منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - أيها التلاميذ ....الوقت أغلى من الذهب....محمد المقدم

أيها التلاميذ ....الوقت أغلى من الذهب....

14/06/2010

ان كان يقال أن " الوقت من ذهب" ,فهل يمكن للتلميذ استرجاع سنة من العمل تذهب هباء؟ وهل يمكنه تدارك الوقت عندما يدق الجرس دون أن ينهي الإجابات؟فكم يساوي ذلك الوقت حينها؟ بل كم تساوي كل دقيقة؟ إنني أتحسرعلى كل تلميذ ضيع وقته دون أن يعد نفسه.ليجد امتحانا خارج الحدود وأملا قد لا يعود.استحسن السادة الأساتذة المقال السابق " ايها التلاميذ الصيف ضيعتم اللبن" على اعتبار ما يعانوه خلال السنة من شغب ونقمة وإهمال من الكثير من تلامذتهم ,كما أظنهم استحسنوا المقال كون النتيجة قد تكون مخيبة للآمال للكثير من التلاميذ رغم محاولتهم انقاد سفينة في طريقها نحو الغرق.ولا أظن أستاذا ما مرتاح لمستوى تلامذته, ولا مسرور لخيبة بعضهم. كم تمنى كل أستاذ لو تفوق جميع تلامذته وذهب البعض الآخر من المعلقين الى اعتبار مقالي يزرع الإحباط ويشل العزيمة. وذهب غيرهم الى أن وقت المقال متقدم كون التلاميذ في مرحلة الحزم والعزم وفي أمس الحاجة الى دعم نفسي يساعدهم على شحذ الهمم للسمو الى القمم. آراء ووجهات نظر محترمة ومقبولة ,وان كنت أوافق أستاذي السيد نهاري والذي وضع أصبعه على الجرح بإقحام أطراف أخرى في الفشل الدراسي. عندما تحدثت عن التلميذ وعن الفشل والنجاح
.فإنني تحدثت من منظور أبوي أتألم لحزن من خرج خائبا غاضبا,يقول يا ليت السنة تعود ,ولن أعود لتجاوز الحدود. - صحيح الكثير من التلاميذ بذلوا جهدا جهيدا,وجدوا ليل نهار وحتى خارج الإطار . - وصحيح أن مستواهم المتواضع أحسهم بعدم القدرة على المسايرة.وأن الكثير من مواضيع الامتحان غير موضوعية,فكم كانت حصرتي على تلميذ أو تلميذة العلوم الرياضية عندما تحدث عن امتحان تعجيزي ولم يراع واضعوه مستوى التلاميذ ,بل ولم يراعوا حظوظهم,ولم يراعوا منحهم فرص النجاح , بقدر ما يحاولون دوما البرمجة من برجهم العالي,فرحين بما تلقى التلاميذ من صعوبات وكأنها عقوبات. - وصحيح أنهم ضحية منهاج وبرامج لا تلائم ميولهم ولا تشفي غليلهم. - وصحيح أن الكثير منهم محبط ,إخوة مجازون عاطلون,وشغل معدوم ,وقدر سيء محتوم. الأصح من هذا وذاك , أن النتيجة واحدة .خرج المجدون مرتاحون والخائبون مستاءون.مرت سنة كلمح البصر,غاب القمر وغربت الشمس ,ليجد الكثير من التلاميذ نفسهم خارج السياق مريري المذاق. ان الامتحان مناسبة لأخذ العبر,والاستفادة من الخيبة لتعويضها بالأمل.فيا ليت التلاميذ يتنبهون الى أن الأيام لا تعود ,وأن الفرص لا تتكرر .
فقد تكون فوتت على نفسك مناسبة حاسمة من حياتك,وقد لا ينفع الندم. وقد تكون ممن عزموا على تدارك التخلف بكل مسئولية ووعي وصدق وقراءة جيدة للماضي وما راكمه على الحاضر, ولبناء مستقبل واعد خالد .فان كان الصيف لم يؤت أكله هذه السنة ,فعليك الاستعداد للصيف القادم بكل حزم ورباط عازم.حياتنا تجارب, ومن التجارب نتعلم.فكم من تلميذ رجع الى التفوق بعد أن غادر الدراسة لسنين واجتاز الامتحان كحر ليتحدى الزمن ويرجع البسمة الى حياته, وكم من تلميذ طرد من الدراسة ورجع من بعيد ,وكم من فشل حول صاحبه الى جواد معطاء. من لا يستفيد من التجارب فهو عن الحقيقة هارب ,ومن لا يستنبط العبر فهو عن الواقع شارد. الأمل في الله موجود وعليه معقود ,ولا مناص الا بالرجوع الى الرب المعبود, والاستعداد بكل ما أوتينا من مجهود, والله من وراء المقصود .

محمد المقدم
عن وجدة سيتي نت