منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - "كتاب أبيض" حول المنظومة التربوية بالمغرب

"كتاب أبيض" حول المنظومة التربوية بالمغرب

الأحداث المغربية : 05 - 05 - 2010
تحولت إحدى قاعات فندق "نوفوتيل" أول أمس بالدار البيضاء إلى محاكمة للمنظومة التربوية بالمغرب. ظهر ذلك من خلال تسابق عموم الحاضرين على أخذ "المايكروفون لترتفع نبرات أصواتهم خلال تدخلاتهم" التي كانت عبارة عن إدانات أقرب منها لتساؤلات حول مضامين "الكتاب الأبيض"، الذي أصدره كل من مركز "أماديوس" ونادي مشاريع حول " الطبقات المتوسطة والنظام التربوي بالمغرب".
لمناقشة خلاصات هذا الإصدار، تمت دعوة عدة شخصيات إلى جانب أعضاء تحرير الكتاب الأبيض، منهم لطيفة العبيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتعليم الأساسي ووزير التربية السابق رشيد بلمختار الذي يرأس حاليا المرصد الوطني للتنمية البشرية، هذا بالإضافة إلى كل من إدريس كسيكس مدير مركز الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والتدبير والتهامي الغرفي بصفته مقاولا ورئيسا لمدرسة عليا خاصة.
محررو الكتاب الأبيض أكدوا في تدخلاتهم أن المعطيات المتضمنة في هذا الإصدار تم استقاءها من مصادر رسمية حكومية فيما يتعلق بالأرقام الخاصة بالتعليم، هذا بالإضافة إلى أرقام المندوبية السامية للتخطيط التي كانت أصدرت في السنة توصيفا للطبقة المتوسطة، اعتبره كسيكس خلال هذه الندوة "ديماغوجيا"، إذ أن هذه الأخيرة تبقى، حسبه، وحدة غير متجانسة، بل هي عبارة عن فئات متعددة.
بعد ذلك ستأخذ الكلمة لطيفة العبيدة التي اكتفت باستعراض سريع للبرنامج الاستعجالي الذي قالت إنه مقاربة شاملة جاءت للإجابة عن الإشكالات التي تعانيها المنظومة التربوية حيث تم رصد اعتمادات إضافية لتقوية البنيات التحتية وذلك رغم إكراهات حجم الطلب على التمدرس الذي يصل حاليا إلى 6,8 مليون متمدرس، هذا في الوقت الذي تضمن البرنامج نقطا أخرى تتعلق بإشراك الجماعات المحلية والمجتمع المدني وكذلك الأسر في تفعيل الإصلاحات، تقول العبيدة.
التهامي الغرفي سيخلق جدلا عندما تساءل حول إمكانية استعمال الدارجة المغربية في التدريس، طرح لم يرق أحد الأعضاء المشاركين في تحضير الإصدار الذي قال إن العربية هي إحدى مكونات الشخصية المغربية إلى جانب اللغة الأمازيغية، داعيا في نفس الوقت إلى الانفتاح على اللغات الأجنبية.
هذه النقطة ستأخذ الحيز الأكبر من النقاش، بل هي التي سيتفاعل معها عموم الحضور أكثر فيما بعد، حيث غلبت الشكوى والتذمر على التدخلات، إذ ما الحكمة من تعريب التعليم الأساسي وأسلاك ما قبل الباكلوريا، ليصطدم الطالب بعد ذلك بمشاكل لاحصر لها عند التحاقه بالتعليم العالي؟ يتساءل بحرقة أحد الآباء، بعدما ساق مثالا حول الأقسام التحضيرية التي يعاني المنتسبون إليها من ضعف لغتهم الفرنسية أكثر من إشكالات المعادلات الرياضية.
بالنسبة لإدريس كسيكس فإن المشكل يكمن في الجواب عن سؤال "ماذا ننتظر من المنظومة التربوية ذاتها؟" قبل تحديد لغة التدريس، ملخصا المسألة في اختيارين، إما خيار الهوية أو خيار الأهداف، حيث قال في هذا السياق في تصريح ل"الأحداث المغربية" أنه يميل أكثر إلى خيار الانجليزية كلغة للتدريس لأنها لغة التقنية والاقتصاد والثقافة في عالم اليوم.