منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - إعدادية بين الويدان ....نموذج للتدبير السيئ للبنايات....

إعدادية بين الويدان ....نموذج للتدبير السيئ للبنايات....

06/06/2010

تنقسم ميزانية التعليم كانت مركزية أو جهوية الى قسمين, قسم للاستغلال وقسم للاستثمار.يخصص الجزء الأكبر من ميزانية الاستثمار الى بناء المؤسسات التعليمية على مختلف مستوياتها.إلا أنه وللأسف الشديد تبرمج الكثير من الإحداثيات وفق اعتبارات فارغة المحتويات ودراسات بعيدة عن الجدية والمستوى. كبناء مؤسسات لا يلجها أكثر من مائة تلميذ,كان بالإمكان إقامتهم بمؤسسة داخلية أو توفير النقل, بدل صرف ميزانية ضخمة على البناء والتسيير والتأهيل بالموارد البشرية والمادية ,ولتبقى المؤسسة أسوار بلا أنوار.وأحيانا أخرى تجد مؤسسات مكتظة ومع ذلك لا تدعم بمؤسسة تخفف عنها الازدحام وتيسر لها العمل في ظروف مقبولة. إذن الكثير من الاختيارات لم تراع المكان الملائم ,ولا الظروف المناسبة ,ولا الدراسة الميدانية الحقيقية.موضوع يحتاج الى بحث عميق وفحص دقيق. ما أريد الخوض فيه الطريقة التي تبرم بها صفقات بناء المؤسسات التعليمية,وما يترتب عنها أحيانا من تدبير سيء ينطلق من:
- إبرام الصفقة وكيفية تمريرها وما تتضمنه من شروط وجزاءات وتفضيل وامتيازات.....
- كيفية التعامل مع المقاول من بداية الأشغال الى نهايتها....
- أجهزة التتبع ومدى مصداقيتها وحضورها ودرجة إخلاصها في ضمان الصالح العام .... - مهندس تتبع الأشغال ومدى حضوره الفعلي وليس الورقي.....
- صلاحية المؤسسة في تتبع الأشغال من خلال منحها دفتر التحملات لمعرفة مدى تلاؤمها مع البناءات....
- كيفية الأداءات والتسبيقات وما تطرح من إشكاليات..... ان العديد من البنايات التعليمية تعثرت وسط الطريق من جراء مقاول مراوغ ,كأن يتحصل على تسبيقات تفوق الأشغال المنجزة,وعلى اثر دخوله المناقصة أصلا بنية العبث بالصفقة بتخفيض الأثمان لنيلها ,وبعد حصوله على عدة دفعات وإحساسه بأنه قد تحصل على النصيب الأكبر وما بقي له من الأشغال لا يتناسب مع ما بقي من اعتماد , يلجأ الى التماطل بدعوى ارتفاع الأسعار وتقاعس الإدارة في الأداء ومبررات أخرى.الى درجة الدفع بإفلاس الشركة أو المقاولة ,ولعلكم تعلمون جميعا هذه الألاعيب... في هذا المقام أصوغ لكم نموذج بناء مؤسسة إعدادية جديدة بملقى الوديان,وان كنت لا أعلم الكثير من خباياها كون المؤسسة تأخرت في البناء لسنوات,إلا أن واقعها يؤكد على تدبير سيء في الأشغال, ومن ذلك:
- المؤسسة , أقيمت أصلا على واد يخترقها في وسطها , مع أن الجهة المقابلة تتوفر على أراضي مستوية,وأن المؤسسة تطل على وادي ضخم .
- يقال أن المقاول نايل الصفقة والذي قدم عرضا جعله حسب ما يقال غير قادر على إنهاء البناية,مما دفع به الى التماطل لسنوات ,الى أن تدخلت السلطة والنيابة الإقليمية ولجماعات المحلية ,لينهي البناية خلال السنة الماضية .
- أقيم مطعم المؤسسة على أرض غير مستوية وقابلة للانزلاق ,, من تشقق البناية وربما حتى احتمال سقوطها.
- كل الأدوات التي استعملت في البناء من النوع الرديء ,من خشب وكأنه ورق مقوى ,حتى أن الكثير من الأبواب كسرت بلكمات اليد,وجل النوافذ قد تكسرت تجهيزاتها,والحنفيات لم تعد صالحة للاستعمال,....
- صباغة المؤسسة تظهر لك من البعيد براقة لكنها غير شراقة, بدليل ظهور علامات زوال الصباغة...
- ظهور الشقوق في كل مكان وكأن البناية تعود لسنين وأعوام.فأين نحن من مؤسسات تعود لكثر من قرن؟ ولكم في ثانوية عمر بن عبد العزيز ومدرسة سيدي زيان مثال على ذلك. -
ركبت أبواب من الزجاج للقاعة المتعددة الوسائط ,مع أن المذكرة في هذا الشأن واضحة بضرورة إقامة باب حديدي لحماية تجهيزاتها والتي تعرضت فعلا للسرقة .فهل هذا معقول؟والله انك قد تدفع الباب وتكسرك بيدك فقط. -
ساحة المؤسسة عبارة عن مرتفعات ومنخفضات مغطاة بالحجر ومخترقة بوادي عميق.حتى أن ممثلي الجماعة وعدوا وأخلفوا,وعدوا بتبليط ساحة المؤسسة قبل الانتخابات وأمام أعين السلطات ,لكنهم خانوا الوعد عندما مرت الانتخابات, وربما يعيدون الكرة في الانتخابات اللاحقة بعد ست سنوات.... ان ملاحظاتي على مثل هذه البنايات تتمثل فيما يلي:
- كان على المسئولين إعداد دفتر للتحملات ينظم الصفقات وفق خصوصية التعليم كما ينص على ذلك القانون المنظم للصفقات العمومية.شيء من هذا لم يحصل في أكاديمياتنا, ومسئولونا يعتمدون نظام الصفقات لسنة 2007 والمعمول به في جميع القطاعات,دون أن يعدوا نظاما خاصا بهم وعرضه على مجالسهم الإدارية. -
كان على المسئولين إضافة بند في الصفقة يعطي إدارة المؤسسة حق المصادقة النهائية على محضر التسليم حتى تتمكن من متابعة الأشغال.
- كان على المسئولين تتبع الأشغال في وقتها ,وتتبع مدى تلاؤم الدفوعات مع درجة الانجاز,وعدم منحه تسبيقات تجعله في موقف القوة .
- كان على المسئولين عدم فتح المؤسسة لأسباب متعددة لا داعي للخوض فيها,وتوقيع جزاءات وعقوبات على تأخر المقاول في الانجاز وقد تصل الى درجة إيقافه وتسليم الصفقة لمقاول ثاني ,بعد تقويم الأشغال المنجزة والمتبقية. -
وكان على المسئولين فعل كذا والامتناع عن كذا,الا أنهم فعوا كذا وكذا....النتيجة مؤسسة لا توحي لك بفضاء للتربية والتعليم,فقد تسمى ملجأ,أو إقامة جبرية,أو إصلاحية,من منظرها المخيب وشكلها المعيب. فالى متى يظل الحال يحمل عيوبا وارتجالا وتسرعا وخيبة وعبثا؟وهل سيظل الحال على هذه الأحوال؟؟؟؟؟؟

محمد المقدم
عن وجدة سيتي نت