منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   منتدى القضايا التربوية (https://www.profvb.com/vb/f100.html)
-   -   وجهة نظر في الجانب الدنيويّ من درس خطبة الجمعة. (https://www.profvb.com/vb/t32582.html)

mkochkar 2010-06-04 10:56

وجهة نظر في الجانب الدنيويّ من درس خطبة الجمعة.
 
وجهة نظر في الجانب الدنيويّ من درس خطبة الجمعة. مواطن العالم د. محمد كشكار<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
لست من أهل الاختصاص في المسائل الفقهيّة و لكن موضوعات الدرس الذي يسبق عادة خطبة الجمعة قد تكون دينيّة أو دنيوية لذا فقد رأيت من واجبي الكتابة في الجانب الدنيوي منها مشاركة في الارتقاء بالمستوي العلميّ لهذا الدرس. <o:p></o:p>
أبدأ بتقديم معلومات حول خطبة الجمعة أستقيتها دون بحث طويل و دون تفضيل من موقع في الأنترنات عنوانه " خطبة الجمعة و دورها في تربية الأمّة" للدكتور عبد الغنيّ أحمد جبر مزهر الذي يقول فيها الآتي :<o:p></o:p>
"تتميّز خطبة الجمعة بالإستمرارية و التكرار في كل أسبوع, ففي العام الواحد يستمع المصلي لاثنين و خمسين خطبة, و هذا يمثّل مساقا دراسيا كاملا, فإذا أحسن إعداده كانت آثاره جليلة و ثمراته عظيمة (...) تتميّز بتنوّع الحاضرين إليها, باختلاف مستوياتهم و طبقاتهم العلميّة و الاجتماعيّة (...) من مقوّمات الخطيب علمه و ثقافته (...) المناسبة (الحدث) لها أثر كبير في تحديد المنطلق الرئيس لموضوع الخطبة (...) لا بد للخطيب أن يقصد هدفا محدّدا بالذات من خطبته, و هذا يجعله لا يصعد المنبر بصورة تلقائيّة رتيبة ليقول ما يخطر على باله و خطبة الجمعة, هدفها النهائيّ الموعظة و تربية الأمّة (...) و من الأمور التي تساعد الخطيب على إعداد الخطبة و اختيار الموضوعات المؤثّرة : الأحداث اليومية و الأخبار التي يسمعها و ما يقرؤه في الصحف و المجلاّت و ما قرأ من الكتب و المؤلّفات و مسائل الناس و مشكلاتهم التي يسالونه عنها و يطلبون رأيه فيها (...) و من المفيد أن يتمّ اختيار الموضوع في بعض الأحيان بناء على استشارة عدد من المصلّين الذين يحضرون خطبه غالبا".<o:p></o:p>
لنترك جانبا الإمام الكلاسيكي المختصّ في الدين و هو موظّف قار و لن أتدخّل في دوره لأني غير مختصّ في الدين و أقترح, في كل جمعة وبعد تنسيق و إعداد مسبق, استدعاء متدخّل من بين المواظبين على الصلاة – يكون تحت إشراف الإمام و محل ثقته – و من الأفضل أن يكون مختصّا في فرع من فروع العلم و متطوّعا غير قار لأن "من مقوّمات الخطيب علمه و ثقافته" و العلم و الثقافة مجموعة إختصاصات لا يمكن أن يلمّ بها و يتقنها شخص واحد لا سيّما في عصرنا هذا و لا يعقل أن يصمت المصلّي المختصّ و هو يسمع خطيبا غير مختصّ يشرح و يحلّل و يعظ و يرشد في "مسائل الناس و مشكلاتهم (الدنيويّة) التي يسألونه عنها و يطلبون رأيه فيها".<o:p></o:p>
على سبيل الذكر لا الحصر, أسوق أمثلة تجسّم الموضوعات الدنيويّة التي يرجى أن يتدخّل فيها الضيف العالم: <o:p></o:p>
  • ما أحوجنا كلنا لتوصيات خطيب مختصّ في كتابة عقود البيع و الشّراء و نحن معرّضون يوميا للاحتيال.<o:p></o:p>
  • في افتتاح السنة الدراسية, نأتي بخطيب مختصّ في علوم التربية يشرح للناس كيفيّة تهيئة ابنائهم لعام دراسي ناجح. <o:p></o:p>
  • بمناسبة الأزمة الماليّة العالميّة نستدعي خطيبا خبيرا في الشؤون الماليّة يشرح للناس الأسباب و النتائج.<o:p></o:p>
  • اثر انتشار مرض معيّن في العالم أو في البلاد, نرحّب بخطيب طبيب في الجامع يطمئن الناس و ينصحهم بما يجب فعله في مثل هذه الظروف.<o:p></o:p>
  • في موسم الحج, ندعو خطيبا مختصّا في الطبّ الوقائيّ يشرح للمرشّحين للحج فوائد و بعض مضار التلقيح و كيفية اتّقاء الحر.<o:p></o:p>
  • قبل رمضان, نستقدم خطيبا مختصّا في التغذية يحذّر المرضى كبار السن و المعذورين شرعيا من مخاطر الصوم على صحتهم و على صحة من يقوم عليهم.<o:p></o:p>
  • قبل فصل الصيف و كثرة حركة السيارات, يفيدنا بعلمه و تجربته خطيب خبير في حوادث الطرقات التي تقضي سنويا على 36 ألف بشر و تصيب 400 ألف مواطن في جملة البلدان العربية.<o:p></o:p>
  • قبل موسم الأفراح, ينبئنا خطيب خبير في التلوّث الصوتيّ عن مضارّ ضجيج الاحتفالات.<o:p></o:p>
  • في اختتام السنة الدراسية, نستضيف خطيبا عالم نفس يفسر للأولياء أسباب النجاح و الفشل الدّراسي و كيفيّة التعامل مع أبنائنا في كلى الوضعيّتين.<o:p></o:p>
لقارئ أن يرد و يقول: "هذه موضوعات محاضرات علميّة مختصّة تلقى في دور الثقافة و الجامعات".<o:p></o:p>
ما الضّرر لو يصبح "جامعنا" دار دين و منارة علم في نفس الوقت.<o:p></o:p>
بالله عليك تصوّر و احلم معي, و لو للحظة, بالفائدة التي ستحصل لمواطن مسلم مواظب على خطبة الجمعة (و من المصلين من لا يرتاد دور الثقافة لانشغاله بعمله و منهم من لم يسعفه النظام التربوي و ظروفه الخاصّة في الوصول للجامعة) عندما يتلقّى اثنين و خمسين تدخّلا علميّا و لو لعشر دقائق في مجالات مختلفة خلال سنة على يد مختصّين "و هذا يمثل مساقا دراسيا كاملا" تتخرّج منه أجيال و تستفيد.<o:p></o:p>
و لقارئ آخر أن يحتجّ و يتمسّك بتراث السلف الصالح فلا يريد تغييرا حتى و لو كان مفيدا.<o:p></o:p>
في العصور الماضية كانت العلوم قليلة و اجتماعها في إمام واحد ممكن و ترسيخ العقيدة كان يشغل بالهم أكثر من المسائل الدنيويّة و العلميّة.<o:p></o:p>
أنا لا أدّعي أن هذه التدخّلات سوف تعوّض محاضرات الجامعة أو دروس المعهد و هذا غير ممكن عمليّا "لتنوّع المستمعين اليها, باختلاف مستوياتهم و طبقاتهم العلميّة و الاجتماعيّة" و لقصر زمن الخطبة.<o:p></o:p>
لو طبّقت هذه المبادرة فسوف ترسي ثقافة شعبيّة سمعيّة نفسيّة و تربويّة و صحيّة و حقوقيّة - مبسّطة لكن صحيحة لأنها صادرة عن مختصّين – نحن في اشدّ الحاجة اليها خاصّة في مجتمع ابتعد كثيرا عن القراءة و الثقافة.<o:p></o:p>
تفتح هذه المبادرة المجال للعمل الخيريّ و تؤسّس لنمط جديد من التطوّع العلميّ يعطي فرصة لأصحاب المعرفة - و جلهم فقراء في بلادنا - حتى يتصدّقوا بما يملكون و العلم هو الكنز الوحيد الذي يزيد كلما أنفقت منه. <o:p></o:p>
خلاصة القول : عزيزي القارئ, أنا لست داعية دينيّا و لا سياسيّا, بل أنا مواطن بسيط مثلك أعرض عليك وجهة نظري المتواضعة جدّا و المختلفة جدّا عن السائد, إن تبنيتها, أكون سعيدا جدا, و إن نقدتها, أكون أسعد لأنك ستثريها باضافة ما عجزت أنا عن إدراكه, و إن رفضتها فيشرّفني أن يصبح لفكرتي معارضين.<o:p></o:p>
<o:p> </o:p>
<o:p> </o:p>


الساعة الآن 21:08

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd