2010-05-20, 13:48
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | المدرسة المغربية والبحث عن اختيار بيداغوجي مطابق | المدرسة المغربية والبحث عن اختيار بيداغوجي مطابق رشيد جرموني التجديد : 20 - 05 - 2010 يشكل الاختيار البيداغوجي إحدى أهم الأوراش التي باشرتها الوزارة الوصية، من خلال البرنامج الاستعجالي، خصوصا ما تعلق بتنزيل بيداغوجيا الإدماج، بشكل تدريجي في أسلاك التعليم المغربي، والذي سوف يشكل بدون منازع تحديا حقيقيا لمدى نجاعة هذه الاختيارات في الرفع من جودة التعلمات والمخرجات التربوية بنظامنا التعليمي.
وإذا كنا قد تساءلنا في مقال سابق عن الفلسفة المؤطرة لهذا الاختيار أو ذلك (انظر دراستنا الموسومة ب(من بيداغوجيا الإدماج إلى بيداغوجيا الإدماج نحو بيداغوجيا مطابقة مجلة علوم التربية، عدد ,49 سنة 2009 )، والتي بينا من خلالها أن أي اختيار بيداغوجي كيفما كان، لا بد أن يراعي السياق السوسيوثقافي الذي ينقل إليه، وذلك تفاديا لكل عملية نقل حرفي ثابت واستاتيكي، تعمل على هدم كل البناء التربوي من أساسه، لأن المدرسة ليست مؤسسة منعزلة عن المجتمع، بل هي تجسيد لمجتمع صغير في قلب المجتمع الكبير، وبذلك فمراعاة الخصوصيات الحضارية يعد شرطا لازما لنجاح هذا النموذج أو ذاك.
فإننا في هذا المقال نريد أن نسلط الضوء على إشكالية النظرة للأساليب المسماة تقليدية، والتي تدخل في صلب الاختيار البيداغوجي، إذ إن جل الذين كتبوا أو نقلوا أو ترجموا لبيداغوجيا الأهداف أو الكفايات أو بيداغوجيا الإدماج حاليا، يعتبرون أن القطع مع الطرق المسماة تقليدية يعد الشرط الأساس في تبني هذه البيداغوجيات الحديثة، ونظرا للهالة التي أعطيت لهذه المقولات، أصبح الكل يرددها بوعي أو بدونه، وبدون معرفة عميقة بطبيعة بنية المجتمع المغربي وثقافته، وبدون التساؤل عن حقيقة هذا الأمر، بدأ الكل يستسلم لهذه الدعوى ويروج لها ويكتبها ويدافع عنها، والتي تقول إن الطرق التقليدية عقيمة ولا تؤدي إلا إلى تبلد الحس، ولا تعمل على تخريج إلا الحفاظ الذين لن يجدوا طريقهم في عالم اليوم، الذي يتطلب مهارات وكفاءات وكفايات تمتح من عالم التيكنولوجيا والابتكار، وكاتب هذه السطور واحد من هؤلاء الذين تأثروا بهذه الدعوى.
إلا أنه مع مرور الوقت وبعد ملاحظة وتتبع لمسار التعليم ببلادنا، خصوصا بعد تطبيق بعض البيداغوجيات، تبين لي أن التعامل مع الواقع التربوي يتم بدون قراءة حقيقية للخلفيات السوسيوتاريخية لطبيعة بنائه. في هذا الصدد شكلت قراءة كتاب المعرفة والسلطة في المغرب: صورة من حياة مثقف من البادية في القرن العشرين للسوسيولوجي والأنتروبولوجي الأمريكي ديل أيكلمان منعطفا هاما في قراءتي، إذ اكتشفت في هذا الباحث أنه تعرف على طبيعة المجتمع المغربي في مرحلة الستينيات من القرن الماضي، بشكل موضوعي وبرؤية غير متحيزة، مما أعطى لكتابه مكانة مرموقة في المرحلة التي ظهر فيها الكتاب (1984) أو في السياق الحالي. فما هي يا ترى أوجه العلاقة بين ما كتبه هذا الباحث وموضوع مقالنا هذا؟
ترتبط أولى المبررات التي دفعتني للكتابة في هذا الموضوع، من كون جل الاختيارات البيداغوجية التي طبقت بشكل أو بآخر في المدرسة المغربية، لم تستطع أن تقدم نموذجا لنجاعة هذه الاختيارات، هذا مع الوعي بأن ذلك لا يمثل إلا مظهرا واحدا من مظاهر الأزمة، وليس تحميلا له وحده. وهنا يبرز التساؤل الجوهري ألا يمكن التفكير في نماذج بيداغوجية كنا نعتبرها تقليدية ويمكنها أن تلعب دورا مقدرا في أزمتنا التربوية الحالة؟ لا شك أنني لا أستسهل الإجابة عن هذه المعضلة التاريخية والتربوية التي تمر بها بلادنا، لكن حسبي أن أثير الاهتمام لما لا يلتفت إليه.
باحث في علم الاجتماع | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=141626 |
| |