كارثة التكوين المستمر - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-04-21, 22:12

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

كارثة التكوين المستمر

كارثة التكوين المستمر
21-4-2010

مع بداية السنة الميلادية الجدية 2010 ،وفي الوقت الذي لازالت فيه مشاكل الدخول المدرسي تراوح مكانها وتكرر نفسها من خصاص في الأطر التعليمية واهتراء للبنيات التحتية، وغياب العديد من المستلزمات البيداغوجية الضرورية للعملية التربوية رغم الدعاية الإعلامية الكبيرة التي قدم وروج بها البرنامج الإستعجالي. أبت الوزارة الوصية إلا أن تنخرط في سلسلة من التكوينات البيداغوجية لمختلف الفئات التعليمية: إداريين وتربويين بشكل مستعجل وفي محاور مختلفة .
ولا يجادل أحد في أهمية التكوين المستمر ودوره الهام في تأهيل الأطر وتزويدها بالمستجدات التربوية والإدارية المختلفة، لكن السياق الذي تأتي فيه الدورات التكوينية الجارية على قدم وساق وبوتيرة مرتفعة ومتسارعة يستدعي التساؤلات الآتية :
1+هل التوقيت المعتمد مناسب للتكوين ؟ لقد أظهرت الواقع العملي أنه على خلاف الفقرة34 من مقرر تنظيم السنة الدراسية الحالية والتي تنص على أنه تخصص الفترتان البينيتان الأولى والثانية للدعم التربوي ولتنظيم المباريات، وامتحانات الكفاءة المهنية، ودورات التكوين المستمر لفائدة الأطر الإدارية والتربوية، وكذا التظاهرات الرياضية والثقافية، فقد نظم التكوين – ضدا على المذكرة الوزارية التي وقعها الكاتب العام للوزارة في أواخر غشت الماضي -موازاة مع العمل اليومي مما حرم العديد من التلاميذ من حصص في أوج الموسم الدراسي ،فمثلا في المرحلة الإعدادية إذا سارت الوتيرة الحالية فسيفقد التلاميذ أياما متعددة إلى غاية نهاية الموسم بناء على تخصيص كل أسبوع لمادة معينة أو استفادة أساتذة بعض المواد دفعة واحدة مما سيفتح المجال لمؤسسات ستبقى فارغة لالتزام مدرسيها بحصص التكوين، وبالتالي ضياع زمن غير يسير يتحول مع غياب فضاءات داخل المؤسسات إلى سلوكات لا مدنية في الشارع العام بحكم انتظار التلاميذ الساعة الموالية للدخول إلى مادة أخرى.
2+ماهي حاجيات المدرسين من التكوين ؟ إنه السؤال الأساسي ،فكيف تم تحديد الحاجيات في الكفايات والتقويم و..و…و… قد يقول قائل أن الأمر ناتج عن تفريغ تقارير المفتشين ،لكن هل يمكن لمنظر في المكاتب المكيفة في الرباط أن يحدد فعلا الحاجيات لمؤطرين في الجبال والقرى خاصة أنه تم اعتماد مصوغات موحدة ، ويزداد الأمر غموضا وتعقيدا مع التعدد الحاصل في الكتاب المدرسي على صعيد مختلف الجهات، بل داخل نفس الجهة في أماكن مختلفة
3+كيف يسير التكوين ؟ لا يجادل أحد في أهمية التكوين لتطوير شخصية المدرس بصفة عامة، لكن لنكن واقعيين أكثر، ولنتحدث بصراحة.
لقد أصبح التكوين موضة ومناسبة للبعض لجمع وحصد أكبر عدد ممكن من التعويضات المادية والتي يذهب الجزء الكبير منها للقادمين من الرباط ، ناهيك عن تكاليف الفنادق والتغذية التي لا تنفذ كما هو مقرر ،فهل كان التكوين كضرورة معرفية ذاتية مقترنا يوما ما بالتعويض للمؤطرين؟؟ ومادور المفتش في الوزارة إن لم يكن تزويد المدرس بالجديد وبتأطيره، لكن البشاعة أنه مع قدوم مؤطرين من ال*فوق * ومن خلال بعض النقاشات اكتشف المدرسون أن الجمود فعل فعلته في العديد من الذين يتوهمون أنهم مؤطرين محليين من خلال عملية العطالة المقنعة التي تقترن بمهامهم، وغياب إرادة من الوزارة لفرض أجندة معينة وبرنامج عمل عليهم عوض الاكتفاء بدور الدركي المتمثل في التأكد من سلامة الأوراق المعتقة أصلا .كما أن غياب الجدية أضحت سمة مميزة للتكاوين لدرجة لا يتم احترام الحيز الزمني المخصص لها،بل قد يتحايل البعض من *المؤطرين* لتوزيع المستفيدين إلى مجوعات مختلفة لترتفع أسهمه في الحيز الزمني الذي اشتغل فيه، لا حبا في التكوين والإفادة، بل لدسم التعويضات التي ترتفع مع كل يوم جديد يؤشر عليه الأساتذة في ورقة الحضور، وتزداد المهزلة أكثر حين يكتشف الأساتذة أن المؤطر يحمل بضاعة عهد إليه بإيصالها مقابل تعويضات معينة ،ولا يمتلك أجوبة محددة حول إشكالات كبرى مرتبطة بمضامين التكوين فيكون الجواب جاهزا بتأجيل الموضوع أو تسجيله في الملاحظات العامة أثناء التقييم.
4+ماذا بعد ؟؟؟ لقد نظمت الوزارة على مدى سنوات مضت تكوينات عدة في محاور مختلفة، لكن ماذا بعد ؟
لقد برهنت التجربة أن الحصيلة هزيلة جدا وأن التكوينات لا يكون لها أثر على الواقع: أين هي تكوينات إعداد المشاريع للمديرين؟؟ وكم مشروعا وضع أو طبق أو دفع لجهات ممولة ولو كانت مدرسة النجاح؟؟؟ تكوينات جيني؟؟؟ تكوين الأندية؟؟؟ تكوين البيداغوجيا….. ؟
بعد فترة التكوين وأخذ الصور التذكارية تكون الملاحظات الآتية مشتركة بين جميع المؤسسات وجميع الأطر……
• لا يستفيد الزملاء من الوثائق الموضوعة لدى الزملاء المستفيدين أو لدى الإدارة ؟؟ بل تذهب للخزانات الخاصة حيث سيعلوها الغبار…….
• لا يوضع برنامج عمل للتتبع من طرف المستفيدين ولا برنامج للتقويم من طرف المؤطرين؟ وحتى إذا تم الاتفاق عليه لا يكون ملزما لأن المكلف بالتأطير لن يتقاضى تعويضات على متابعة تنفيذه .
• لا يكون هناك مراجعة لتأثير التكوين بعد مضي مدة محددة ولا تحيين له؟
• لا…..
• لا…….
والخلاصة أن التكوين أصبح مرادفا للفنادق والاستراحة من ضجيج الصغار وحصد تعويضات والسياحة و…..و….ووووو
من المسؤول إذن عن هذا الوضع الكارثي للتكوين في وزارة التربية الوطنية ببلادنا في زمن البرنامج الإستعجالي؟؟

عن كراسات تربوية

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=116465


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :