الفصل الثاني : المعايير التربوية

مقدمة :
إن التميز التربوي لا يأتي من فراغ في ضوء التحديات العالمية الجديدة ، في عالم يتطلب الجودة الشاملة في كل مناحي الحياة ؛ مجتمع ينمو ويتقدم في ظل منافسة يفوز فيها الأقوى ، ويسود بامتلاكه أرقى أنواع التربية والتعليم .بل يأتي من مدخل المعايير .
ومن ثم أصبح الإصلاح القائم على المعايير Standards Based Reform بمثابة القوة الدافعة لكثير من السياسات التربوية ، التى تؤكد على ضرورة الارتفاع بمستوى أداء الطلاب ، وتوفير الفرصة لكل طالب لتعلم المحتوى المناسب وصولاً إلى مستوى الأداء المطلوب .( Edsource Online : 2005)
وانطلاقا من هذه الرؤية ظهرت حركة المعايير فى التعليم ، وانتشرت بقوة فى الآونة الأخيرة ، حتى إنه يكاد أن يطلق على هذا العقد ، عقد المعايير EraofStandards .(كمال عبد الحميد زيتون : 2004 ، ص 115 )


تعريف :
المعايير بمعناها العام هي تلك النماذج التي يتم الاتفاق عليها و يحتذى بها لقياس درجة اكتمال أو كفاءة شيء ما.
وعرفها محمود الضبع بالتالي : "عبارات وصفية تحدد الصورة المثلى التي ينبغي أن تتوفر في الشيء الذي توضع له المعايير ، أو التي نسعى إلى تحقيقها ".

وفي معناها الخاص بالميدان التربوي يمكن تعريف المعايير التربوية إجرائياً على النحو التالي:
" المعايير التربوية عبارة عن موجهات أو خطوط مرشدة Guidelines متفق عليها من قبل خبراء التربية والمنظمات القومية ، تعبر عن المستوى النوعي الذى يجب أن تكون عليه جميع مكونات العملية التعليمية من طلاب ومعلمين وإدارة ومناهج ومصادر تعليم وتعلم وأساليب تقويم ، ومباني وتجهيزات ، …الخ "

وبما أن موضوع كتابنا التفاعلي هو الأستاذ ، فسوف نقتصر على دراسة معايير الأستاذ المتميز ، وبدايتنا مع المعيار الأول الذي هو معيار الأداء التعليمي .


المبحث الأول : معيار الأداء التعليمي

فماذا نقصد بمعيار الأداء التعليمي الخاص بالأستاذ ؟
وما هي أهم المواصفات التي يجب أن تتوفر في الأستاذ ذو الأداء التعليمي المتميز ؟
أو بتعبير آخر : ما هي أهم المجالات أو الفروع التي يتضمنها معيار الأداء التعليمي الخاص بالأستاذ ؟
وكيف ينظر نظامنا التعليمي الى هذا المعيار وكيف عالجه ؟

ولكم الكلمة


المراجع
د. محمد الدريج / مدخل المعايير في التعليم: من مستجدات تطوير المناهج وتجويد المدرسة
د. ادريس سبطان صالح / المعايير التربوية
جائزة حمدان بن خلبفة / دليل المعايير

شكرا لكم على هذه المداخلات القيمة . لابد من الاشارة الى ان بيداغوجية الادماج يمكن القول انها حققت نقلة نوعية على المستوى النظري حينما قننت عملية تحديد معايير ومؤشرات التعلم لدى المتعلمين...لكن السؤال المطروح بالحاح هو لماذا لا يزال تعليمنا يبخس حق الاستاذ في تحديد معايير ومؤشرات ادائه الصفي بشكل علمي وموضوعي .فالمنظومة التعليمية تطالب الاستاذ بتتبع تعلمات المتعلمين بتجنيد مجموعة من المعايير والمؤشرات ليتمكن من بناء التقويم اللازم وتظلمه حين تسلط عليه مجموعة من المفتشين المعتوهين لا يملكون معايير ومؤشرات واضحة لتتبع وتقييم ادائه الصفي اليس هذا تناقضا ومفارقة عجيبة ان لم اقل متعمدة في منظومتنا التعليمية.
تحياتي الاخوية