يا شهرزاد الجميلة ألف ليلة و ليلة قد افلت , وألف حكاية وحكاية قد رويت و ثلة من الأشياء حملناها وزمرة من التجارب اِكتسبناها لكن الحلم الجميل و الأمنية العذراء ظلا بعيدين عنا - سجيني قلعة الزمان الرهيب، فتصوري حالنا ونحن لا نملك ذكاء علي الزئبق و سعة حيله او نتمتع بخدمات مصباح علاء الدين السحري .
اه يا شهرزاد إنها صفوة المرارة أن يطوي الزمان سنوات عمرنا و يدوس عليه بقدميه دون ان نكاد نلامس حتى ناصية حلمنا .. شاهراً في و جهنا سيفا أشحد من ذاك الذي قتل به شهريار العديد من بنات جنسك متوعدا مرغيا مزبدا و قد أزعجته خفقات المقاومة التي تعتمل في دواخلنا ،و كحلت بالسهاد
عينيه ومضات الأمل التي تشع من محيانا .
* السباحة ضد التيار يا حبيبتي متبطة اذ سرعان ما تكل الأذرع و تهن القوة فلا يجد المرء مناصا من الإستسلام ليد القدر و الخضوع للمصير المحتوم . وأنا وأنت سباحان في بحر المجتمع ضد التيار الجارف.. المعتد بقدرته ،و عظمته المفرط في تعاليه وترفعه . كلانا يقاوم الأمواج الطائشة المنسابة نحونا بقوة كلانا يبحث عن خشبة أو فلينة تعلو به الى السطح , وفي نفسه بقايا من أمل للخروج سالما صحبة الطرف الأخر .
أذكر أننا يوم قررنا خوض غمار السباحة عاهدنا البعض على تبادل المساعدة لإتقاء شر الغرق و مصارعة الحيتان المفترسة وهكذا كان .
آخر الكلام
يقول الأستاذ محمود عباس العقاد
أخاف على نفسي وأرجو مفازها * * * وأستار غيب الله دون العواقب
ألا من يريني غايتي قبل مذهبي * * * ومن أين الغايات؟ بعد المذاهب

محضار 29 يوليوز 1985


هذا النص نشر ضمن عمود كلمات ودلالات الذي كنت أكتبه بجريدة الميثاق الوطني ........

انتصرت شهرزاد في النهاية.لا أحد يكاد يذكر شهريارأو يذكر ملحقا بها ودائما بعدها.انتصرت الكلمة على السيف . أن تسبح ضد التيار وأنت تعرف إلى أين أنت ذاهب خير من أن تنساق معه ثم لا تكون لا أنت ولا أحد يشبهك . جميل أن تسبح مصحوبا لكن أن يستنجد غريق بغريق فتلك نهاية الطريق.
لاشك أن محضار سباح ماهرفكلما احتفى بالضاد راح يروم المحار.صبر على المروالحر والضرفقفل الى الأرض راض.
عذرا على هذه الهلوسة لكن هذا ما أوحى به اسمك.