" السي محمد ، كانت خاطرة بطابع و نُكهة خاصة .. فقد عشنا قربها و نحن على المباشر..
وفي الأخير ، لم أفلح بشيء ! لم أستطع تحديد حدود الإلتزام بالإلتزام ، كما لم أتمكن من تحديد أثمنة أسهم الكتابة هذه المرة ! "

تجربة المحاولة الكتابية الإبداعية هي جزء أساسي من تجربة الحياة كما أكرر دوما ، الحياة بأبعادها الفردية و الإنسانية .. فمن الطبيعي أن نجد كاتبا يبدع إبداعه وهو يتوجه إلى عالم الذات و الداخل ،والأهم الأهم بالنسبة لنا ، هو ذاك التداخل بين ماهو فني متخيل ( عالم الكتابة ) و ماهو ذاتي ( التجربة مع العالم ).
بالتعبير المباشر ، أقول : هناك علاقة انصهار ووحدة بناء بين المشاعر و اختيار التعابير ..وفي الخاطرة الأخيرة - حتى لا أطيل نظريا - ألحظ بشكل شخصي أنه ليس هناك اختناق للأفكار ، وليس هناك انحباس لمجرى الألفاظ ، بالعكس كنا أمام انسياب واضح للفكرة الأساس ، و أن الصبيب كان قويا لإدراك النبرات و حقيقة الحس الثري لغويا ..ولذلك قلت " ونحن على المباشر " .
بالنسبة للبنية السوسيو- نصية ، فهذه تختلف من قارئ إلى قارئ ، ولا تُلزم أحدا حتى الكاتب نفسه ..لذلك حين أقول : لم أفلح بشيء ! فذاك يعود لحدود إدراكاتي التأويلية للنص ، فالمخاض الذي سار بالحوار إلى توقيع التزام مع الذات هو في حد ذاته مخاض روتيني :
البوح من النفس و إليها - كاد القلب يتوقف عن الخفقان - الإعتذار - رقة القلب - الإلتزام بشروط مع النصائح التوجيهية ..وتلك النصائح تسير نحو البداية الأولى ، أي مضامين البوح الأول.
أما إذا كان قلبك قد توقف عن الخفقان ..فذاك يعني أنه لم يلتزم بنصائحه !!!
هذا ليس صوت إدانة ، بل صوت المشاركة في محاولة ايجاد سياق تعبيري للنص ..وهي محاولة ولك جميل المودة.

قرأت النص مرات عديدة..و كلما حاولت الرد..عاندتني حروفي و أفكاري

ليس هناك التزام في الكتابة ..التعبير ينساق إلى ما بالذات من خطابات ..تتلون الحروف بكل ألوان نبضات القلب و وشوشات النهى..و دليل ذلك نهاية خاطرتك..
أسلوبك رائع و معانيك أروع تجذب القارئ إلى تأمل كل حرف من حروف إبداعك..سأعود إلى هنا..لأستنشق عبير فلسفتك الملتزمة الجميلة.
لك كل تقديري