منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   المنتدى الإسلامي (https://www.profvb.com/vb/f25.html)
-   -   الإنتصار للرسول المختار محمد صلى الله عليه و سلم (https://www.profvb.com/vb/t31631.html)

aboukhaoula 2010-05-22 10:13

الإنتصار للرسول المختار محمد صلى الله عليه و سلم
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يتعرض نبينا محمد صلى الله عليه و سلم منذ أن بعث إلى السب و الشتم و التنكيل به من طرف المغرضين له و الذين لا يحبون رسالته الشريفة التي تدعوا إلى عبادة الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد. و كما تعلمون إخواني في الله فكثير من الصحف و المجلات المكتوبة منها و الإلكترونية قد تعرضت لشخصه الكريم و منهم مؤخرا ما نشر من طرف كفار فسقة عنه في الفايسبوك من كاريكاتورات نابية و مخلة تحمل في طياتها الكفر المعلن جهرا برسالة الإسلام . و الله المستعان .
و نزولا عند هذه الضرورة الملحة و رغبة في الدفاع عن الرسول الكريم , وللدود عن الإسلام و عن حامل رسالته رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم و تبيانا للحق الذي لا لبس فيه و الذي يحاول هؤلاء حجبه . أدعوكم إلى نصرة نبينا عن طريق الكتابة و التبيان و النصح بما تجود به قريحتكم إبداعا و نقلا .
و هنا لا يفوتني أن أشكر أخي الحسين أبا محمد ريان الذي بادر وراسلني لفتح الموضوع ,فجزاه الله عني كل خير.

aboukhaoula 2010-05-22 10:32

رد: الإنتصار للرسول المختار محمد صلى الله عليه و سلم
 
و سأبذأ مشاركتي بمقال لشيخي ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.
الانتصار للرسول المختار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم .
أما بعد :
فلقد نشرت وسائل الإعلام من صحف وغيرها تلك الأنباء المؤلمة الدامية التي تصدر من أعداء الإسلام الحاقدين الموتورين على الإسلام ونبي الإسلام .
تلك التصرفات التي تحمل في طياتها الطعن في رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والتشويه لرسالته من قبل أفراد ومنظمات نصرانية حاقدة ومن قبل بعض الكتاب الحاقدين المستهترين مثل كتاب الصحيفة الدانمركية (جيلاندز بوستن ) التي سخر كتابها من أفضل البشر وأكمل الرسل محمد عليه الصلاة والسلام الذي ما عرفت الأرض أنبل ولا أكرم منه أخلاقاً وعدلاً ورحمة ولا عرفت رسالة أكمل وأشمل وأعدل وأرحم من رسالته ، تضمنت هذه الرسالة الإيمان بجميع الأنبياء والرسل واحترامهم وحمايتهم من الطعن والتنقص وحفظت حقيقة تاريخهم ومنهم عيسى وموسى فمن كفر بمحمد وانتقصه فقد كفر بهم وانتقصهم جميعاً .
ولقد سخر منه الأوغاد المتوحشون ، حيث صوّروه في صور شتى .
(12) صورة مزرية وأحدى تلك الصور تظهر محمداً صلى الله عليه وسلم مرتدياً عمامة تشبه قنبلة فوق رأسه.
ونقول لهؤلاء المجرمين ولمن وراءهم من الحاقدين في أوروبا وأمريكا " رمتني بدائها وانسلت " .
فمحمد صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون وصحابته الأكرمون لم ينشؤوا مصانع حتى للأسلحة البدائية من السيوف والرماح فضلاً عن القنابل الذرية والصواريخ العابرة للقارات وسائر أسلحة الدمار الشامل .
لم ينشيء محمد صلى الله عليه وسلم مصنعاً واحداً لأنه بعث رحمة للعالمين ولهداية البشر أجمعين إلى ما يسعدهم في دنياهم وأخراهم وليقوموا بحق خالقهم الذي خلقهم لعبادته فمن أبى ذلك فهو مجرم يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة من رب العالمين سيد هذا الكون وخالقه.
أما أنتم أيها الغربيون المُدّعون للحضارة فنقول: إن لديكم الدساتير والقوانين التي تدمر الأخلاق وتبيح ألوان المحرمات ومنها الزنا والشذوذ الجنسي ومنها الربا الذي يدمر اقتصاد الأمم ومنها إباحة أكل الميتة ولحوم الخنازير التي تورث الدياثة فلا يغار الرجل على زوجته وأخته وبنته فلها أن تزني وتخادن من شاءت وهذه من وسائل الدمار التي حرمتها كل الرسالات .
أما القنابل وسائر أسلحة الدمار ووسائلها من طائرات حربية ودبابات وصواريخ عابرات القارات فأنتم مهندسوها وصُنّاعها بعقولكم الشيطانية التي لا تفكر إلا في البغي والعدوان والظلم والبطش والطغيان والاستعلاء على أصناف البشر واستعبادهم وسفك دمائهم وابتزاز ثرواتهم ولا تفكر إلا في إبادة من ناوأكم ووقف في وجه مطامعكم وبغيكم وعدوانكم وكل ذلك مغلف باسم الحضارة وحقوق الإنسان والحرية والعدالة .
وكل عقلاء البشر يعرفون هذا عنكم وتاريخكم الأسود زاخر بأعمالكم الوحشية والإرهابية ذلكم التاريخ الذي سجله عليكم العدو والصديق .
ومن لا يعرف ذلك فليقرأ تاريخ استعماركم للأمم وليدرس على الأقل تاريخ حربيكم العالميتين وبعض نتائجها .
التي منها أنه قد بلغ عدد القتلى في الحرب العالمية الأولى في أوروبا " أكثر من عشرة ملايين كانوا زهرة شباب دولهم ، وأكثر من ضِعفهم كان قد سقط جريحاً وكتب عليه أن يعيش مقعداً أو عاجزاً حتى آخر حياته " انظر التاريخ المعاصر أوروبا من الثورة الفرنسية إلى الحرب العالمية الثانية (ص505 ) .
وبلغ عدد القتلى في الحرب العالمية الثانية " 17 مليوناً من الجنود و18 مليوناً من المدنيين قد قتلوا خلال خمسة أعوام ونصف ، الخبراء يقولون إن النفقات العسكرية وحدها قد بلغت 1100 مليار دولار ، أما الخسائر التي سببتها الحرب فقد بلغت 2100مليار دولار ، يضاف إلى ذلك المدن المخربة والأراضي المحروقة والحقول المغمورة بالمياه والمصانع والمناجم التي توقف العمل فيها ثم قطعان الماشية التي تمزقت وتبددت " اهـ . ( الحرب العالمية الثانية لـرمضان لاند / ص448-449) .
قنبلة هيروشيما
قال مؤلف كتاب الحرب العالمية الثانية (ص/ 446-447) : " وقد يكون من المناسب أن نتحدث قليلاً عن هذه القنبلة الذرية الأولى فنردد ما ورد على لسان أحد اليابانيين في حديثه مع مارسيل جونو , ممثل الصليب الأحمر , عن ماهية هذا الانفجار الرهيب قال : وفجأة ظهر في السماء ضياء وردي باهت اللون شديد جداً , يرافقه اهتزاز غير طبيعي ثم لحقت به مباشرة موجة من الحرارة الخانقة ورياح عاصفة كانت تجتاح كل ما تجده أمامها.
وفي ثوان قليلة أحترق الآلاف من الناس الذين كانوا يسيرون في الشوارع أو يجلسون في الشوارع العامة القائمة في وسط المدينة كثيرون قتلوا بالحرارة الهائلة التي انتشرت في كل مكان وآخرون كانوا يبقون فوق الأرض صارخين من الألم وقد انتشرت في أجسادهم حروق مميتة ، كل ما كان قائماً فوق منطقة الانفجار - جدران ، منازل ، مصانع وأبنية أخرى – قد أبيد إبادة تامة ، واندفع فتات هذه الأشياء نحو الفضاء في دوامة رهيبة ، الحافلات الكهربائية انتزعت من خطوطها الحديدية وانقذفت كما أنها لو أنها فقدت وزنها وتماسكها ، القطارات هي ارتفعت بدورها وكأنها مجموعة من لعب الأطفال، الخيول والكلاب والماشية أصابها ما أصاب البشر ، كل ما كان من الأحياء قد فقد حياته في وضع مؤلم يعز على الوصف واختفت الأشجار في اللهيب وفقدت شتلات الأرز خضرتها واحترق العشب الأخضر كما يحترق القش اليابس .
أما ما وراء منطقة الموت فقد انهارت المنازل وأصبحت أكواماً من الألواح الخشبية والقرميط والأعمدة الحجرية ، لقد انهار كل شيء كما تنهار بيوت الكرتون في دائرة قطرها عشرة كيلو متر ، أما الذين كتبت لهم النجاة من الموت فقد وجدوا أنفسهم محاطين بستار من اللهب ، أما الأفراد القليلون الذين استطاعوا اللجوء إلى مخبأ من المخابيء فقد ماتوا بعد عشرين أو ثلاثين يوماً من الألم بتأثير إشعاعات " غاما " المميتة وفي المساء بدأت النيران تنخفض ثم ماتت ، إذ لم يعد هناك شيء تأكله هذه النيران ، لقد انتقلت هيروشيما إلى العدم " اهـ .
هذه بعض معالم حضارتكم التي تتغنون وتتباهون بها وتتطاولون بها على الإسلام وعلى نبي الإسلام وما تزالون في الازدياد من كل ألوان الظلم والإفساد وما تزالون في ازدياد من اختراع وسائل الدمار والهلاك والإهلاك والبوار وتلك والله هي نهاية الوحشية والحيوانية قال تعالى: (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً) (الفرقان:44) .
فاجعلوا قنابلكم ومنها قنبلة هيروشيما وأخواتها تيجاناً لكم ولزعمائكم واجعلوا سائر أسلحة الدمار الشامل أنياباً ومخالب لكم تفترسون بها الوحوش والبشر .
( وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ) .

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
28/12/1426هـ

خالد السوسي 2010-05-22 11:11

رد: الإنتصار للرسول المختار محمد صلى الله عليه و سلم
 


جزاكما الله خيرا اخواي الفاضلين ابوخولة وابو محمد ريان على مبادرتكما القيمة والمميزة وبارك الرحمن فيكما واسأل الله ان يجعلها في موازين حسناتكما وويرفع بها درجاتكما ويرزقكما شربة من حوض نبينا هنيئة لاتظمآن بعدها ابدا ويجعل اعلى الجنان مثواكما

وصراحة فنصرة نبينا عليه افضل الصلاة والسلام تبدأ من انفسنا والنصرة الحقيقية تكون باتباع سنته والدفاع عنها والتعريف بسيرته ونشرها والتعريف بآل بيته واصحابه رضوان الله عليهم ومحبتهم وحق المحبة والذوذ عنهم

علينا ان ننصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة ونقتدي به ونصدق في اقتدائنا به

فسيرة العديد من المسلمين اليوم السيئة وتصرفاتهم المخالفة لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم هي التي تجعل اعداء الاسلام ينتقصون من المسلمين ومن نبيهم ويصفونهم باقبح الاوصاف

فاظن اننا ان نحن نصرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عباداتنا واخلاقنا ومعاملاتنا وجعلناه اسوة لنا في جميع امرو حياتنا فلن نسمع عن مثل تلك التصرفات المشينة

ولكل من اسهتزأ او تنقص برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم فلن ينال منه او من قدره الشريف او من سنته المباركة الطيبة اي شيء لان الله تعالى قد تكفل بحفظه وحمايته

يقول الله تعالى :

انا كفيناك المستهزئين

ويقول عز وجل :

والله يعصمك من الناس






خالد السوسي 2010-05-22 11:17

رد: الإنتصار للرسول المختار محمد صلى الله عليه و سلم
 



الحمد لله وكفى، ثم الصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، ورسله الذين اجتبى، وبعد..

فإن من سنة الله فيمن يؤذي رسوله، صلى الله عليه وسلم، أنه إن لم يجاز في الدنيا بيد المسلمين، فإن الله سبحانه ينتقم منه ويكفيه إياه، والحوادث التي تشير إلى هذا في السيرة النبوية وبعد عهد النبوة كثيرة، وقد قال الله تعالى: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين) [الحجر:95].

والقصة في سبب نزول الآية وإهلاك الله لهؤلاء المستهزئين واحدا واحدا معروفة قد ذكرها أهل السير والتفسير وهم على ما قيل نفر من رؤس قريش: منهم الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسودان ابن المطلب وابن عبد يغوث، والحارث بن قيس.

وقد كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى وقيصر، وكلاهما لم يسلم، لكن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، وأكرم رسوله، فثبت ملكه.

قال ابن تيمية في الصارم: "فيقال: إن الملك باق في ذريته إلى اليوم"، ولا يزال الملك يتوارث في بعض بلادهم.

وأما كسرى فمزق كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستهزأ برسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتله الله بعد قليل ومزق ملكه كل ممزق، فلم يبق للأكاسرة ملك، وهذا والله أعلم تحقيق لقوله تعالى: (إن شانئك هو الأبتر) [الكوثر: 3]، فكل من شنأه وأبغضه وعاداه، فإن الله يقطع دابره ويمحق عينه وأثره، وقد قيل: إنها نزلت في العاص بن وائل، أو في عقبة بن أبي معيط، أو في كعب بن الأشرف، وجميعهم أخذوا أخذ عزيز مقتدر.

ومن الكلام السائر، الذي صدقه التاريخ والواقع: "لحوم العلماء مسمومة"، فكيف بلحوم الأنبياء عليهم السلام؟

وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يقول الله تعالى من عادى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة" فكيف بمن عادى الأنبياء؟


يا ناطح الجبل العـالي ليثلـمه *** أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل



إن من عقيدة أهل السنة أن من آذى الصحابة ولاسيما من تواتر فضله فإسلامه على شفا جرف هار، يجب ردعه وتأديبه،


فكيف بمن آذى نبياً من الأنبياء،



فكيف بمن آذى محمداً صلى الله عليه وسلم؟



(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً)

[الأحزاب:57].

وإذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أممهم إنما أهلكوا حين آذوا الأنبياء، وقابلوهم بقبيح القول أو العمل، وهكذا بنو إسرائيل إنما ضربت عليهم الذلة وباءوا بغضب من الله ولم يكن لهم نصير لقتلهم الأنبياء بغير حق، مضموماً إلى كفرهم كما ذكر الله ذلك في كتابه، فقال عز شأنه: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [آل عمران:112]. فحري بمثل هذا المستهزء المستهتر أن يُتمثل له قول الأعشى:




أَلَستَ مُنتَهِياً عَن نَحتِ أَثلَتِنا *** وَ لَستَ ضائِرَها ما أَطَّتِ الإِبِلُ
كَناطِـحٍ صَخرَةً يَوماً لِيَفلِقَها *** فَلَم يَضِرها وَأَوهى قَرنَهُ الوَعِلُ
لا تَقعُـدَنَّ وَقَد أَكَّلتَها حَطَباً *** تَعُوذُ مِـن شَرِّها يَوماً وَتَبتَهِلُ




إن مجرد إخراج النبي رفع للأمان وإيذان بحلول العذاب، ولهذا قال الله تعالى: (وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلاً) [الاسراء:76]،

فإذا كان هذا جزاء الإخراج فكيف بالأذى والسخرية والاستهزاء؟



لعلك لا تجد أحدا آذى نبيا من الأنبياء ثم لم يتب إلا ولابد أن تصيبه قارعة،



وقد قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: كان رجل نصراني فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم فعاد نصرانيا وكان يقول لا يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه فأصبح وقد لفظته الأرض فقالوا هذا فعل محمد وأصحابه لما هرب منهم نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا له فأعمقوا له في الأرض ما استطاعوا فأصبحوا وقد لفظته الأرض فعلموا أنه ليس من الناس فألقوه، وهذا حديث صحيح ثابت عند البخاري وغيره.

ثم قال الإمام ابن تيمية معلقاً: "وهذا أمر خارج عن العادة يدل كل أحد على أن هذه عقوبة لما قاله، وأنه كان كاذباً، إذ كان عامة الموتى لا يصيبهم مثل هذا، وأن هذا الجرم أعظم من مجرد الارتداد إذا كان عامة المرتدين لا يصيبهم مثل هذا، وأن الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه، ومظهر لدينه وكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد. ونظير هذا ما حدثناه أعداد من المسلمين العدول أهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا قالوا كنا نحن نحصر الحصن أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهله لسب رسول الله والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحة وتيسر ولم يكد يتأخر إلاّ يوماً أو يومين أو نحو ذلك ثم يُفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة. قالوا حتى إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظاً عليهم بما قالوا فيه. وهكذا حدثني بعض أصحابنا الثقات؛ أن المسلمين من أهل المغرب حالهم مع النصارى كذلك، ومن سنة الله أن يعذب أعداءه تارة بعذاب من عنده وتارة بأيدي عباده المؤمنين".

وقال في موضع آخر: وبلغنا مثل ذلك في وقائع متعددة.

وقد قال أصدق القائلين سبحانه مبينا تكفله بكفاية شر هؤلاء: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة: 136-137].



فما أوسع البون بين أهل الإسلام الأتقياء الأنقياء الذين يؤمنون بجميع الرسل ويعظمونهم ويوقرونهم، وبين غيرهم الذين ناصبوا رسلهم العداء قديماً وحديثاً، وورثوه كابراً عن كابر.

ولاشك أن ساسة الدول الذين يغضون الطرف عن سفهائهم الواقعين في أعراض الأنبياء ليسوا عن الذم بمعزل، فإن الله سبحانه تأذن بإهلاك المدن والقرى الظالمة، ولعل من أظلم الظلم الاعتداء على الأنبياء وتنقصهم، فإن ذلك يخالف التشريعات السماوية، كما أنه مخالف للنظم والقوانيين الوضعية الكافرة الأرضية. والدول الغربية إذا لم تقم العدل لم تبق من مقومات بقائها كثير أعمدة.

ولعل وقيعة بعض الغربيين في النبي الكريم مشعر بتهالك حضارتهم وقرب زوالها، فإنهم ما تجرأوا ولا عدلوا إلى الانتقاص وأنواع الشتم إلاّ بعد أن فقدوا المنطق، وأعوزتهم الحجة، بل ظهرت عليهم حجة أهل الإسلام البالغة، وبراهين دينه الساطعة، فلم يجدوا ما يجاروها به غير الخروج إلى حد السب والشتم، تعبيراً عن حنقهم وما قام في نفوسهم تجاه المسلمين من المقت، وغفلوا أن هذا يعبر أيضاً عما قام في نفوسهم من عجز عن إظهار الحجة والبرهان، والرد بمنطق وعلم وإنصاف. فلما انهارت حضارتهم المعنوية أمام حضارة الإسلام عدلوا إلى السخرية والتنقص والشتم.

وإنك لتعجب من دول يعتذر حكماؤها لسفهائها بحجة إتاحة الحريات، مع أن شأنهم مع من عادى السامية أو تنقصها يختلف! وحسبك أن تقرير الحريات الأمريكي الأخير أشاد بحادثة تحقيق وإدانة في الدنمارك لمعادات السامية، وببعض جهود الدولة في ذلك، ولامها في بعض التقصير –وفق رؤيتهم- وفي معرض ذلك عرض بالمسلمين، فضلاً عن تغافله عن حوادث السخرية بالإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم المتكررة هناك.

ومن هنا يتبين أن مسألة الديمقراطية وقضية الحريات وقوانين الأمم المتحدة التي تزعم احترامها وحمايتها وبالأخص الدينية منها، أمور ذات معاير مختلفة عند القوم، والمعتبر عندهم فيها ما وافق اعتقادهم ودينهم وثقافتهم.



وإذا تقرر هذا فليعلم أن من واجب المسلمين أن يذبوا عن عرض رسول الله بما أطاقوا قولاً وعملاً، وأن يسعوا في محاسبة الظالم وفي إنزال العقوبة التي يستحقها به، كما قال الله تعالى: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفتح:9]، وقال: (إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)[التوبة:40]،



ومن المفارقات الظاهرة التي وقع فيها بعض المسلمين، تقصيرهم في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أنك ترى الموالد الحاشدة المكتظة بدعوى المحبة،


فهل ياترى عبرت تلك الحشود التي ربما رمت غيرها بعدم محبته صلى الله عليه وسلم عن حبها بذبها عن رسولها صلى الله عليه وسلم؟



وهل أنصف النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يحاولون تصوير مسألة تنقصه –مجاملة للغرب- على أنها مسألة لاتنبغي لأنها من قبيل الحديث في الأموات؟ هل هذا علاج صحيح للقضية؟



وهل هذا هو حجمها عند المسلمين؟



أرأيتم لو استهزأ بحاكم أو ملك أو رئيس، أوَ تبقي بعدها تلك الدولة المستهزؤ بحاكمها علاقة مع الدولة التي يُستهزؤ فيها تحت سمع وبصر الساسة باسم الحريات؟



أويقبل مسلم أن تقطع دولة إسلامية علاقتها مع دولة غربية لأسباب يسيرة وقضايا هامشية ثم لا تحرك ساكنا تجاه السخرية بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم؟

لقد كان الذب عنه صلى الله عليه وسلم، ومجازاة المعتدي وردعه من هدي الصحابة والسلف الكرام، بالعمل والقول وربما بهما جميعاً، وكم جاد إنسان منهم بنفسه في سبيل ذلك، إلاّ أنه لايتوجب على المسلم أن يُعَرِّض نفسه للهلكة في سبيل ذلك، بل له في السكوت رخصة إذا لم تكن له بالإنكار طاقة، وفي خبر عمار –رضي الله عنه- في الإكراه ونزول قول الله تعالى: (إلاّ من أكره) الآية ما يشهد لهذا، وكذلك حديث جابر في قتل محمدُ بن مسلمة كعبَ بن الأشرف، فهو يشهد لهذا المعنى، وغيره مما هو معروف عند أهل العلم.

ومن كان هذا شأنه فلا يقتله الأسى وليعلم أن الله منتقم لنبيه، وأن المجرم إذا تداركته فلتة من فلتات الدهر في الدنيا فلم تمض فيه سنة الله في أمثاله، فإن وراءه:

يوم عبوس قمطرير شـره *** في الخلق منتشر عظيم الشان


وحسبه من خزي الدنيا أن يهلك وألسنة المليار ومن ينسلون تلعنه إلى يوم الدين، فإن المسلمين قد ينسون أموراً كثيرة ويتجاهلون مثلها، ولكنهم لاينسون ولا يغفرون لمن أساء إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم وإن تعلق بأستار الكعبة، وخاصة بعد موته صلى الله عليه وسلم وتاريخهم على هذا شاهد.

هذا والله أسأل أن يعجل بالانتصار لنبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعز الإسلام وأهله إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





مقال بقلم الشيخ الدكتور ناصر العمر


خالد السوسي 2010-05-22 11:42

رد: الإنتصار للرسول المختار محمد صلى الله عليه و سلم
 


الساعة الآن 21:47

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd