المسرح فضاء منفتح بشكل مباشرعلى الجمهور،وفن تواصلي بامتيازيلقن من خلاله عدة أفكارومعارف وأذواق بطرق فنية عن طريق التشخيص والتمثيل وما يرافقهما من مؤثثات أخرى.بل أكثرمن ذلك فالمسرح وسيلة للتثقيف والتربية على سلوك معين فيما يعرف حاليا بالمسرح الهادف أوالملتزم بقضايا المجتمع والإنسان عموما،من هنا يكمن دوره الفعال في هذا المجال والذي لايقل أهمية عن الأدوارالتي تقوم بها كل وسائل التلقين والتوصيل،ولهذا الصدد تم توظيفه للتحسيس بحقوق الإنسان كأهم قضية أرقت الدولة والمنظمات غير الحكومية والقوى الحية بالمغرب منذ أزيد من أربعة عقود خلت.

وفي إطارالإعلام والتحسيس والتوعية بقضايا حقوق الإنسان قدم تلامذة ثانوية الحاج سعيد بجماعة الدراركة بأكَادير،عرضا مسرحيا تحت عنوان"فوق المحيط"يوم 14ماي الجاري،وذلك بشراكة مع لجنة الإشراف المكلفة بإعداد الخطة الوطنية،في سياق سلسلة عروض أخرى أنجزت مع تلامذة مؤسسات تعليمية من المستوى الإبتدائي والإعدادي والثانوي حول موضوع حقوق الإنسان والديمقراطية بكل من أكادير،الجديدة،القنيطرة،كَلميم،شفشاون، وجدة..وقد تم إنجازهذه المسرحيات باللغة الأمازيغية والعربية والفرنسية.


فالأعمال المسرحيةالمنجزة للنهوض بحقوق الإنسان وتوعية النشء بها،قام بتأطيرها ثلة من شباب خريجي المعهد العالي للتنشيط المسرحي،وذلك في إطارتعاقد مع شركة"ويتي ويتي" المختصة في هذا المجال.كما أن هذه الأعمال الفنية المقدمة تدخل ضمن مشروع إعداد خطة العمل الوطنية في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان بالمغرب،كتجربة هي الأولى من نوعها بشمال إفريقيا والشرق الأوسط ،كان القصد منها ولازال هوترسيخ حقوق الإنسان وتعزيزها بالمغرب.

ولتحقيق هذا الهدف التربوي والتحسيسي،وتنفيذ هذه الإستراتيجية وتفعيل التربية على حقوق الإنسان،تلقى المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان،دعما ماليا من الإتحاد الأوربي في سياق شراكة بين الطرفين،حيث تكلف بتدبير البرنامج الممول وأجرأته مركزالتوثيق والإعلام والتكوين في مجال حقوق الإنسان الملحق بالمجلس،الذي تم إحداثه لمعالجة القضايا الكبرى التي ركزت عليها خطة العمل الوطنية:الديمقراطية والحكامة الرشيدة،الإطارالمؤسساتي والتشريعي،الحقوق الفئوية والموضوعاتية والمقاربة الحقوقية والتنمية البشرية.

عبد اللطيف الكامل