2010-06-11, 23:28
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | المدير والأستاذ والمسار التربوي | بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤكد أن نجاح العملية التربوية تعتمد في أساسها على مدى مهارة الفاعلين التربيويين في تسيير المؤسسة ،
وأن استحواذ أحد الأطراف على القرار من شأنه أن يرجع بهذه المؤسسة إلى الوراء، ويجعل من المجهودات التي يبذلها الأستاذ هباء منثورا، وهذا ما يبدو لي ساهم في فشل العمل التربوي في مدارسنا، لأن السلطة المطلقة التي بيد المدير في تقدير أعمال مرؤوسيه دون ضوابط ولا حدود، تجعل منه شخصا يثير الرعب في نفوس من هم تحت سلطته ، وذلك يخول له تمرير كل ما يريد وبدون استشارة أحد ، وإني لأضع الأصبع على أحد مكامن الضعف الذي ينخر المدرسة، وهذا على ما أعتقد سيدفعنا لإعادة النظر في تحديد مسؤولية المدير ، الذي قد يصل به الأمر في بعض الأحيان أن يطلب من الأساتذة التوقيع على تقارير لإجتماعات وهمية ، وحينها ويل لمن امتنع عن التوقيع
أو ابدى اعتراضا ، فالكل يجب أن يسير حسب هوى السيد المدير، وإلا فسيرفع به تقارير إلى السلطات العليا، تدينه
ليجعل من حياته جحيما لايطاق.
في مثل هذه الظروف هل يمكن للأستاذ أن يكون إنسانا مبدعا أو عاملا مخلصا؟ فالمؤسسة في هذه الحالة هي مؤسسة مدير وعونه ، هذا العون الذي يتجبر ويجعل من نفسه أستاذ الأساتذة ،بل وقد يصل به الأمر إلى التهكم والسخرية منهم، فكيف لمؤسسة في مثل هذه الأحوال أن تكون منار نشر العلوم والمعرفة والتربية، وكيف لأستاذ في مثل هذه الأحوال أن يكون محط احترام تلامذته والمدير على رأسه يهدد ويزمجر.
إن المعاناة التي يلقاها الأستاذ في ضبط سلوكات تلاميذه وتقديم الحصص الدراسية العديدة والمتنوعة هي معاناة لا يحس بها إلا من مارسها، ورغم ذلك يظل ممسحة الغرفة التي يمسح بها رجله كل من أراد ذلك، فإلى متى يبقى الأستاذ مدانا ماديا ومعنويا؟
إن بعض المديرين الذين تبوؤوا هذا المنصب بمجموع من النقط الوافرة !!! كانوا أساتذة ولكن بمجرد توليهم منصب مدير حتى يبدؤوا في التنفيس عما بداخلهم من أحقاد ، فيصولون ويجولون مخلفين أضرارا كبيرة بين صفوف مرؤوسيهم .
إن النظام السلطوي في المؤسسات التعليمية هو نظام لامحل له هناك ، فلا بد أن يستبدل بروح التعواون والتشارك
والمشاركة والعمل برأي الآخر، وأن يكون المدير أحد الأطراف المشاركة في العملية التربوية لا غير مثله مثل جميع
الأطر، وذلك باختيار أشخاص ذوي كفاءات عالية في الميدان التربوي ، يحسنون التعامل مع الغير وتكون هذه من الأولويات ، وعلينا ألا نجعل من المدرسة مطرحا للقمامة نرمي فيها كل فاشل ومتعثر، لأن تقدم الوطن وازدهاره وقوته ، تكمن في تلك البراعم الصغيرة التي يجب أن ترعى بكل حرص وعناية ، وألا نسلمهم لأي كان فهل نستطيع
فعل ذلك؟ | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=159310 |
| |