منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

الباكالوريا … في خبر كان!!

مروان العرج

نبراس الشباب : 25 - 04 - 2010
40 يوما تقريبا تفصلنا عن امتحانات الباكالوريا، وهي مناسبة لأعيد الكتابة في نفس الموضوع رغم أنني أصبحت أشمئز من الكتابة في جميع المواضيع التعليمية والسبب يعرفه جميع المغاربة.

فعندما يقف الذين يحملون أمانة التعليم على عاتقهم أمام الكاميرات لإبداء رأيهم حول وضعية التعليم الثانوي، يصاب أغلب التلاميذ وأولياء أمورهم ب “الفقصة”، لأن ذاك المسؤول لا يدخر جهدا في طمأنة هؤلاء، بأن الباكالوريا بيخير، و بأن قيمتها الماضية حية ترزق. أقول لهؤلاء “إنكم في حلم قديم”.

الباكالوريا في ذمة الله بسبب حقن التجارب التي يزكيها كل من جلس على كرسي الوزارة، بسبب كثرة الإصلاحات التي لا ثمار تجنى منها بسبب تقاعس الأساتذة، (فضلا، لا تنزعج أيها الأستاذ لأنك تقضي نصف نهارك بالمؤسسة ونصفه بالمقهى للعب الأوراق و تبادل أطراف الحديث، لم تفكر في الاستزادة من العلم لأن همك الوحيد أصبح إرضاء الزوجة و الأبناء براتبك الشهري)، و تقاعس التلاميذ، كيف ذلك؟

إن التلميذ هو الذي يرى أخاه أو قريبه الحاصل على شهادة الباكالوريا، أو شهادة عليا، يتسكع في الشوارع ولا ينتج شيئا يذكر، يصاب بالإحباط لأنه لن يكذب على نفسه ويحلم بواقع مخالف للواقع الذي يشاهده بأم عينه. والباكالوريا ماتت بسبب غياب الجو العام الحقيقي لإلقاء درس جاد في أي تخصص كان.

لا يهم إن كانت نسبة التلاميذ الذين يحصلون على تلك الوثيقة المصنوعة من “الورق المقوى” يفوق 35 بالمائة من مجموع المتقدمين لاجتياز المباراة ووطنيا.

الأهم من كل هذا أن يخرج التلميذ بزاد يعود عليه بالنفع خلال دراساته العليا، ولكن!! ما الذي خرج به التلاميذ في الآونة الأخيرة غير الشهادة الورقية، وإدمان المخدرات بشتى أصنافها والانحراف الخلقي و التقليد الأعمى لمظاهر الغرب؟ لاشيء يذكر، و لا شيء يحفظ ماء وجه شهادة الباكالوريا التي فضلت الموت مع أجيال بدأت تنقرض حفاظا على بكارتها من الأيادي المتسخة بالجهل والطمع.

وأقل شيء يمكننا القيام به هو إعادة التفكير مليا في واقع الشهادة، وإلا فلن ينفع سوى أن نصلي صلاة الجنازة على موت تلك البوابة التي أنتجت عمالقة، خَلفَهم خلق ضعيف و هزيل فكريا و ثقافيا.

أليس كذلك أسي خشيشن ؟؟؟