2010-05-19, 08:31
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | ما الجدوى من إجراء الامتحان التجريبي ؟ | ما الجدوى من إجراء الامتحان التجريبي ؟ المساء المساء : 18 - 05 - 2010 كيف نزل ؟ من أنزله ؟ لم نزل ؟ وإلى أين يقصد ؟ الإجابة حاضرة، والمبررات المزخرفة مستعدة، وتبقى الأسئلة الإشكالية. الامتحان التجريبي طائر كسير الجناح مغرد خارج السرب، إجراء
إذا وجدت له موقعا داخل التنظير الواعد الطموح العجيب، وجدته ذلك الطائر الكسير المغرد خارج المنظومة. وتدفع إلى السؤال دفعا ما هذا العقل الذي تفتق عنه هذا الإبداع الذي بح تغريده، في واقع بعيد كل البعد عن روح الميثاق الوطني للتربية والتكوين وعن طموحاته الواعدة، واقع أنتج خطة استعجالية غير متأنية أفقها ضيق ونظرها قصير.
هذا إجراء، غير تربوي ولا تعليمي ولا تكويني – مع العلم أن هذا الامتحان لازم لتقويم التوجيه والدعم، إلا أنه لم يوضع في مكانه المناسب - يحمل أسباب تدمير آفاق المشروع وشل طموحات الإصلاح المنتظر لتفعيل روح الميثاق الوطني لما يحمله من معاول للهدم، معول هدر الزمن المدرسي بسبب التدبير الارتجالي اللاعقلاني، ومعول تدمير القدرات والمهارات والطاقات، قدرات ومهارات المعلم والمتعلم ... المادية والمعنوية، وفي ذلك ابتعاد عما أقدمت عليه الأمة واتفقت عليه من طرائق ومناهج في التدريس والتربية، وهي تقصد تحقيق الكيف لا الكم والتعلم لا التعليم أو التلقين الغالب على العملية التعليمية بشقيها؛ وكل ناظر إلى هذا الامتحان يلحظ القطيعة المعرفية والمنهجية بينه وبين الميثاق – وربما له ارتباط بالخطة الاستعجالية لما يبدو عليه من علامات العجلة – ذلك المخطط الاستعجالي على المستوى التنظيري، الابن غير الشرعي للعشرية الإصلاحية الفاشلة في كثير من الأمور كما يشير كثير من الباحثين.
هذه الإشارات تؤكد أن واضع هذا الامتحان بهذا الشكل وفي هذا الزمن وفي داخل هذا الوضع المتردي، لا علاقة له بواقع التربية والتعليم والتكوين، عاجز عن أن يكون إطارا فاعلا فعالا لإنعاش المنظومة التربوية التعليمية التكوينية، والظاهر أنه لا يملك رؤية أو حلما أو تصورا لتعليم وطني حر يمثل خصوصيتنا التاريخية والحضارية والدينية والثقافية، لذا خرج الارتجال من صلب غير مستقيم ولا سليم، والذي أنتج مشاريع وبرامج ومبادرات وتدابير كسيرة الجناح ترى بعين واحدة أو تكاد ترى، وتمشي برجل واحدة أو كسيحة، كلام لا يولد عملا ومن حسب كلامه من عمله، قل كلامه وكثر عمله.
إن قضية التنظير وصياغة المبررات على شكل أدلة وحجج، مسألة غير الأجرأة والتفعيل، أو تنزيل التنظير إلى واقع الحال، خاصة في مجال التربية والتكوين، فهدف واحد قابل للتنزيل والقياس خير من أطنان الكتب والمقالات، فكم كتب الكتاب ونظر المنظرون ؟ ... لكن العملية لم تراوح مكانها فلا تخرج من فشل إلا إلى آخر مثله أو أعظم منه إلا قليلا.
سنوات من البحث والسجالات ما أنتجت شيئا ينفع، والمعضلة قائمة، ومازلنا لم نجد ضالتنا في هذا المجال الحساس الفاعل، بسبب إبعاد الخصوصية وإهمال تاريخ مدرسة الأمة، وتضييع تراكمات علمية وحضارية نافعة، قادرة على تقوية الأمة للخروج من زمن الرداءة -النظرية والعملية- والتراجعات والتبعية للغير والفشل.
فالمنظرون عندنا ما فتروا عن الإفصاح عن مقصد العملية ؛ البحث عن مصلحة التلميذ ومراعاة نفسيته، هذا التلميذ لم يستطيعوا كسب ثقته، إذ فقد الثقة مطلقا في المؤسسة التعليمية، ولم يستطيعوا غرس حب الرغبة في طلب العلم في قلبه، كما لم يستطيعوا إقناعه أنه في حاجة إلى طلب العلم لتدبير مجالات حياته المادية والمعنوية (جسده وقلبه وعقله)، لقد أحس بالعبثية تضوع ريحها من واقع التعليم، فكيف يقنعوه بالعبثيات الارتجالية وكيف يعدون له وضعا دعميا وتقويميا وقد أحدثوا قطيعة بينه وبين العملية التعليمية.
فالذي نحاول إجراءه واقعيا يبدو ضد رغبتنا في تدبير الزمن المدرسي وحفظه وتنظيم القدرات والمهارات وتصريفها، فنرى الامتحان التجريبي أمرا عبثا حيث تدمر الأطر الفاعلة الإدارية والممارسة للعملية، وغفلة ولا مبالاة من المتعلمين / التلاميذ بل السخرية من العملية المهدرة للزمن والمال والطاقات.
وخلال هذه الامتحانات وتوقيتها ندخل التلاميذ نفسيا إلى عطلة معنوية تشل همة الإعداد للامتحان الوطني والجهوي، حيث يرحل التلميذ نفسيا إلى عطلة الصيف والسنة الدراسية مازالت قائمة، فنسقطه في بؤرة من العبث والإهمال عوض الجد واليقظة وكأننا نعلمه أننا غير حكماء وأننا عاجزون عن تدبير شأنه التربوي التعليمي والتكويني.
كما ساهمنا فيما ذكر، نساهم في هدر الزمن الدراسي فلكيا وزمن الأمة عمريا، فيضيع الزمن الفلكي حيث لم نعمل فيه ولم ننتج، ويضيع الزمن العمري فلا نستفيد من تجاربنا ولا من أعمار أبنائنا ومن قدراتهم الشابة ومهاراتهم الفتية وتطلعاتهم وطموحاتهم الوثابة.
وخلاصة القول، إن للنجاح كما حدد العلماء والخبراء سبلا حتمية، أولها التخطيط العقلاني للعمل وثانيها تحديد الأهداف القابلة للتحقيق والقياس وثالثها تدبير الزمن، ثم التأني في ذلك مع مراعاة القيم الإنسانية الكونية ومنها ما يحقق التقارب النفسي والعاطفي بين الأطراف الفاعلة في العملية كالإخاء والحب والإخلاص، من جهة، وبين هذه الأطراف والمؤسسات الفاعلة في الأمة من جهة أخرى، مع التذكير أنه من المعلوم أننا لا نشك في النوايا ولا نحاكمها في ظل الإكراهات الداخلية والإكراهات العالمية المعاصرة في ظل العولمة والحداثة.
محمد المتقي - أستاذ التربية الإسلامية بثانوية عثمان بن عفان | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=140196 |
| |