منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

حوار سقراطي : معلم / متعلم.

قال المتعلم للمعلم : هيا نلعب ! هلا مارسنا لعبة التعلم بواسطة اللعب ؟
أجاب المعلم : ماذا نلعب ؟ هل نحن هنا لممارسة فعل اللعب ؟.
رد المتعلم مبتسما : اللعب يا أستاذ فعل يمارس لتمرير كم هائل من الأفكار والمعلومات، بطريقة مسلية ، تجعل الكل شريكا في اللعب، وبالتالي في بناء التعلمات..
تجهم وجه المعلم، استشاط غاضبا ، هل تعلمني كيفية تعليمك ؟ وهل تقدم لي دروسا في التكوين المستمر ؟.
رد عليه المتعلم بكل أدب واحترام. يا أستاذ ! العملية التعليمية /التعلمية أصبحت تمتح من نظريات تربوية مستحدثة، ومن بيداغوجيات تختلف عن البيداغوجيات التقليدية..هل سمعت ببيداغوجية الإدماج ؟. وبيداغوجية التشارك والتعاقد ؟. وهل سمعت بالمقاربة بالكفايات ، وطريقة العصف الذهني..؟ و...؟ و...؟.
المعلم : أنت بلا شك تستفزني ، وتريد أن تجعل مني صورة مهزوزة لمعلم فاشل..حقا هناك الكثير من التجديدات التي أقحمت في الحقل التربوي على اعتبار ما يعرفه العالم من هرولة في اتجاه العولمة..ولكن مع ذلك سأبقى المعلم المعلب كما قررت الوزارة الوصية بذلك. أنفذ التعليمات المتضمنة في المقررات والمذكرات والمصوغات والبرامج والمناهج..لا ألوي على شيء منها ، ولا أدرك ماهيتها بفعل ما مورس علي من تعتيم لخلق جيل تابع سامع طائع ، لا ناقد محلل مناهض..وسأظل في تمرير الدروس بالطريقة المرسومة، للوصول إلى الأهداف المرجوة، لنيل عطف ورضا رؤسائي المباشرين أولا ، ثم باقي الرؤساء التابعين..
المتعلم : ما ذا أسمع يا أستاذ ؟ وما ذا تقول ؟. هل تدري طبيعة التصريحات التي تدلي بها ؟.هذا شيء خطير، وهذا يدل بطريقة صريحة على أن التعليم بطرقه التي تتحدث عنها ، سبب رئيسي في تخلفنا ، وما تبنيك لما هو ماضوي، مغلف بما هو مستحدث لتقديم دروسك، يبين مدى النفور الذي تخلقه لي، كما تخلقه لباقي أقراني..
المعلم : ما ذا عساك تتعلم ؟. هل تعلمنا نحن حتى نعلمك أنت أيها الجسور؟. مذ مدى تخرجنا من مراكز التكوين..؟ هل أعادوا تكويننا ؟ هل أمدوننا بما تتطلبه الظرفية الراهنة من اطلاع على عالم المعلومات والمعلوميات ؟. هل.......؟........
المهم أرادونا كما فعلت السنون فينا ، عبر التنقل في الأحراش بين الفرعيات والمركزيات..زادنا المشي والعدو للحفاظ على اللياقة البدنية ، ومعرفتنا كيفية التعامل مع اللوح الأسود بالطبشور الأبيض، وتعاملنا مع المتعلمين مثلك بطريقة التلقين والحشو و " التعمار"، واسترداد البضاعة عند كل محطة اختبار..لا نولي أهمية لغير ذلك..
المتعلم : يا أستاذ ! أستسمحك. فقد مورس عليك فعل التعمية تحت شعار : ( ضع المعلم في المقلاع، وأدره ليقذف به في فيافي الضياع..) . وعند ذاك يأتيك كما شئت. يمكن أن تشكله كما أردت ، وتوجهه لاتباع الأسلوب الذي ابتغيت..
المعلم : ها أنت أصبحت مدركا للعبة ، و إداركك للعبة يعني أنني قمت بواجبي في ممارسة العملية التعليمية / التعلمية بواسطة اللعب. كم أنت مشاكس ، ومناور ، ومحاور،و..، وهذا كله يبشر بخير ، وبجيل يطمح للعلا بطرق بديلة غير التي أنتجتنا وعلبتنا، وتركتنا نمارس اللعب معكم بطرق تتقاطع وتطلعاتكم، وتتناقض وتوجهاتكم. فهنيئا لكم بنا ، وهنيئا لنا بكم. فلنضع اليد في اليد لرسم معالم الغد..
Apr:26 Friday - 09 April 2010
عن مجلة المدرس الالكترونية