النباتات المتوحشة





ورقة نبات الدروسيرا


نبات ذات مصائد متحركة
ذو الاوراق الخضراء المبرقشة باللون الاحمر والأزهار البيضاء الجميلة. عبارة عن أوراق مغطاة بشعيرات ذات عنق طويل ينتهي برأس منتفخ يحتوي على مادة لزجة لاصقة، ويصل عدد هذه الشعيرات إلى حوالي 200 شعيرة على الورقة الواحدة، تتوزع على النصل بحيث تبدو كأنها تحمل قطيرات من ماء الندى.
وتنخذ الحشرة بهذا المظهر البرئ لشعيرات نبات الدورسيرا فتنجذب إلى أوراقه ساعية وراء قطيرات الندى، فإذا ما لامس جسم الحشرة هذه الشعيرات التصقت بها على الفور، وتحاول الحشرة- قدر استطاعتها- خلالص من التصاق بعض شعيرات النبات المفترس بجسمها، وتتحرك هنا وهناك محاولة الهروب، فيعمل ذلك على تلامسها مع مزيد من الشعيرات اللاصقة التي تحيط بجسمها من كل جانب.
وتتنبه الشعيرات البعيدة عن موقع الحشرة، فتنحنى تجاهها وتشارك- هي الأخرى- في القبض على الفريسة، وفي خلال بضع دقائق تكون ورقة نبات الدروسيرا قد تغير شكلها ، وأخذت شكلاً مقعراً يشبه الطرق العميق ، بحيث تكون الحشرة في مركزه، بينما يحيط بها عديد من الشعيرات اللاصقة من جميع الجهات.
وتفرز الشعيرات اللاصقة سائلاً لزجاً من رءوسها المنتفخة، يغمر جسم الفريسة الحشرية فيشل حركتها ويمنعها من المقاومة، فتكف عن محاولاتها المستميتة للهروب من قبضة النبات المفترس ، وتخور قوتها وتفقد آخر آمل لها في النجاة بحياتها، ويحتوي السائل اللزمج الذي تفرزه شعيرات أوراق نبات الدورسيرا على أنزيمات هاضمة، تهضم بروتين جسم الحشرة وتحلله إلى مواد بسيطة ذائبة يسهل امتصاص بواسطة ذلك النبات المفترس .
وقد تستغرق عملية هضم لحم الحشرة عدة ساعات، وربما تصل إلى عدة أيام تبعاً لحجم الحشرة ونوعها ، وبعد أن يتم الهضم وامتصاص النواتج الذائبة، تكون الحشرة قد جفت وأصبحت عديمة الفائدة للنبات المفترس، حينئذ تعود الورقة إلى سابق شكلها الطبيعي، وتبتعد الشعيرات ذات الرءوس المنتفخة عن جسم الحشرة الميتة ، ويتطاير جسم الحشرة عن طريق حركة الهواء حول النبات ، ويستعد النبات المفترس لاستقبال الوجبة الغذائية التالية .







أوعية نبات النانبط
نبات ذات مصائد غير متحركة حيث يتفلطح نصل الورقة عند القاعدة ويستطيل عرقها الوسطى خارج النصل فيصبح مجوفا عند نهايته في صورة دورق له غطاء ويمتلىء قاع الدورق بمحلول عصيري يحتوي على انزيمات هاضمة ويبطن السطح الداخلي خلايا قادرة على امتصاص نواتج هضم الحشرة
ويعمل غطاء الوعاء الدورقي السابق على منع تساقط قطيرات ماء المطر إلى داخل الورق، وبذلك لا يتخفف محلول الأنزيمات الهاضمة داخله، ويظل في تركيزه العالي القادر على هضم لحم الحشرة خلال ساعات قليلة. وقد تصل هذه الاوعية الصائدة للحشرات إلى أحجام كبيرة يصعب تصديقها، فلقد شوهدت أنواع من هذه النباتات المتوحشة تكون أوعية يصل محتواها من محلول الأنزيمات الهاضمة إلى حوال لتر، ونباتات أخرى تكون أوعية صائدة للحشرات يمكنها ابتلاع كرة قدم صغيرة. وعلى الرغم من هذه الأوعية العملاقة، فإن هذه النباتات تصطاد فرائس حشرية لا يزيد حجمها- عادة- على حجم الذبابة المنزلية.


ورقة نبات الديونيا ذو الأوراق المتحورة إلى مصائد بارعة تقبض على فرائسها الحشرية بهارة وتحسده عليها سائر الكائنات الحية الاخرى. وفي هذا النبات يتركب نصل الورقة من جزئين يتحركان على طول العرق الوسطى، بحيث ينطبق كل جزء على الآخر كما تنطبق صفحات الكتاب.

ويتحكم في آلية غلق هذه المصيدة الحشرية ثلاث شعيرات حساسة تتوزع على طول العرق الوسطى للسطح العلوي لورقة النبات المفترس. وتنتبه هذه الشعيرات عند وجود الفريسة بطريقة ماهرة لا تخطئ.



فعندما تتلامس حشرة مع شعيرتين من تلك الشعيرات الثلاث الحساسة، ينتقل هذا الإحساس بسرعة فائقة على صورة تيار من إشارات كهربائية إلى خلايا نباتية أخرى محركة لجزيئي الورقة. وتتمدد هذه الخلايا المحركة المنتشرة على سطح الورقة بدرجة أكبر من تمدد الخلايا الداخلية، مما يؤدي إلى إغلاق جزيئي الورقه فجأة وبسرعة تقل عن نصف ثانية.
وتعتبر آلية قنص الحشرات في هذا النبات المتوحش العبقري آلية غاية في الذكاء والبراعة، فهي لا تستجيب لتساقط أوراق المتساقطة لا تلمس- عادة- سوى شعيرة حساسة واحدة من الشعيرات الثلاث المنتشرة على طول العرق الوسطي، وبذلك لاتصطاد هذه النباتات أوراقاً جافة متساقطة لا جدوى منها، ولكنها لا تختار- بكل براعة- حشرات يمتلئ جسمها بالبروتين الشهي الذي يسد جوعها.
ولم تكتف أوراق نبات الديونيا بما سبق من براعة ومهارة في اختيار فرائسها- سيئة الحظ- التي تتجول حولها ، ولكن تزود حواف هذه الأوراق بنهايات مسننة بأسنان طويلة وحادة، تنتشر على طول محيطها الخارجي، تشبه في شكلها مصائد الدببة، فإذا ما أطبقت هذه المصيدة الورقية بجزئيها على حشرة ما، تداخلت هذه الزوائد الشبيهة بالأسنان فيما بينها مكونة شكل مصيدة محكمة ، بحيث لا تستطيع الحشرات الكبيرة الحجم الهروب وتظل محبوسة داخلها ، بينما يمكن للحشرات صغيرة الحجم الخروج من بين أسنان هذه المصيدة القاتلة.

شكرا اخي شكيب على المعلومات القيمة