منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

حينما تنهار خطوط الدفاع للامة وتضعف فيها المناعة فانها تصبح عرضة لشتى انواع الغزو والمكر والكيد وخطوط أمتنا ليست هي وحدها الجيوش المجيشة . إنه الوازع الديني ومراقبة الله في السر والعلن والحضور القوي للعلماء الربانيين والدعاة المخلصين .واغلب هذه الخطوط منهارة متلاشية حيث اصبحت الامة ساحة مفتوحة لكل انواع الغزو المعروف وغير المعروف من غزو فكري وثقافي ومكر الليل و النهار ومسخ وحروب ظاهرة وخفية .

ومن أنواع الغزو التي فتكت بنا وأتت بالأخضر واليابس إلا من رحم الله الغزوالرياضي .

فلقد أصبحت الرياضة كما يزعمون مجالا للتقارب الانساني والتنافس الشريف بعيدا عن صراعات وحروب الاديان والعقائد. ففي هذه المنافسات فرصة كبيرة ليلتقي الاسرائيلي مع الفلسطيني واللبناني والسوري والاردني والمصري و...ليعطوا صورة عن التنافس الشريف الحر ويرسموا لوحة رائعة للحب والتسامح كذلك بالنسبة للامريكي والبريطاني مع الافغاني والعراقي وغيرهم من ضحايا هذه الامة وجلاديهم.

كما اصبحت الرياضة تنتج ابطالا مزورين ملأت صورهم الكتب والجرائد والمجلات وافتتن بهم الشباب المسلم إناثا وذكورا يقتدون بهم حذو القذة بالقذة

اما على المستوى الاقتصادي فقد اصبحت الرياضة سوقا رائجة ومجالا لإشهار انواع البضائع والمنتجات ، دون تمييز بين حلالها وحرامها لافرق في ذلك. بل اضحت الرياضة المروج الاساس لكثير من انواع القمار المحرم.

لكن الأفظع أن تصبح الرياضة في قناعة الكثيرين ميدانا لامجال فيه للحشمة والحياء حيث أصبح المسلمون ينظرون الى عورات النساء والرجال مع ابنائهم واخوانهم ووالديهم معتبرين ان الامر لايزيد عن كونه تنافسا شريفا في حلبة صراع رياضي لا مجال فيه للنوايا السيئة فكيف تريد من امرأة في مسابقة للسباحة أن تلبس لباسا محتشما هذا هو التخلف بعينه فلا تستغرب ان صادفت شخصا يحمل هذه القناعة وهو يبرر مشاهدته لنساء تتسابقن بملابسهن الداخلية وكأن الرياضة دليل لتخصيص النصوص الآمرة بغض البصر.

لاتستغرب لكل هذه المصائب لان الامر لم يصل الى هذه الدرجة من التطبيع مع المخالفات الشرعية بشكل اعتباطي بل اتبع من يهمهم تفكيك بنية القيم الاسلامية خطوات ضيقة لكنها كثيرة بدأت يوم سمح المسؤولون للفتيات بأن يمارسن الرياضة في المؤسسات التعليمية بأليسة تنحسر عن افخاذهن وتحت إشراف مدرب ذكر امتثالا لتنظيرات مفكري الغرب المحتل الذي عرف كيف يقلب مفاهيمنا ويطمس مبادئنا.

كل هذه الطامات والمصائب مما اشتركت فيه المسابقات الرياضية من عري وترويج للمحرمات وإماتة لعقيدة الولاء والبراء وكسر للحاجز النفسي اتجاه الاعداء والانشغال بسفاسف الامور واضاعة الوقت والمال وتعظيم التافهين والحثالات والاعجاب بهم بل تعليق صورهم وتمجيدهم والانتصار لهم الى غيرها من القيم التي تضرب وتمسح وتمسخ باسم الرياضة والرياضة منها بريئة

وهاهو ذا رمضان على الابواب وموسم مباريات الكرة السخيفة الوطنية منها والدولية قد بدأ منذ هذا الشهر ولا ندري كم من مفتون بالرياضة ستذهب بلب عقله وتنسيه ذكر ربه وتلهيه عن طلب مغفرته ورحمته والعتق من نيرانه وكأنني بمفتون بهذه الرياضة وغيرها يقول بلسان حال دعوني استمتع واتركوني مع ابطالي المميزين ولا تحرموني من لذة التمتع بانجازات فريقي العظيم وبطولاته و ولا تزعجوني برمضان والصيام والقيام...... والله المستعان....

يقول الله عز وجل:

"ومن اعرض عن ذكري فانه له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى، قال ربي لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "

نسأل الله السلامة والعافية والثبات وحسن الخاتمة