تلك المدينة الفاضلة التي أنشأها ذهنك .. بسواعد أفكارك ..
بشخوصها الحاضرة .. ومُثُلها السامية ..

حينما خيّل لك أن أسوارها عالية ..
وجدرانها من التصدع خالية ..

أخطأ ذهنك في التقدير .. ولم تُصِدقُك أفكارك
فأظهرت لك جدران خلاف الواقع ..

تكتشف ذلك حينما يتسلل إليك شعاع الحقيقة من تلك النافذة المنزوية
لتظهر لك تلك الصدوع واضحة جلية ..

تتكشف من خلالها معاني البشرية .. تتسلل إلى تلك الشخوص
فتتلطخ جدرانها التي كانت لامعة في ذهنك

تتهاوى في نظرك تلك المدينة ..
صفعةٌ تعيدك إلى رشدك ..
لتكتشف كم أنتَ ساذج ..

يكون لسقطاتها دوياً مزعجاً
وضجيجاً في نفسك مؤلماً
لأنك تشعر أنك أضعت الاتجاه
وأن بوصلة ذهنك ما عادت في توجيهها دقيقة ..

لم تكن منصفاً حينما ألبستها ثوباً خيالياً فضفاضاً لم يناسبها ..
أرادها ذهنك كذلك .. وصدّقته..

فليس من العدل أن نخرج الشئ من طبيعته التي خلق عليها ..
أخرجتها من نطاق البشرية وارتفعت بها عالياً
فاختلف عليها المحيط الغير مناسب لها
فارتدت ساقطة الى حيث مكانها البشري ..

سقوطٌ تتفجر منه الحقيقة ..
فأصبح لهُ ضجيجاً في ذهنك ..

معلناً ..

أن المدن الفاضلة فلسفة خيالية قديمة تناقض ما جبلت عليه البشرية ..
حقيقة يقر بها كل عاقل ..
ويشهد بها الواقع ..

فكثير من التصدعات في حياتنا هي وقفات لا بد منها
نكتشف من خلالها مدى صحة مسارنا في الاتجاه الصحيح ..
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول