منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد (https://www.profvb.com/vb/)
-   القصة (https://www.profvb.com/vb/f214.html)
-   -   معيار الاختيــــــار (https://www.profvb.com/vb/t27917.html)

محمد الورزازي المحمدي 2010-04-25 20:22

معيار الاختيــــــار
 
معـــيار الاختيـــــــار

تزينت ..غادرت منزلها الرابض بحي صفيحي ، بعد أن استحمت بقارورة عطر باريسي ساحر .. ظفرت بلقاء المدير العام لإحدى الشركات العملاقة .. أجال النظر في تفاصيل جغرافيتها .. باح بما لم يبح به من قبل في وضعية مماثلة :
جسم بكل معايير شركة عابرة للقارات .. يستجيب لمتطلبات العولمة .. مقلتان يمكن الانفتاح عبرهما على كل تفاصيل الحداثة وما بعد الحداثة .. فهمت سكرتيرته القديمة الرسالة :
ستتوصلين بمستحقاتك وبرسالة شكر على خدماتك اللامحدودة ..
التقطت السكرتيرة الجديدة الإشارة بانشراح ..

محمد الورزازي المحمدي كِـرْكاس

لطيفة المزاج 2010-04-26 02:42

رد: معيار الاختيــــــار
 
كانت هي يوما فراشة توجت على عرش الأيام ... ما أقساك يا أرذل العمر

أضاع الكبر و المرض و العمل الشاق و الوفاء من جمالها الكثير ... ما أقساك يا أرذل العمر

حين وجد البديل رماها كما ترمى القارورات التي إنتهت صلاحيتها

تناساهو و هي أن كل الأشياء حولهما تذبل و تموت
ستتبث الايام...
بأن الذي يذبل و يموت هو ... هما فقط

الإله ينظر الى قلوبنا
فلا نحرق ما تبقى من قلوبنا

ومضة من الواقع المر
مودتي شاعري الوفي


نزيه لحسن 2010-04-26 06:33

رد: معيار الاختيــــــار
 
أجدني أمام نص اعتمد نكهة حكاية تنحو نحو تجليات عميقة المعنى و غزيرة الصور الرمزية ،صور قريبة من إدراك المتلقي وتأويلاته ..
وبخطاب قصصي تم تأطيره وفق آلية عمودية ، وتقنية تتوخى دلالات مكشوفة ، معظمها جرى مجرى صوت الإدانة .. وفي ظل السياق ذاته حافظ الكاتب / السارد على تقنية الوصف و التعليق الضمني لإغناء رمزية لحظات الحكاية .
على مستوى القراءة الموازية ، و التي تحاول إضاءة المشاهد الإجتماعية المُؤطرة للنص ، نلحظ أثناء العرض الأول :
أننا أمام صورة تشخص فلسفة الانتقام من الفقر والعيشة الضنكى ، من اختيارات القدر والظروف البشرية ..إنها ثورة ضد الضعف و الهوان ، وضد رتابة الحياة " الصفيحية "..وذاك ما أدّى بالقوة و الفعل إلى الرغبة العنيدة في ولوج عالم الآخر ، وحسب المقاس الذي يرتضيه و يعشقه !
أثناء العرض الثاني ، نتوقف أمام مشهد يختزل لحظات الفوز و " النجاح " .. الفوز باللقاء الذي يستعصي على هامات ذكورية طويلة و عريضة ، وهو " فتح " مبين يستحق كل التضحيات من أجله ، خاصة إذا علمنا - كما أشار النص - أن المُستقبِل لا يحتفي بالزوبعة الذهنية بقدر ما يحتفي بقسمات الخرائط !
ضمن لحظات العرض الثالث ، يتوقف المتلقي أمام مشهد صيغ بتقنية رائعة جدا ، فهناك خطابات عديدة مرت دون حاجة إلى القول ، أوالإطناب في كشف المكشوف ..فمرحلة البضاعة السابقة انتهت ، ويلزم إنهاء المخزون ، للتمكن من استقبال الجديد !
العرض الأخير ، في استتمرارية مع العرض السابق .. فالأماكن الشاغرة لا وجود لها بفضاءات الشركة ، لذلك فالدوْر على المحظوظ الفائز ، فوز بطعم المرارة ، بطعم شرف عائلة و أسرة و مجتمع !!
صراحة ،نص يستحق و قفة طويلة ، وبأبعاد تبيح لنفسها "تشريح " الخطاب واستقراء المدلولات المُتاحة ..لكن اكتفيت بهذا القدر القليل ، راجيا أن أكون قد لامست بعض الجوانب .. ودام قلمك بألف خير.

محمد الورزازي المحمدي 2010-04-26 18:15

رد: معيار الاختيــــــار
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صعبة المزاج (المشاركة 119434)
كانت هي يوما فراشة توجت على عرش الأيام ... ما أقساك يا أرذل العمر



أضاع الكبر و المرض و العمل الشاق و الوفاء من جمالها الكثير ... ما أقساك يا أرذل العمر

حين وجد البديل رماها كما ترمى القارورات التي إنتهت صلاحيتها

تناساهو و هي أن كل الأشياء حولهما تذبل و تموت
ستتبث الايام...
بأن الذي يذبل و يموت هو ... هما فقط

الإله ينظر الى قلوبنا
فلا نحرق ما تبقى من قلوبنا

ومضة من الواقع المر
مودتي شاعري الوفي

أقسى درجات الإهانة أن يهين المرء نفسه بنفسه ! فالبطلة واعية بما فعلت مختارة له .. الواضح أنها تعلمت قواعد اللعبة قبل أن تتقدم إلى الاختبار الإهانة .. الجلي أنها قبلت ،عن طواعية وانتشاء ، قوانين السحق الماكر المخل بكل أسس تكريم الله للإنسان ( ولقد كرَّمنا بني آدم ).. وهو نفسه المسار الذي اختارت السكرتيرة القديمة المتقادمة قطع أشواطه ، دون إفصاح عن ظروف الإهانة التي تعرضت لها ..
لذلك فهمت الرسالة .. لم تكن أبدا مشفَّرة ..
لا نقاش ولا اعتراض على القرار / الأمر .. بل الخضوع والصمت المريب.. ما بني على الباطل فهو الباطل عينه ..
لم يجد الذئب البديل بل جاء إليه الحمَل طيعا عاقلا متزينا متعطرا .. بكل وداعة ووضع نفسه رهن إشارة المفترس الذي وضعه تحت مجهر
العولمة والحداثة والتشريح والتشريع الغريزي بمعيار ( ما أوله شرط آخره نور ..)
أشكرك أستاذتي على وضع اللبنات لقراءة وتأويل النص .. شرفتني بسبق القراءة ..
مودتي شاعرتي الوفية .

محمد الورزازي المحمدي 2010-04-26 18:47

رد: معيار الاختيــــــار
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزيه لحسن (المشاركة 119445)
أجدني أمام نص اعتمد نكهة حكاية تنحو نحو تجليات عميقة المعنى و غزيرة الصور الرمزية ،صور قريبة من إدراك المتلقي وتأويلاته ..
وبخطاب قصصي تم تأطيره وفق آلية عمودية ، وتقنية تتوخى دلالات مكشوفة ، معظمها جرى مجرى صوت الإدانة .. وفي ظل السياق ذاته حافظ الكاتب / السارد على تقنية الوصف و التعليق الضمني لإغناء رمزية لحظات الحكاية .
على مستوى القراءة الموازية ، و التي تحاول إضاءة المشاهد الإجتماعية المُؤطرة للنص ، نلحظ أثناء العرض الأول :
أننا أمام صورة تشخص فلسفة الانتقام من الفقر والعيشة الضنكى ، من اختيارات القدر والظروف البشرية ..إنها ثورة ضد الضعف و الهوان ، وضد رتابة الحياة " الصفيحية "..وذاك ما أدّى بالقوة و الفعل إلى الرغبة العنيدة في ولوج عالم الآخر ، وحسب المقاس الذي يرتضيه و يعشقه !
أثناء العرض الثاني ، نتوقف أمام مشهد يختزل لحظات الفوز و " النجاح " .. الفوز باللقاء الذي يستعصي على هامات ذكورية طويلة و عريضة ، وهو " فتح " مبين يستحق كل التضحيات من أجله ، خاصة إذا علمنا - كما أشار النص - أن المُستقبِل لا يحتفي بالزوبعة الذهنية بقدر ما يحتفي بقسمات الخرائط !
ضمن لحظات العرض الثالث ، يتوقف المتلقي أمام مشهد صيغ بتقنية رائعة جدا ، فهناك خطابات عديدة مرت دون حاجة إلى القول ، أوالإطناب في كشف المكشوف ..فمرحلة البضاعة السابقة انتهت ، ويلزم إنهاء المخزون ، للتمكن من استقبال الجديد !
العرض الأخير ، في استتمرارية مع العرض السابق .. فالأماكن الشاغرة لا وجود لها بفضاءات الشركة ، لذلك فالدوْر على المحظوظ الفائز ، فوز بطعم المرارة ، بطعم شرف عائلة و أسرة و مجتمع !!
صراحة ،نص يستحق و قفة طويلة ، وبأبعاد تبيح لنفسها "تشريح " الخطاب واستقراء المدلولات المُتاحة ..لكن اكتفيت بهذا القدر القليل ، راجيا أن أكون قد لامست بعض الجوانب .. ودام قلمك بألف خير.

- 1 - تكرمني أخي السي لحسن وتشرفني بقراءاتك العالمة لإبداعاتي ..
هي ذي القراءة العضوية الواعية بتقاطعات الأسلبة والمرآتية العاكسة لواضح النص ومرموزه .. أبدعت وأمتعت وأقنعت.. بوركت وبوركت مساعيك ..
أضيف إلى تحفتك النقدية الإشارات التالية :
- 2 - سعى النص إلى تجنب التجريح التعميمي غير المبرر ، وملامسة الظاهرة التي يطرحها بعيدا عن الإهانات اللغوية والرمزية للمرأة الإنسان ، والسكرتيرات الخلوقات المربيات للمدراء والرؤساء .
- 3 - كما سعى إلى استمالة القارئ الذي يملك آليات التعامل مع اللغة الواضحة الرامزة ..
- 4 - من ينتقم ؟ وممن ؟ هل الذات تنتقم من الآخر؟
هل الذئب يطارد الفرائس أم الحملان تلاعب الذئاب في مخابئها ؟ أي منطق هذا الذي يجعل الضحية تتزين وتتعطر بعطر باريسي في مستوى الشركات متعددة الجنسيات عابرة القارات لتظفر بلقاء الجلاد المعلومة قساوته وضراوته المسبقة !!!؟؟؟
- 5 - التقابل بين العوز القبيح بشع اليد واللسان والمكان ، وبين الغنى الفاحش المسلح بذئبية النظرات والعبارات ، وثعلبية القرارات وفهدية التنزيلات ، وما ينتج عنه من كوارث نفسية واجتماعية وأخلاقية من رهانات النص ...
مودتي واحترامي لك أخي الكريم سي لحسن .


الساعة الآن 19:47

جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd