ونحن نتحدث عن الإصلاح أجريت هذه الأيام اختبارات الطلبة المعلمين في المجال التطبيقي في مدينة كلميم ككل المدن المغربية ...في جو منظم بشكل جيد وفي تفاعل أستاذي تربوي وتكويني يستحق التنويه ولكن هناك ما هو محبط وأكثر من محبط وهو أننا من جهة لاحظنا أن المنهجيات المفعلة هي ذاتها التي كانت وراء تراجع المملكة المغربية وهو ما يطرح التساؤل حول ما إذا مصوغات تكوين المدرسين ليست سوى زخرفة في المشهد الإصلاحي ومن جهة أخرى لاحظنا الطلبة المعلمين في أغلبهم بدون إمكانيات لغوية تليق ومتطلبات إدماج المتعلم المغربي في الصيرورة التعليمية بما يؤهله لان يلج عالم المعرفة التي تتأسس عليها كل المبادرات التنموية سواء الاقتصادية منها أو المجتمعية أو المستدامة بشكل عام. فأما عن هذه الأخيرة فطبعا الذنب ليس في الطالب المعلم ولكنه في برامج تكوينهم وفي طريقة اختيارهم وإعدادهم.وعن المصوغة فثمة أزمة خطيرة لأنها تعني الفهم الخاطئ أو الإنزال الخاطئ للكفايات في علاقتها ببداغوجيا الإدماج.
ولعل أهم ما يعكس ما يمكن تسميته رجعية التصور هي أننا لاحظنا تغييب مجموعة من المواد في الاختبارات التطبيقية وعلى الخصوص المادة التشكيلية وان دل هذا على شيء فإنما يدل على أن الإصلاح يدبر بعقليات متقادمة ومفاهيم متجاوزة لم يستطع أن يتحرر منها مجموعة من المسئولين في موقف محافظ بالمفهوم الرجعي للمحافظ والذي يعكس تمركز ذاتيا لا يليق بالهم الوطني في جعل قضية التعليم قضية ثانية.
وبكل مسؤولية وموضوعية وأمانة أثير انتباه الرأي العام من داخل وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ومن داخل الحكومة ومن داخل النقابات والأحزاب أن في عدم فهم التشكيل والغرق في مفهومه الصباغاتي الساذج سيبقي التعليم معاقا إلى أعلى مستوياته ابتداء من أساسه الذي هو التعليم الابتدائي في علاقته مع الأولي والثانوي إعدادي والذي يفترض أن يختبر فيه الطلبة المتعلمين خاصة وان الدول المنتجة والمنافسة تعتمده في المستويات الجامعية وليس بالمفهوم الفلسفي والتربوي المتقادم القائل بالتربية الجمالية خصيصا وليس بالمفهوم العلمي البائد القائل بالوجداني في تقسيم الدماغ البشري إلى يمين وشمال وليس بالتكوين الطبي المغيب للفن العلاجي وليس بالمفهوم الرياضياتي الجاهل للبنية الهندسية للأشياء الطبيعية والصناعية وليس بالمفهوم الغبي للفيزياء الجاهلة لعلاقة اللون بالمضمون المادي وليس بالمفهوم التكنولوجي الجاهل لعلاقة الشكل بالوظيفة في تنظيم الشغالة والاستيتيقا في فن التصميم.
اسمحوا لي أيها الإخوة بأن احتج على هؤلاء المغيبين لما سيحرم منه أبناء الوطن وهو أساسي في التنافسية الاقتصادية. وللإشارة فإن النظرة هنا للمنافسة الاقتصادية تختلف ونظرة السيد مزوار بصفته مسئولا وطنيا عن هذا الشق ومعه في ذلك السيد فتح الله ولعلو و كل من يحدو حدوهم وأؤكد بصفتهم الاقتصادية حتى أنزه عن السياسي.
اسمحوا لي أيها الإخوة أن أوجه اللوم إلى اللجنة التي أشرفت على إنزال بيداغوجيا الإدماج عن السيد غزافيي لأني نبهتهم إلى هذا وأتمنى أن يكون للجميع سعة الصدر في سياق الغيرة العلمية على مصير أبناء هذا الشعب