3000
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية abde3000

 

إحصائية العضو









abde3000 غير متواجد حالياً


افتراضي بَلاغة التشبيه في القرآن الكريم



د.علي ميرلوحي .
*مقدمة:‏
إن فن التشبيه هو أحد الأركان الأساسية للبلاغة العربية وفصل هام من فصول الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما زال ولا يزال موضع اهتمام مفكري علماء المسلمين الدائبين على معرفة بلاغة القرآن.‏
والذي نحن بصدده في هذا المقال ليس هو البحث عن أركان التشبيه ومسائلها وأحكامها؛ فقد كفانا علماء البلاغة مؤونة البحث عنها في كتبهم؛ بل الذي نهدف إليه هنا إثبات أمرين:‏
الأول: إن التشبيه فن من فنون التعليم وأسلوب من أساليب التفهيم ونقل المعاني العلمية والأدبية إلى الآخرين؛ كما يكون وسيلة لإثبات حقائق نظرية أو تجريبية؛ ولذلك يجب الاهتمام به في نطاق أوسع من نطاق الموضوعات التي كانت تحدده وتحصره حتى الآن، ومعرفة هذا الأمر مما لابد منه لورود صميم البحث عن بلاغة القرآن.‏
الثاني: إن القرآن استعمل التشبيه لتبين الحقائق العلمية والعملية والمحسوسة والمعقولة، وجعله وسيلة لإثباتها وإقامة البرهان لها؛ وبالتالي تكون أساليب التشبيه في القرآن خير شاهد على ما ادعيناه من عموم نطاقه وشموله المجالات العلمية والأدبية كافة:‏
ونبحث عن هذين الأمرين في قسمين:‏
القسم الأول: استخدام التشبيه أولاً كدليل لإثبات الحقائق وثانياً كأداة لإيضاح المعنى المقصود.‏
القسم الثاني: استعمال التشبيه في القرآن الكريم للغرضين المذكورين وبعد هذه المقدمة الوجيزة نبدأ مقالنا بتفصيل القسم كالآتي:‏
القسم الأول: استخدام التشبيه لإثبات الحقائق ولتوضيح المعنى. إن دراسة الأغراض التي ذكرها البلاغيون، للتشبيه لا تترك مجالاً للشك في أن الغرض الرئيسي من هذا الفن إما إثبات الحقائق أو تبيين مراد المتكلم وتوضيحه: فإنهم ذكروا فيما ذكروا من أغراضه:‏
1 ـ بيان إمكان المشبه بإيراد التشبيه كبرهان له؛ كما في قول الشاعر:‏
"فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال"‏
فقد أراد الشاعر أن يثبت لممدوحه "أنه فاق الأنام وفاتهم(3). إلى حد بطل معه أن يكون بينه وبينهم مشابهة ومقاربة؛ بل صار كأنه أصل بنفسه وجنس برأسه، وهذا أمر غريب، وهو أن يتناهى بعض أجزاء الجنس في الفضائل الخاصة به إلى أن يصير كأنه ليس من ذلك الجنس، وبالمدعى له حاجة أن يصحح دعواه في جواز وجوده على الجملة إلى أن يجيء إلى وجوده في الممدوح؛ فإذا قال: (فإن المسك بعض دم الغزال)، فقد احتج لدعواه وأبان أن لما ادّعاه أصلاً في الوجود"(4).‏
والأغراض الثلاثة الباقية يعود أمرها إلى الإيضاح والتبيين وتفهيم المعنى وتقريبه إلى ذهن السامع أو قلبه بأخصر بيان وأبلغ كلام؛ فإذا قال القائل:"هو كالراقم على الماء"(5) في تقرير حال من لا يحصل من سعيه على طائل، فقد أخرج المعنى من صورته المعقولة إلى صورة مشابهة لها محسوسة، ووضعه على مسرح الحس والعيان، وفي تبيين مقدار حال المشبه في قوله تعالى: (الزجاجة كأنها كوكب درّيٌّ((6). ينتقل المخاطب والسامع من الوصف بالسماع إلى الرؤية بالأبصار، وهذا غاية في البلاغة والبيان، وكذا يحصل للسامع في بيان حال المشبَّه في قوله ـ تعالى ـ: (يوم نطوي السماء كطي السِّجل للكتب((7). من تصور حال المشبَّه ووضوحه مالا يخلفه أي تعبير ولا يسد مسدَّهُ أي بيان.‏
وقد ذكروا من أغراض التشبيه أيضاً تزيين المشبَّه أو تشويهه أو استطرافه(8)، ولا يخلو أي منها من إفادة بيان وتوضيح.‏
فتبين بما ذكرنا أن أغراض التشبيه كلها تدور حول محورين أساسيين:‏
الأول: استخدامه كبرهان لإثبات الحقائق.‏
الثاني: الاستفادة منه كأحسن أداة لنقل المعنى إلى السامعين بحيث يفهمونه في أول ما يلقى إليهم مقروناً بالتشبيه.‏
والتشبيه نظراً إلى المحور الأول يتلاقى هو والتمثيل في "علم المنطق": بيان ذلك: أن البرهان حسب تقسيم المنطقيين ينقسم إلى ثلاثة أقسام: "القياس، والاستقراء، والتمثيل"، ويقصدون بالتمثيل: تشبيه جزئي بجزئيٍِ في معنى مشترك بينهما، ليثبت في المشبه الحكم الثابت في المشبه به المعلَّل بذلك المعنى؛ وبعبارة أخرى: المقصود به بيان مشاركة جزئيٍ لجزئيٍ آخر في علة الحكم ليثبت فيه ذلك الحكم (9)، كما يقال: "النبيذ حرام لأن الخمر حرام". وقد ثبتت عليّة الإسكار للحرمة بدليل الدوران والترديد (10)، فالتمثيل في الحقيقة داخل في إطار التشبيه، كما وأن التشبيه يمكن أن يعتبر من مقولة التمثيل: والنسبة بينهما عموم وخصوص مطلقاً، فكل تمثيل تشبيه، وبعض التشبيه ليس بتمثيل2، ويتميز التمثيل بأن ما يشترك فيه طرفاه يجعل بدليل الدوران والترديد علة لتعدية الحكم الثابت للمشبه به إلى المشبه؛ فقول الشاعر:‏
"وكم أب قد علا بابن ذُرى شرفٍ كما علت برسول الله عدنان"(11)‏
ـ قوله هذا يتحول إلى تمثيل هكذا: بعض الآباء يعلو بأبنائهم؛ لأن عدنان علت برسول الله، وأركانه الأربعة هي:‏
1 ـ الأصل أو المشبَّه به وهو "عدنان".‏
2 ـ الفرع أو المشبَّه وهو "بعض الآباء".‏
3 ـ الوصف المشترك بينهما أو الجامع، وهو "الانتساب إلى الأبناء".‏
4 ـ النتيجة، وهي الحكم بعلو بعض الآباء بأبنائهم.‏
وتعتمد هذه النتيجة قوة وضعفاً على مستوى صلاحية الوصف لأن يكون علة للحكم.‏
إن اشتراك المنطقيين والبلاغيين لا ينحصر في مجال التمثيل؛ فهما يتواردان على قسيم التمثيل وهو الاستقراء؛ فإن الاستقراء عبارة عن تصفّح الجزئيات لإثبات حكم كلي(13)؛ فالمستقرئ عندما يتصفح جزئيات ما يدخل تحت نوع واحد أو جنس واحد ويصل إلى نتيجة واحدة في غالب الجزئيات أو أغلبها، يحكم بثبوتها لجميع الجزئيات، والذي ينتهي به إلى هذا الحكم الكلي في الحقيقة اشتراكها في المعنى الكلي، أو بتعبير آخر مشابهتها في الجنس أو النوع، وهي مشابهة ذكرها علماء البلاغة في أقسام وجه الشبه(13).‏
المحور الثاني من المحورين الأساسيين اللذين يدور حولهما أغراض التشبيه هو الإيضاح والتفهيم بأخصر بيان وأبلغ كلام، فنقول هناك حالتان ترجع إحداهما إلى نفس المعنى خفاءً وغموضاً أو ظهوراً ووضوحاً، والأخرى إلى المخاطب بلادة وغباوةً أو ذكاءً وتوقداً.‏
فإذا كان المعنى واضحاً وظاهراً وتريد أن تجعله أظهر وأوضح، تأتي بتشبيه يوضح ما في ذات المشبه من الغرائز أو خارج ذاته من العوارض والأوصاف: فتقول: "هو كالأسد في الشجاعة"، و"هذا أبيض كالثلج"، و"وجهه كالبدر"، وغيرها، وهذا النوع يستعمل في الأغراض المتداولة كما يستعمل في المقاصد العلمية. وإذا كان المعنى غامضاً وخفياً وتريد أن تجعله ظاهراً وواضحاً تأتي بتشبيه لتخرج الخفي والغامض في صورة الجلّي والواضح؛ كما في إخراج ما لا يقع عليه الحاسّة إلى ما يقع عليه كقوله تعالى: (والذين كفروا أعمالهم كسراب بِقِيعِة...(. وكما في إخراج ما لم تجرِ بهِ العادة إلى ما جرت بهِ، نحو قوله تعالى ـ: (وإذا نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظُلَّة((15)، وكما في إخراج ما لا قوة له في الصفة إلى ما له قوة في الصفة. نحو قوله تعالى ـ: (وله الجَوارِ المنشآت في البحر كالأعلام(. (16).‏
وإذا كان المخاطب غبياً بليداً ترعى مقتضى حاله وتأتي بتشبيه بسيط كي يفهم المعنى، وكلما كان أغبى زدت في وضوح التشبيه، وإن كان المخاطب ذكياً متوقداً وتريد أن تسبر غور فهمه وذكائه أو تثير إعجابه وتحسينه، فتأتي له بتشبيه يحتاج إلى التأوّل الذي يتطلب تأمل المخاطب ودقته وهو ما يسمى بالتمثيل3. ويقول الإمام الجرجاني في البحث عنه ما ملخصه: "ثم إن ما طريقه التأويل يتفاوت تفاوتاً شديداً فمنه مايقرب مأخذه ويسهل الوصول إليه ويعطي المقادة (17)، طوعاً حتى أنه يكاد يداخل الضرب الأول [وهو التشبيه الذي لا يحتاج إلى التأول] مثل تشبيه الحجة بالشمس في إزالة الحجاب، ومنها ما يحتاج فيه إلى شيء من التلطّف وهو أدخل قليلاً في حقيقة التأول وأقوى حالاً في الحاجة إليه، كما في تشبيه ألفاظ الكلام بالعسل في الحلاوة، ومنه ما تقوى فيه الحاجة إلى التأول حتى لا يعرف المقصود من التشبيه فيه ببديهة السّماع كقول القائل: "هم كالحلقة المفرغة لا يدرى أين طرفاها"(18).‏
وصفوة القول في هذا القسم أن التشبيه يستخدم إما كبرهان لإثبات المدعى وهوما يسمى في علم المنطق بالتمثيل ويمكن أن يسمى في علم البلاغة بالتشبيه البرهاني وإما كأحسن أداة لإيضاح المعنى المقصود وهو مايمكن أن يسمى بالتشبيه البياني.‏
وبعد هذا البحث الموجز حول الغرضين الرئيسيين للتشبيه آن لنا أن ندخل صميم الموضوع، وهو بلاغة التشبيه في القرآن الكريم كما وعدنا أن نبحث عنه في:‏
القسم الثاني : استعمال التشبيه في القرآن:‏
1 ـ لإثبات الحقائق.‏
2 ـ ولتوضيح المعنى.‏
ألف ـ أما استعماله لإثبات الحقائق، فيجب القول بأن هذا النوع مع ماله من الأهمية في البحث عن الأساليب البيانية في كلام الله ـ سبحانه ـ لم يحظ بعناية من علماء البلاغة، ولم يعيروه اهتماماً أو أغفلوا عنه، فهذا العالم الفاضل البارع ابن ناقيا البغدادي قد ألَّف كتاب "الجمان في تشبيهات القرآن"، ولم يذكر شيئاً من تشبيهاته البرهانية.‏
ولعل السبب الذي حمل ابن تاقيا ومن حذا حذوه أن يترك هذا النوع هو أن البحث عن بلاغة القرآن وإعجازه البياني يستلزم المقايسة والمقارنة وبالتالي تنزيه كلام الله ـ تعالى ـ عن أن يكون له نظير أو شبيه من كلام البشر، وما يوجد في كلام فصحاء العرب وشعرائهم إنما يكون غالباً من نوع التشبيه البياني؛ ولذلك صرف البلاغيون جلَّ اهتمامهم إلى الكشف عن بدائع التشبيهات البيانية دون البرهانية منها.‏
ومهما يك من أمر هؤلاء العلماء وتركهم التشبيهات البرهانية فقد وقع في روعي أن أفكر فيها وأبحث عنها وأفتح طريقاً جديداً أمام الملمين بتشبيهات التنزيل العزيز.‏
ولا يمكنني في هذا المقال أن أفصِّل القول فيها، ولذلك أحاول أن أعرض على القارئ الكريم نماذج منها في الموضوعات المختلفة كالآتي:‏
1 ـ إثبات توحيد الله ـ سبحانه ـ بالتشبيه البرهاني:‏
من الواضح أن إثبات التوحيد بالتشبيه البرهاني لا يتأتّى إلا في القضية السالبة لا الموجبة؛ لأنه ـ تعالى ـ بالبرهان العقلي وبالدليل النقلي كما في قوله ـ سبحانه ـ: (ليس كمثله شيء لله(19) تنزه عن أن يكون له مثل أو نظير فكيف يمكن إثبات وحدانيته بالقياس إلى غيره قياساً إيجابياً. أما إثبات توحيده بالتشبيه البرهاني وفي قضية سالبة تقرن بدليل ينفي المشابهة والمماثلة بين الله وغيره فهذا أمر ممكن؛ ومما جاء منه في كلام الله تعالى قوله: (أفمن يخلق كمن لا يخلق...((20).‏
فقد نفى لله حكم المساواة والمماثلة بين طرفي التشبيه المفروض وقرن به العلّة وهي تضادّ الطرفين في أن المشبه المفروض قادر على الخلق والمشبه به المفروض غير قادر عليه؛ فينتفي بذلك المشابهة(21)، فعلى هذا لا نحتاج إلى تكلف حمل التشبيه في الآية الكريمة على التشبيه المقلوب حسب زعم المخاطبين بالآية وهم المشركون (22)؛ لأن الكلام ليس في مقام ترجيح أحد طرفي التشبيه، بل في مقام افتراض تسوية المخلوق بالخالق والأصنام والأوثان برب العالمين ونفيها بالاستفهام الإنكاري.‏
ويعضد ما بينّاه من معنى التشبيه في الآية قوله ـ تعالى ـ في سورة أخرى (أَمْ جَعَلُوا لِلّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ((23) فقد بيّن الله ـ تعالى ـ أنَّ ما يمكن أن يجعل علة لاتخاذ شريك له في العباد هو القدرة على الخلق، وهي منتفية من المخلوق بالوجدان والبداهة، وهذه العلة هي نفس ما يشعر به قوله: (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلِقُ(، وقوله بعد آية: (والَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَخْلِقُونَ شَيْئَاً وهُمْ يُخْلَقُون((24)، وكذلك يقوّي ما ذكرناه قوله ـ تعالى ـ حكاية عن المشركين مخاطبين آلِهَتَهم ـ: (تاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِيِ ضَلالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَلَمِينَ((25).‏
3 ـ إثبات المعاد بالتشبيه البرهاني:‏
ألف: قيس العود بالبدء؛ كما في قوله ـ تعالى ـ: (كَمَا بَدَأكُمْ تَعُودُون((36)، فيؤوّل الكلام إلى: "عودكم ممكن ومحقق في المستقبل؛ لأن خلقكم أول مرة كان جائزاً وقد تحقق"، فقد شبه العود بالبدء في الحكم بجوازه وإمكانه بسبب أمر مشترك بينهما، وهو استغراب الوجود في البدء والعود أولاً وإزالته بالتعقل والتفكر في قدرة الله التي بها يزول كل استغراب وإليها ينتهي أمر كل خلق.‏
وجاء في القرآن آي أخرى قد قيس فيها أمر العود بالبدء بالتشبيه البرهاني؛ منها:‏
قوله تعالى: (كما بَدَأْنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِدُهُ((27) وغيرها(28).‏
ب: قياس إحياء الموتى بإحياء الأرض؛ كما في قوله ـ تعالى ـ: (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا اَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأنْزَلْنا بِهِ الماءَ فَأَخْرَجْنَا بهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ المَوْتَى((19)، والتشبيه البرهاني أو التمثيل المنطقي في هذه الآية هو: "إحياء الموتى ممكن ومحقق، والجامع بينهما هو الاستغراب المرتفع بالتأمل في قدرة الله تعالى.‏
ومن الآي التي يستنبط منها هذا البرهان قوله ـ تعالى ـ: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الميِّتِ ويُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ ويُحْيْي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وكذلك تُخْرَجُون((30)، وآيات أخرى (31).‏
3 ـ إثبات قدرة الله ـ تعالى ـ بالتشبيه البرهاني:‏
وقد هدى الله ـ سبحانه- العباد على قدرته بإيراد التشبيه البرهاني كما في قوله: (إِنْ يَشَأ يُذْهِبْكُمْ ويَسْتَخْلِف مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ كما اَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرينَ((32)؛ فقد قيست قدرته على إذهاب المخاطبين واستخلاف ما يشاء من الخلق بعدهم ـ قيست قدرته تلك بإنشائهم من ذرية قوم آخرين.‏
ومن هذا القسم قوله ـ تعالى ـ: (... ويُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وعلى ِآلِ يَعْقُوبَ كما أتَمَّها على أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ...(. (33). وآيات أخرى (34).‏
والتشبيهات البرهانية هذه، ليست بقليلة في القرآن الكريم ولا يسعنا في هذا المجال استيعاب جميعها، فنكتفي بالنماذج المذكورة وندع تفصيلها لفرصة أخرى.‏
ب: التشبيهات البيانية في القرآن الكريم.‏
ورد في التنزيل تشبيهات لا في مقام الاستدلال على وجود شيء أو إثبات حكم لموضوع؛ بل في مقام التوضيح والتبيين اللذين لا ينحصران في الحالات المعدودة التي ذكرت في كتب البلاغة؛ بل يشملانها وغيرها مما وجدت إلى بعضه سبيلاً؛ منه:‏
1 ـ تقريب المعنى إلى نفس المخاطب وتصويره في خياله، وذلك في مقام وصف نعيم الآخرة أو عذابها وما أعد فيها للمطيعين وأصحاب الجنة أو العاصين وأصحاب النار؛ فبما أن أنواع النعمة أو العذاب في الآخرة لا تكون من جنس نعيم الدنيا أو عذابها، فلا يمكن تشبيه إحداهما بالأخرى إلا على سبيل التقريب؛ كوصف الحور والغلمان والأكواب والآنية وغيرها (35).‏
2 ـ التسوية بين الشيئين المماثلين في الحكم أو الأثر(36).‏
3 ـ المكافأة والمجازاة.‏
ولا يفيد هذا المعنى من أدوات التشبيه إلا"الكاف" نحو قوله ـ تعالى: (وقل ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً((37)، وقوله ـ سبحانه ـ: (وأحسن كما أحسن الله إليك((38)، وقوله ـ عز وجل ـ: (فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا((39)، و(40).‏
هذه هي بعض ما استطعت أن أجد له سبيلاً من الأغراض البيانية المصوغ لها بعض التشبيهات القرآنية، ولعلنا إذا أنعمنا النظر في كلام الله ـ سبحانه ـ نستطيع أن نكشف النقاب عن بعضها الآخر.‏
وكما أشرنا سابقاً لم يهتم علماء البلاغة في بحثهم عن تشبيهات القرآن إلا بالتشبيهات البيانية، سواء في بحوثهم العامة عن البلاغة، أو فيما خصوه ببلاغة القرآن وتشبيهاته؛ وممن خصص كتاباً بها ابن ناقيا البغدادي الذي سبق ذكره وذكر كتابه "الجمان في تشبيهات القرآن".‏
ويمتاز هذا الكتاب باستخدام الأسلوب النقدي في عرض بلاغة أكثر التشبيهات: أعني أنه أولاً يعرض تشبيه الآية وبراعتها وبهاءها وما استطاع أن يستنبط من محسَّناتها ثم يتبعه بإيراد تشبيهات من نفس التشبيه في أشعار العرب، ويذكر أحياناً محاسنها وما يؤخذ عليها، وبالتالي يصل القارئ نتيجة هذا العرض والإيراد إلى أنه لا يمكن قياسها بتشبيهات القرآن ويتبين له أن مافي القرآن فريد في نوعه لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن.‏
وربما يصرح بهذه النتيجة المفهومة والمستنبطة من أسلوبه النقدي؛ فهو مثلاً بعد ذكره تشبيه الآية: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدُّ قسوة((41)، ونقله أبياتاً من شعراء العرب وقع فيها هذا التشبيه، يقول: "ومعنى التشبيه بعد أن أتم وأوفى وأعلى بقوله ـ تعالى ـ: (وإن منها لما يهبط من خشية الله....(. (42)؛ وكذلك بعد نقل تشبيه الآية الكريمة: (وعندهم قاصرات الطَّرِفِ عينٌ كأنَّهُن بَيضٌ مكنون(. (43)، وذكر شعر عدي بن زيد العبادي المتضمن لنفس التَشبيه (44) ـ بعد ذلك كله يقول: "........... إلا أنه لم يوصف البَيض في هذا الباب بأحسن ولا أجمع لمعاني الوصف مما نطق به التنزيل؛ فإن لفظة "مكنون" متضمنة معنى السلامة والخلوص من جميع العوارض التي تنتقص رونقه وتشين بياضه وتكسف بهاءه..."(45). ويزيد تأكيداً لما بيّنه من محاسن كلام الله: "وعلى إكثار الشعراء من تشبيه النساء ووصفه بما يدل على حال المشبَّه به، فما أتوا ببلاغة تشبيه القرآن ولا قدروا على نقل لفظة [المكنون]. من هذا المكان وقد أطالوا وأقصروا وأوردوا وأصدروا....".(46). وينقل جملة من أشعار الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين في مثل ذلك التشبيه، وبينها وبين التشبيه في كلام الله بون لا يتصوره مداه وغور لا يدرك منتهاه.‏
فابن ناقيا يعدّ بحق أول من فتح الطريق أمام من يريد دراسة بلاغة القرآن بالنقد والتحقيق، وكتابه "الجمان" يعد من أهم مصادر تشبيهات القرآن، وندع ا لبحث عن محاسنه وما يؤخذ عليه لوقت آخر إن شاء الله تعالى؛ وهو الموفق للسداد، ونرجو في جميع أمورنا منه الرشاد.‏
انتهى بتوفيق الله تعالى.‏
*** ‏
فهرس مراجع المقالة ومصادرها:‏
القرآن الكريم‏
ـ الإتقان في علوم القرآن، جلال الدين السيوطي، ج3، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، مكتبة المشهد الحسيني، القاهرة.‏
ـ أسرار البلاغة، الإمام عبد القاهر الجرجاني، تصحيح السيد محمد رشيد رضا، دار المعرفة، لبنان، 1398هـ.‏
ـ إعراب القرآن وبيانه، محي الدين الدرويش، ج1 ـ 10، دار الإرشاد للشؤون الجامعية، حمص، سورية 1408هـ.‏
ـ بديع القرآن، ابن أبي الإصبع العدواني، تحقيق حفني محمد شرف، مكتبة نهضة مصر، القاهرة، 1377هـ.‏
ـ الجمان في تشبيهات القرآن، ابن ناقيا البغدادي، تحقيق الدكتور أحمد مطلوب والدكتورة خديجة الحديثي، دار الجمهورية ـ بغداد، 1387هـ.‏
ـ حاشية ملا عبد الله بن شهاب الدين اليزدي على "تهذيب المنطق والكلام"، مسعود بن عمر التفتازاني، إيران، طبعة حجر.‏
ـ حاشية الشيخ محمد بن محمد عرفة الدسوقي على شرح المختصر، ج2، استنبول.‏
ـ ديوان ابن الرومي، شرح عبد الأمير علي مهنا، ج6، دار مكتبة الهلال، 1411هـ.‏
ـ ديوان أبي الطيب المتنبي، مع شرح أبي البقاء العكبري، ج3، دار المعرفة، بيروت.‏
ـ شرح المختصر، سعد الدين التفتازاني، مع تعليقات عبد المتعال الصعيدي، المكتبة المحمودية، مصر.‏
ـ الكشاف عن حقائق التنزيل، محمد بن عمر الزمخشري، ج2، منشورات مكتبة آفتاب، طهران.‏
ـ الكامل، أبو العباس المبرد، ج3، تحقيق أحمد محمد شاكر، مطبعة المصطفى البابي الحلبي، مصر، 1356هـ.‏
ـ لسان العرب، محمد بن مكرم، ج3، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة.‏
ـ مجمع البيان في تفسير القرآن، الشيخ أبي علي الطبرسي، ج1 ـ 10 شركة المعارف الإسلامية، طهران، 1379هـ.‏
ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، القاهرة، 1364هـ.‏
ـ المعجم الوسيط، إبراهيم أنيس وزملاؤه ج1 و2، دار المعارف، مصر، 1392هـ.‏
ـ مفتاح العلوم، يوسف بن أبي بكر السكاكي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، مصر، 1356هـ.‏
ـ الميزان في تفسير القرآن، العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي، ج12، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1396هـ.‏
*** ‏
*الحواشي:‏
(1) ـ شرح المختصر (مختطر المطول) ج2 ص 32.‏
(2) ـ البيت للمتنبي من قصيدة في رثاء سيف الدولة، راجع: ديوانه ج3 ص 20.‏
(3) ـ فات فلاناً في كذا: سبقه، راجع المعجم الوسيط، باب الفاء.‏
(4) ـ أسرار البلاغة، ص 103.‏
(5) ـ شرح المختصر ج3، ص3.‏
(6) ـ سورة النور: 24، آية 35.‏
(7) ـ سورة الأنبياء: 21، آية 104.‏
(8) ـ شرح المختصر ج3 ، ص 36 ـ 37.‏
(9) ـ حاشية ملا عبد الله على "تهذيب المنطق والكلام"، ص 143.‏
(10) ـ الدوران: هو ترتب الحكم على الوصف الذي له صلاحية العلية وجوداً وعدماً كترتب الحرمة في الخمر على الإسكار؛ والدوران علامة كون المدار، أعني الوصف علة للدائر أعني الحكم.‏
والترديد: ويسمى بالسَبر والتقسيم أيضاً هو أن يتفحص أولاً أوصاف الأصل، وتردّ علة الحكم على هذه الصفة أو تلك ثم يبطل ثانياً عليته حتى يستقر على وصف واحد، راجع: نفس المصدر، ص 144.‏
(11) ـ البيت لابن الرومي، من قصيدة يمدح بها اسماعيل بن بلبل راجع: ديوانه ج6، ص 179.‏
(12) ـ حاشية ملا عبد الله على "تهذيب المنطق والكلام"، ص 39 ـ 40.‏
(13) ـ شرح المختصر ج2 ص 17 ـ 18، ومفتاح العلوم ص 158، والجمان ص 43.‏
(14) ـ سورة النور: 24 آية 39.‏
(15) ـ سورة الأعراف: 7، آية 171.‏
(16) ـ سورة الرحمن: 55، آية 24.‏
(17) ـ أعطاه مقادته: انقاد له، راجع لسان العرب، حرف الدال، فصل القاف.‏
(18) ـ أسرار البلاغة ص 72 ـ 74.‏
(19) ـ سورة الشورى: 42 آية 11.‏
(20) ـ سورة النحل: 16، آية 17.‏
(21) ـ راجع: الكشاف للزمخشري، ج2، ص 405. ومجمع البيان ج6، ص 354، والميزان ج12 ص 232.‏
(22) ـ راجع: إعراب القرآن وبيانه، ج5، ص 280 ـ 282.‏
(23) ـ سورة الرعد: 13، آية16.‏
(24) ـ سورة النحل: 16، آية 20.‏
(25) ـ سورة الشعراء: 26، آية 97، 98.‏
(26) ـ سورة الأعراف: 21، آية 104.‏
(27) ـ سورة الأنبياء: 7، آية 29.‏
(28) ـ سورة الأنعام: عـ، آية 94، والكهف: 18، آية 48.‏
(29) ـ‏
(30) ـ سورة الروم: 30، آية 19.‏
(31) ـ سورة الفاطر: 35، آية 9، والزخرف 43، آية 11، وق: 50، آية 11.‏
(32) ـ سورة الأنعام: 6، آية 133.‏
(33) ـ سورة يوسف: 12، آية 6.‏
(34) ـ سورة آل عمران: 3، آية 40، 47، وسورة النساء: 4 آية 163 وغيرها.‏
(35) ـ نحو قوله ـ تعالى ـ: (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون( سورة الطور: 53، آية 24، وأيضاً سورة الصافات: 37، آية 65، والرحمن: 55، آية 58، والواقعة 56، آية 23، والإنسان: 76، آية 15، 19.‏
(36) ـ نحو قوله ـ تعالى ـ: (أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون(، سورة السجدة: 32، آية 18، وأيضاً القصص: 28، آية 19، والمجادلة: 58، أية 18، وآيات أخرى.‏
(37) ـ سورة الإسراء: 17، آية 24.‏
(38) ـ سورة القصص: 28، آية 77.‏
(39) ـ سورة الأعراف: 7، آية 51.‏
(40) ـ سورة التوبة: 9، آية 36، وهود: 11، آية 38، وطه: 20، آية 126.‏
(41)ـ سورة البقرة: 2، آية 74,.‏
(42)ـ الجمان ص 41 ـ 50.‏
(43)ـ سورة الصافات: 37، آية 28، 49.‏
(44)ـ وهو قوله: "كدمى العاج في المحاريب أو كالـ.... .... بيض في الروض زهوه مستنير". راجع: الجمان، هامش ص 242.‏
(45)ـ الجمان ص 243.‏
(46)ـ نفس المصدر والصفحة.‏
1 ـ أستاذ مساعد بجامعة أصفهان ـ كلية اللغات ـ قسم اللغة العربية وآدابها.‏
2 ـ ولا يشتبه علينا التمثيلان: التمثيل في المنطق وهو ما بينا تعريفه هنا ويكون قسماً من أقسام البرهان الثلاثة، والتمثيل في البلاغة وهو ما نبحث عنه قريباً في الكلام على التشبيه البياني، ونسبة هذا الأخير إلى التشبيه أيضاً عموم وخصوص مطلقاً، راجع: أسرار البلاغة ص 75.‏
3 ـ والتمثيل عند الجمهور هو: مايكون وجهه وصفاً منتزعاً من متعدد سواء كان الوصف حسياً أم عقلياً أو اعتبارياً وهمياً، وعند الجرجاني هو: ما يكون وجهه وصفاً غير حسي منتزعاً من متعدد، وعند السكاكي هو: ما يكون وجهه وصفاً غير حقيقي (أي غير متحقق حساً ولا عقلاً) منتزعاً من متعدد. راجع: حاشية الدسوقي على شرح المختصر ج2 ص 395 ـ 396.‏







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=9331
    رد مع اقتباس
قديم 2009-08-16, 11:51 رقم المشاركة : 2
 
الصورة الرمزية أحمد أمين المغربي

 

إحصائية العضو







أحمد أمين المغربي غير متواجد حالياً


وسام المرتبة الأولى في المسابقة الرمضانية الكبرى

وسام المركز الثاني في مسابقة الشخصيات

افتراضي رد: بَلاغة التشبيه في القرآن الكريم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2009-10-15, 06:17 رقم المشاركة : 3
عبد القادر الهواري
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية عبد القادر الهواري

 

إحصائية العضو









عبد القادر الهواري غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بَلاغة التشبيه في القرآن الكريم


شكرا على الموضوع المتميز و الرائع .






التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2010-12-15, 09:46 رقم المشاركة : 4
yider
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







yider غير متواجد حالياً


افتراضي رد: بَلاغة التشبيه في القرآن الكريم


السلام عليكم المرجو منكم أن تقدمو لي المساعدة في هذه الأسئلة :
-1 عرف المصطلحات التالية مع التمثيل لها:
التشبيه المفروق -تشبيه الجمع - التشبيه الضمني -التشبيه المقلوب .
-2 حدد أركان التشبيه ونوعه باعتبار ذكر وحذف الوجه والأداة ، مع ذكر الغرض من التشبيه في الآيات التالية :
-قال تعالى: "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة و الله يضاعف لمن يشاء و الله واسع عليم "
- قال تعالى : " وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام "
-قال تعالى"وقالوا إنما البيع مثل الربا "






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 16:30 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd