منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

من نقل انتقل

هشام رزيك

هبة بريس : 16 - 06 - 2010
تشهد مراكز النسخ، فوطوكوبي، إقبالا ملفتا للانتباه هذه الأيام، فمحل صديقي يغص بالزبناء من التلاميذ والتلميذات ممن يستعدون لاجتياز امتحانات الحصول على شاهدة الباكلوريا والانتقال من مرحلة الدراسة الثانوية إلى مرحلة أكثر نضجا مرحلة الدراسة الجامعية!! بطريقة سهلة. يعدون النقلة بمختلف الأحجام تحسبا لأي طارئ رافعين شعار من نقل انتقل و من اعتمد على نفسه بقي في قسمه ..
ظاهرة الغش في الامتحان ظاهرة قديمة جديدة. قديمة من حيث إننا تعودنا على وجودها بيننا من زمان، نتيجة عوامل معقدة أسالت وما زالت الكثير من مداد المهتمين. وجديدة من حيث تطور أساليب الغش، فيبدو أنها هي أيضا استفادت من التطور الذي عرفته تكنولوجيا الإعلام والاتصال. و للتأكد من ذلك اذهبوا إلى وكالة لشركة من شركات الاتصالات واسألوا أحد مستخدميها عن الإقبال الذي تعرفه خدمة الاشتراك L abonnement قبيل فترة الامتحانات.
الجديد فيها أيضا أن التلميذ يقبل على إعداد الحروزة أمام أنظار أستاذه في جرأة استثنائية وعندما يسأله الأستاذ ما هذا يا ولدي؟ يجيب التلميذ راسما على شفتيه ابتسامة صفراء: آش غادي نديرو أوستاذ. كأن الذين يجدون ويجتهدون على طول السنة، يسهرون الليالي ويستفيقون دائما قبل غيرهم لكي يحصلوا أعلى الدرجات، يضيعون وقتهم.
الملفت للانتباه أيضا هو أنها لم تعد حكرا على الذكور فقط، بل أصبحت تستأثر باهتمام الإناث كذلك – مقاربة النوع حتى في الغش- فتراهن يتزاحمن بأكتافهن على محل صديقي.
ثم، ويا للأسف، هو تواطؤ بعض المحسوبين على المؤسسات التربوية من الأساتذة في هذه العملية اللاأخلاقية مقابل حفنة من المال أو شيء آخر يعرفونه هم فقط. فتجد الأستاذ متجندا للجواب على الأسئلة وإيصاله إلى المرشح أو المرشحة خلال الامتحان عبر الهاتف.
في المقابل يوجد أساتذة من أصحاب الضمائر الحية يقومون بواجبهم طيلة العام الدراسي بتفان رغم الظروف الصعبة وفي الامتحان يقطعون الطريق على كل من يريدون بلوغ النجاح بالمرور عبر القنطرة الصغيرة الغش .. فتحية إجلال و إكبار إلى هؤلاء.
لكن الأمر يستوجب تعبئة شاملة، أولا لمواجهة هذه الظاهرة التي تزحف زحفا مخيفا سنة تلو أخرى, وثانيا، نحو حوار وطني يحدد واجبات كل طرف من أطراف العملية التربوية اتجاه تأزم الوضع التعليمي و التربوي في بلادنا و السبيل إلى القيام بالرسالة التربوية و التعليمية على أحسن وجه. و في انتظار ذلك سنبقى في أدنى السلم نصعد درجة و نهبط بثلاث. و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.