مؤسسة تعليمية بمراكش تطالب المتمدرسين الجدد بنهج الحياد الإيديولوجي والسياسي
 

المسائية العربية
أخبار مراكش
بتاريخ : الأربعاء 02-06-2010 09:50 مساء


استغرب والد إحدى التلميذات المقبلات على المدرسة، من الشروط التعجيزية والمنفرة التي و ضعتها مؤسسة ابي هريرة التعليم الإبتدائي العمومي بأزلي بمراكش لكل طالب تسجيل بالمؤسسة، حيث تسلم لآباء وأمهات وأولياء أمرهم وثيقة متضمنة للنظام الداخلي للمؤسسة والتي توصلت جريدة المسائية العربية بنسخة منها وهي مكونة من 24 فصلا ومادة اختلطت فيما بينها وتداخلت لدرجة يصعب الحسم بين ما هو فصل وما هي مادة،

هذا الخلط لم يتوقف عند الترتيب بل انتقل ليخلط بين ما يدخل في إطار الواجب والحقوق سواء تعلق الأمر بالتلميذ أو الأمهات والآباء وأولياء الأمور، أو بالنسبة لهيئة التدريس العاملة بالمؤسسة، حيث نجد في الفصل الأول وهو عبارة عن مبادئ عامة خلط بين ما هو إيديولوجي وما هو سياسي حيث يطلب من التلميذ نهج الحياد الإيديولوجي والسياسي، علما أن هذا التلميذ لا يتجاوز عمره ست سنوات، وهنا يبقى سؤالنا مشروعا حول الجهة التي يجب أن نحرص على ألا تؤثر على عقول الصبيان، هل هي المكونات التي لها ارتباطات سياسية وإيديولوجية معروفة، أم التلميذ الذي لم يمتلك بعد القدرات على كتابة اسمه بالشكل الصحيح وبالأحرى أن يدخل في هذه المتاهات البعيدة كل البعد عن فكره البريئ,
ومن غرائب هذه الوثيقة كذلك أن المادة 12 التي تفصح عن بعض من مسؤوليات الأستاذ والأستاذة ، والتي على أمهات وآباء وأولياء التلاميذ الالتزام بها والمصادقة عليها من طرف السلطات المحلية، حيث جاء في البند المذكور:" الأستاذ (ة ) مسؤول عن تلميذاته وتلاميذه خلال حصص الدروس والأنشطة التي يؤطرها ويسجل المتغيبين منهم في سجل الغياب " فما علاقة الآباء بهذا البند، وهل تم سحب دور الإدارة في تتبع هذه العملية لينوط بها الآباء والأمهات، وما هو موقف الأساتذة من مثل هذا السلوك؟
من كل ما سلف نفهم أن المطلوب من هؤلاء الآباء والأمهات القيام بجلسات ماراطونية مع الأبناء للحديث معهم حول ما هو متضمن بهذه الوثيقة . و حتى في هذه الحالة هل يمكن أن يستوعب الطفل في هذا السن المبكر كل ما سيروج خلال هذه الجلسات؟

فأين نحن من الخطابات المسؤولة والتي تنص على استقطاب الناشئة للتمدرس من خلال الأبواب المفتوحة المنصوص عليها في الأدبيات التربوية؟

فما هو رأي السادة مدير الأكاديمية ونائب وزارة التربية الوطنية بمراكش في ما أقدمت عليه إدارة مؤسسة أبي هريرة؟

وهل عدم موافاة الإدارة بهذه الوثيقة تخول لمدير المؤسسة منع المتمدرسين الجدد من ولوج المؤسسة؟

إن المؤسسات التعليمية في حاجة إلى أطر تخفف من وطأة المساطير القانونية، وتشجع الناشئة على التمدرس، عوض تنفيرهم منذ الخطوة الأولى لولوج الفضاء المدرسي.