منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - ندوة حول وضعية التعليم الحر بجهة طنجة-تطوان

ندوة حول وضعية التعليم الحر بجهة طنجة-تطوان:
مختبر الجودة في التعليم الخصوصي عنصر أساسي في تجذر دور مؤسسة التعليم الحر

http://www.lejournaldetanger.com/ar/...ticle__985.jpg
نظم اتحاد التعليم والتكوين الحر - فرع طنجة يوم السبت الماضي بالمركب الثقافي للأعمال الاجتماعية ابن بطوطة بطنجة، ندوة حول وضعية التعليم الحر بجهة طنجة-تطوان وسبل الارتقاء به، بحضور مدراء وأساتذة عدد من المدارس والمؤسسات الخصوصية، إضافة إلى الأطر الإدارية.
وخلال هذه الندوة التي استهلت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ألقى فرع طنجة لاتحاد التعليم والتكوين الحر، كلمة استعرض من خلالها تاريخ التعليم الحر ببلادنا منذ عهد الحماية، والتي تأثرت من جراء الاحتلال، نتج عنها ظهور بناء تنظيمي تربوي شديد التعقد، أبعد ما يكون من التجانس في مكوناته، هذا البناء جاء نتيجة سلسلة من النزاعات الجادة والصراعات المستمرة بين منظومتين تربويتين، منظومة وطنية محافظة تتميز بتجذرها في المجتمع، حيث تؤمن بالتوازن الاجتماعي والاستمرار الثقافي للحفاظ على الهوية والشخصية المغربية وثوابتها، ومنظومة أجنبية تفرض نفسها بالقوة في إطار عملية احتلال، وما يسمى بعصرنة الثقافة، هذه الحالة الشاذة عملت على ظهور حركة المدارس الحرة كرد طبيعي وضروري على عملية التعليم الاستعماري بالمغرب، هدفه محاربة الاستلاب الثقافي.
وبعد أن تحدث رئيس الفرع عن دور هذا القطاع المنتج أفقيا وعموديا، والعائدات المالية التي يوفرها باعتباره قطاعا منتجا ومربحا للدولة، أبرز المعوقات التي تحول دون توسيع رقعة أدائه وعطاءاته، الشيء الذي يجعله قطاعا غير مواكب للتقدم العلمي والتكنولوجي وبعيدا عن التنمية الاقتصادية والبشرية رغم كل الاتفاقيات والشعارات والتوصيات التي خرجت بها عدة لقاءات من أجل تحسين وضعية هذا القطاع، وتساءل رئيس فرع طنجة لاتحاد التعليم والتكوين الحر عن موقع هذا القطاع من الميثاق الوطني للتربية والتكوين وموقعه من اتفاقية الإطار التي وقعت منذ سنة 2007 مع الحكومة. وخلال كلمته أبرز النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية لطنجة-أصيلة أن التعليم الخصوصي هو جزء لا يتجزأ من المنظومة التربوية، وليس خطا فاصلا، متسائلا عن موقع التعليم الخصوصي من أجرأة البرنامج الاستعجالي، وكذلك في شقه التنظيمي، ومدى انفتاحه على محيطه، مبرزا أنه من جملة مكونات المحيط الذي يمكن للتعليم الخصوصي أن يقف عليها هي النصوص المنظمة، لأن النصوص القديمة أضحت متجاوزة ولا تساير الأهداف، وأكد على أهمية الاستجابة لمحيطه، ذلك أنه كلما استجاب هذا القطاع لمحيطه، وكان فاعلا للتأثير عليها والتأثر بها، سيؤدي مهامه في أحسن الظروف وعلى أحسن وجه. فالتعليم الخصوصي اليوم -يضيف النائب الإقليمي- له فرصة من أجل أن يكون قاطرة بشرط أن تكون له سلطة اقتراحية تجعله قويا أثناء الحوار، مقترحا في ذات الوقت أن يكون للقطاع الخصوصي مختبر للجودة، حيث يمكن تصديرها للقطاع العمومي، وهي نقطة مهمة يمكن من خلالها للقطاع الحر التحاور من منطق الشريك القوي الفاعل داخل المنظومة التربوية، وخاصة أن جهة طنجة-تطوان تتوفر على سبع نيابات لها مسؤوليات كبرى يجب على التعليم الحر أن يكون قاطرة فيها، هذا فضلا عن العناية الخاصة لصاحب الجلالة بتنمية هذه المنطقة، للدفع بهذا القطاع بمكوناته (الخصوصي والعمومي) من أجل أن يكون نموذجا في مجال التنمية ومجال الإبداع.
الندوة تضمنت أيضا تنظيم أربع ورشات للعمل أطرها عدد من الأساتذة، حيث عملت على استعراض الوضعية الحالية لقطاع التعليم الحر بجهة طنجة-تطوان، وركزت أساسا على ما جاء في كلمة النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية لطنجة-أصيلة من اقتراحات انضافت إلى جملة من القرارات خرجت بها هذه الندوة تهم إيجاد هيئة مختصة لإنجاز الدراسات الميدانية للقطاع وتصوراته المستقبلية على ضوء المعطيات المتوفرة، وتوحيد جهود هذا القطاع في إطار هيئة منظمة مشابهة لهيئة الأطباء والصيادلة والمحامين ونحوها ليكون لها وزن أكثر فاعلية.
مصطفى الحراق

http://www.lejournaldetanger.com/images/logo_ar.jpg