|
الميزان دلفت القسم وأنا أتدافع-مجبرة-ذات اليمين و ذات الشمال بين أجساد تلاميذي الصغار. لم يهلعوا من جسدي الضخم والمفرط في الطول والعرض ! مر بعضهم تحت ذراعي ،وحفر الآخرون ممراً بيني وبين باب الفصل ! شياطين...أشقياء...لا يخافون مني ولا يستحيون !! رميت بحقيبتي على المكتب.فتحت الخزانة وبحثت بين أغراضي المرتبة بعناية فائقة عن مذكرتي اليومية . فأنا ضد أخذ العمل إلى البيت!! فتحت المذكرة، وأنا أحاول تهدئة صراخ الأطفال وضجيجهم" آسكت يا...إيه..." طرقت مراراًَ برأس القلم على المكتب الخشبي القديم،طقطقات متتالية وصلت حد الإزعاج .لكن لا استجابة ! "هل أنجزتم واجباتكمالمنزلية؟" سؤال أستعيد به حلاوة الهدوء! يصمت الكل ثم يتبادلون النظرات ، وفي نفس الآن يجيبون :"ناعم" نون بفتحة ممدودة ، يسمعها المارون من أمام باب المدرسة . "نعم" جواب ينطق به المجدون و المهملون على حد سواء! يعرفون المكافأة ! ويعرفون العقاب أيضاً ! رحلة مدرسية أو الحرمان منها. استتب "الأمن" داخل الفصل بعد السؤال. ولكي أحافظ على رباطة الجأش،هددت بالبحث عن المهملين بعدقضاء فترة الإستراحة. بدعوى أن الدرس المطلوب إنجاز واجباته مقرر بعدها ! رجعت للمذكرة اليومية . أول حصة : درس في الرياضيات ،عن الكتل. مشكل عويص يواجهني في هذه اللحظة !السيد المدير غائب.كيف أقدم الدرس دون وسائل تعليمية:ميزان-صنجات...؟ حاولت الاجتهاد والبحث عن بديل للميزان. ما هذا الغباء المقزز ؟ أللميزان بديل ؟ بديل للميزان ؟ استغفر الله العظيم . لا ،لن أقدم الدرس دون ميزان ! الميزان عدل ،قسطاس مبين،فكيف أكيل بغير الميزان ؟؟ امتلكني الذعر ،ودبت في أوصالي كل صنوف الأحاسيس الغريبة! رجعت لمذكرتي ،ودونت ملاحظة أسفل الصفحة : لم أتمكن من تقديم الدرس لأن ... توقفت مرة أخرى...ماذا أكتب ؟...لأن المدير غائب ؟أم لأني أرفض تلقين أطفالي الكيل بغير ميزان ؟؟؟ |
رد: الميزان جميلة هذه المشاعر التي قرأناها في هذه الخاطرة إنها تعبر عن مدى اهتمام ةالأساتذة المخلصين بأعمالهم في غيبة عن المدير و غيبة أعين المسؤولين بوركت |
رد: الميزان أخذنا الخطاب الفني القصصي إلى عالم يتجاوز بكثير لحظات تقديم درس للأبرياء .. فقد ألهمنا النسيج القصصي الرائع حب الإستمتاع بحرف الإبداع ..وقوة الوصف التي رافقت الصياغة الأدبية جعلتنا ننتقل بين عوالم الحكاية بكل تلقائية ، و دون مشقة التخييل الرمزي المؤدي للتأويلات الإسقاطية ! أثناء اللحظات الأولى ، وعبر الخيال الإسترجاعي عايش المتلقي فترة طفولته و هو يتذكر " شقاوته " أثناء معانقته لحجرات الدرس ، حيث كانت تتراوح درجة المشاكسة البريئة ، حسب غلاظة المدرس أو لينه . و كاتبتنا / الساردة مررت للقارئ خطابا يُفيد أنها ليست من الذين يتركون الحبل على الغارب ، ولا من الذين يجعلون حجرات الدرس حجرة للتعذيب و التنكيل .. أثناء المرحلة التالية ، وجد المتلقي نفسه أمام إشكال غريب ، المدير" يعتقل "كل الوسائل التعليمية ب "دكانه " ، وجلهم- المديرون- لا يضعون ثقتهم في نائب عنهم !! وهذا يؤدي بالفعل إلى خلخلة السير العادي للدروس ، والتي تتحول إلى محاضرات نظرية عقيمة...هذا إذا سلمنا أن بالإدارة وسائل تعليمية أصلا..!! في نهاية قصة أجواء درس مهم - وكل الدروس مهمة - عايشنا حيرة الكاتبة / الساردة ، وهي تجد نفسها أمام وضع لا تُحسد عليه .. لقد اختارت التأجيل لغياب الميزان ، وإذا تم تغييب الميزان ، فكل الكتل ستعرف اختلالات غير مرغوب فيها .. أسعدني التوقف قليلا بجانب إبداعك المتميز .. كانت لحظات تعبير قوية و مسكونة بحب جمالية التجديد و التألق. مودتي الغالية . |
رد: الميزان مراحل من الحياة المدرسية..صيغت بطريقة فنية وبحروف بهية..اعطت ابداعا لا تخطه الا انامل الغالية سعيدة سعد تحية تقدير لك ولقلمك الذي يعانق بهاء الحرف وروعة المضمون تقبلي مروري المتواضع |
رد: الميزان كيف تنكر العدل ليوم مشهود؟٠٠٠ اعتدنا غيابك أيها الميزان٠٠ غيابك أنت أيضا حارسه الأمين٠٠ طفح الكيل كعادته٠٠ يتوقف الزمن لحظة٠٠ يجس نبض أمكنة لم نعد نذكر أسماءها٠٠ وحده وجه الجلاد يصاحب أحلامنا٠٠ هي الحياة كذلك، لكل كفته٠ راقني عمق دلالاتك سيدتي٠٠ راقني حرصك على الأمانة٠ مودتي وتقديري٠ |
| الساعة الآن 02:38 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd