السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد خير خلق الله

أبدأ هذا الموضوع بالحكمة التي تقول "الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك" . فهل عرفنا معنى هذه القولة أم فقط أعجبنا بتناسق كلماتها.
للأسف ما نراه في مجتمعنا الغالي علينا يظهر لنا اننا لم نفهم مطلقا هذه الحكمة ، فهل نعرف أن الوقت شبه بالسيف كأداة لصنع الأشياء فهل استعملناه لصنع المعرفة أو العلم أو الثروة أو أي شيء يفيدنا ويفيد غيرنا أم أننا ضيعناه في اللهو واللعب ضاربين عرض الحائط أهميته، حتى أصبحنا نسمع كلمات مؤسفة وسط مجتمعاتنا الغريبة فأصبحنا نسمع أحدهم يقول " هيا نتلف بعضا من الوقت فليس هناك ما نقوم به" وآخر يقول "هل لديك فيلما أو موسيقى أسمعها لكي أضيع فيهما وقتي لأني لا أجد ما أقوم به في الليل" وآخر يقول "هيا نذهب إلى المقهى لأن يصل آذان المغرب " وآخر يقول "..." فيمر الوقت والوقت والوقت ونحن فقط نتلف الوقت، وهل فكرنا يوما أننا لا نستطيع أن نصنع هذا الوقت وانه لا يمكننا أن نرجعه وأننا خسرنا جزءا من حياتنا بل معظم حياتنا في لا شيء وأننا سنحاسب على هذا الوقت في الدنيا والآخرة. ففي الدنيا نكن قد خسرنا فرصا كثيرة لنتعلم ما يفيدنا في عتبات سنستضيفها في حياتنا وأننا سنندم مثل التلميذ الذي لم يستفد من مرحلة تعلمه حتى فات الآوان ولم يستطع أن يتمم دراسته فهل له أن يرجع إلى الوراء وهل له أن يصنع وقتا إضافيا يعوض فيه ما فاته. للأسف لا ولن يستطع، لأنك لم تقطع وقتك بالسيف فتتعلم ما تستطيع أن تستمر به في دراستك فقطع الوقت مدة مهمة من عمرك.
فهل عرفت كيف يقطعك الوقت ؟ أم تظن أن الوقت سيأتي بصفة رجل يحمل سيفا وسيقطعك. وأنك لم تشاهد هذا الرجل مطلقا ففندت هذه الحكمة وقلت في نفسك دعني من هذا الوقت الذي لا فائدة منه.
أنا في نظري أنه من أضاع دقيقة من حياته فإنها لا تحتسب في عمره فأعتبره ميتا، وما أكثر الميتون في مجتمعاتنا الغريبة.
ومن بين نتائج مضيعة الوقت في هذه المجتمعات نجد أنها تملك أغلى الثروات لكنها تعيش أشد الفقر. ففي بعض البلدان نجد الأراضي الخصبة مثل الصحاري والمياه العذبة تستعمل فقط لتزيين منظر هذه الصحاري وسكانها لا يجدون ما يقومون به، فيتنزهون معظم حياتهم. وبلدان أخرى غنية بالمواد الأولية للصناعة وهم يستوردون أبسط المصنعات.
فهل حياة لمن تنادي.
وفي الأخير ولكي لا نكون سلبيين في تفكيرنا، يجب أن لا نقف عند النقد ونمر إلى اعطاء البديل.
إذن لكي ننجح في استغلال الوقت علينا ترتيب افكارنا وتحديد أهداف قصيرة أو طويلة الأمد في حياتنا وأن نعمل على تحقيقها متحدين كل العوائق والصعاب. وعلينا أن نضع أيضا أهدافا يجب تحقيقها أثناء النوم (مثل قراءة آيات من القرءان كي نثق ميزان حسناتنا وهذا هدف أخروي) . وايضا علينا ادارة الوقت أثناء الاضطرابات والضغوط كعمل رسومات معبرة وتفيير العمل من عمل عقلي الى عمل عضلي.

وشكرا لكل من مر من هنا
والسلام على من اتبع الهدى


يوسف نجاري