منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

خصصت المجلة المغربية "ألوان" الصادرة باللغة الفرنسية، والمختصة في الثقافة والتوجهات الفنية وموجات الابداع ببلادنا مقالا للتعريف بإبداعات الصانع التقليدي العربي أوبيهي، أحد الصياغين المرموقين بمدينة تيزنيت، بمناسبة مشاركته في الدورة الرابعة لرياض آرت إيكسبو riad art expo iv.
العربي أوبيهي من مواليد 1966 بقرية ونعيمن بأنزي بإقليم تيزنيت. أخذ تعليمه في مهنة الصياغة الفضية بتيزنيت على يد والده المعلم محمد أوبيهي، واحترف مهنة الصياغة الفضية وعمره لا يتجاوز 12 سنة.
شارك في عدة ملتقيات وطنية ودولية. وتألق في العديد منها، حيث حصل على الجائزة الأولى في ملتقى دولي للصياغة نظمته منظمة اليونسكو بالنرويج سنة 2002. كما مثل تعاونية الصياغين "الصفاء" رفقة وفد من حرفيي المدينة بمعارض سنوية بسان دوني بفرنسا سنوات 2006 و 2007 للتعريف بالحرف الفنية المحلية على هامش اتفاقية التعاون الدولي اللاممركز بين بلديتي تيزنيت وسان دوني بالضاحية الباريسية.
وبدعوة من المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومنظمة اليونسكو مثل الصائغ العربي أوبيهي بلادنا خلال شهر يونيو 2007 في الورشة الجهوية لتثمين منتوجات الصناعة التقليدية بدول المغرب العربي ودول الساحل، وحصل على شهادة تقديرية اعترافا بمهارته وحنكته المهنية.
والعربي أوبيهي بموهبته وعطائاته الحرفية التي تعدت الحدود، ليس استثناءا بمدينة تيزنيت – التي تعتبر مدينة الفضة بامتياز ببلادنا، حيث يتواجد بالمدينة أزيد من 200 محلا تجاريا لتسويق الحلي بمختلف أشكالها وأنواعها، وتحتضن المدينة وخصوصا الأسواق التقليدية المجاورة لساحة المشور أزيد من 10 مركبات تجارية مخصصة لتسويق الحلي بجانب مركب للصناعة التقليدية. كما تضم تيزنيت وبواديها أزيد من 900 حرفي في مجال الصياغة، يشكلون لوحدهم 30 % من الصناع التقليديين بالاقليم، ويحافظون على الموروث الحضاري للمنطقة، ويرفعون من قيمة التراث الغير المادي ويصقلون المهارات، ويعتبرون بحق سفراء المدينة والاقليم بامتياز بإبداعاتهم اليدوية وبتفوقهم المهني وبارتقائهم التقني الذي يفرض الاحترام.
ولا غرابة إذن أن يقع اختيار وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي على مدينة تيزنيت لإعطاء الانطلاقة لبرنامجها الطموح "رؤية 2015" في جانبه المتعلق بالصياغة الفضية، بإنجاز عملية تصميم مجموعة من الحلي لفائدة مجموعة من صائغي تيزنيت تحت إشراف الفنان كريم طاسي.
والعربي اوبيهي بتفوقه هذا يعتبر خير خلف لخير سلف من الحرفيين الرواد والمعلمين الأوائل الذين أسسوا للصياغة سمعتها بمدينتنا ولأصالة الحرفة قواعدها وتنظيماتها، كما يمهد في نفس الوقت الطريق لزملائه من الصياغين المرموقين بالمدينة، ومن ضمنهم عبد الرحمان بيجديكن وعبد العزيز بن شبو وعبد الواحد الكرش والحسين إد محمد ومحمد العسري، وغيرهم كثير... كما يحمل المشعل لإضاءة الطريق للمبتدئين وللمتدربين في هذا الميدان الفني والابداعي الراقي.
فتحية إجلال وتقدير لكل سفراء الابداع والخلق بمدينتنا، ولتعاونيات الصياغين بالمدينة التي تروج للمنتوج المحلي بأحسن الصور. وانحناءة خاصة للعربي أوبيهي حامل المشعل ومعبد الطريق بجانب زملائه الآخرين، والذين لا يتوانون في التعريف بتيزنيت وتقديمها للعالم في أبهى صورها وفي أرقى وأجمل إنتاجاتها.