الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الثقافة والآداب والعلوم > منتدى الثقافة والفنون والعلوم الإنسانية > الفكر و التاريخ و الحضارة


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-04-08, 20:01 رقم المشاركة : 1
si sajid
بروفســــــــور
إحصائية العضو








si sajid غير متواجد حالياً


new1 نشأة اللغة العربيّة



نشأة اللغة العربيّة



اهتمّ أهل الإختصاص من العرب و علماء الإسلام بالبحث في نشأة اللغة العربيّ و أدّت إجتهاداتهم إلى بروز نظريّتين، الأولى تقول بأنّ اللغة توقيف (وحي سماوي) و الثانيّة أنّها إصطلاح و تواضع بين البشر ( انتاج بشري بحت) وقد تمّت محاربة و اضطهاد اصحاب النّظريّة الثّانيّة من طرف أصحاب النّظريّة الأولى الّتي كانت لها الغلبة بحكم علاقاتها العضويّة بالسلطة السّياسيّة و أصبحت أحد أسس المعتقدات الدّينيّة و التاريخيّة عند العرب و المسلمين.
تتمحور نظريّة الإصطلاح و التّواضع الّتي كانت حصرا على مفكّري المعتزلة على القول بأنّ اللغة مهما كانت ليست سوى أصوات متباينة اتّفقت مجموعة بشريّة ما على جعلها دلالات حصريّة على حالات أو أشياء أو أفعال، و أن أصلَ جميع تلك الأصوات الّتي تتكوّن منها اللغة كان نتيجة مُوَاضعة و إصطلاح (اتفاق) بين أفراد المجموعة.
أمّا أصحاب نظريّة التوقيف فإنّهم يعتقدون أنّ اللغة سماويّة و ليس للبشر أيّ دور في نشأتها. و يزعمون أنّ علم الإنسان باللغة غير جائز إلاّ عن طريق الوحي. هذه النّظريّة كانت و لا تزال المؤسّس و الدّعامة لقداسة اللغة العربيّة، كما أنّها أصبحت النّظريّة الوحيدة الفاعلة في كلّ الأبحاث المتعلّقة بتاريخها، سواء كانت تلك الأبحاث عقائديّة بحتة في أسلوبها و مضمونها أو "علميّة" في أسلوبها و عقائديّة في مضمونها.
و رغم أهمّية الخلاف بين هذين المجموعتين و خطورة و أهمّية النّتائج الّتي كان من الممكن أن يثمر عنه، فإنّنا نكتفي هنا بالإشارة إلى حقيقة وجوده منذ الفترة الإسلاميّة الأولى لا غير، لأنّ ما يهمّنا في هذا البحث هو الوقائع و الأخبار و الإدلّة المتعلّقة بنشأت اللغة العربيّة المعتمدة من طرف علماء المسلمين، لا غير.
الكلّ يعلم أنّ المنظومة العقائديّة الفاعلة في الفكر العربي و الإسلامي احتوت على كمّ كبير من الرّوايات و الأخبار المتعلّقة بنشأة اللغة العربيّة، لكنّ المجال لا يسمح بنقل جميعها لذا سنقتصر في هذا الجزء على إبراز أهمّ المعطيات الواردة فيها محاولين تتبّع التّسلسل التّاريخي الّذي توحي به أو تحدّده. و لنفس السّبب أيضا فإنّنا سنقتصر على الفترة الممتدّة من وجود آدم في الجنّة إلى حياة إسماعيل و ولده من بنو رعلة بنت يشجب الجرهمي، دون الخوض فيما قيل بخصوص عمليّات "الجمع" و "الإنتقاء" الّتي قامت بها قريش قبل الإسلام و نحاة الكوفة و البصرة بعده.
النّشأة الأولى
ذكر جلال الدّين السّيوطي في كتابه "المزهر في علوم اللغة و أنواعها" ما ذهبت إليه مجموعة من علماء المسلمين المؤسّسين للعقيدة الإسلاميّة الرّسميّة في تفسير ما جاء في جزء بسيط من الآية 31 من سورة البقرة‏:‏ ‏"‏ وَعَلَّمَ آدَمَ الأسماءَ كُلَّها ‏"‏. و من التّفاسير ما نقله عن:
- ابن عباس قوله:" أن آدم عليه السلام كانت لغتُه في الجنّة العربيةَ فلما عَصَى سلَبه اللّهُ العربية فتكلّم بالسريانية فلما تاب ردَّ اللّه عليه العربية‏".‏ و عن ابن عبّاس قوله‏ أنّ الله علّم آدم وهو في الجنّة كلّ شيء:"‏ علَّمه القَصْعَةَ وَالْقُصَيْعَة والفَسوَة والفُسَيْوَةَ" و في رواية أخري قوله: "... علَّمه اسمَ الصحْفَة والقدْر وكلَّ شيءٍ حتى الفسوة والفسيّة"‏.‏
- و عن عبد الملك بن حبيب ‏قوله:"‏ كان اللسانُ الأوّلُ الذي نزل به آدمُ من الجنة عربياً إلى أن بَعُد العهدُ وطال حرّف وصار سُرْيانياً وهو منسوب إلى أرض سُورَى أو سوريانة وهي أرضُ الجزيرة بها كان نوح عليه السلام وقومه قبل الغَرَق. قال‏:‏ وكان يُشَاكِل ( يشبه) اللسانَ العربي إلاّ أنه محرّف..."
- و عن آخر (دون أن يذكر اسمه) قوله‏:"‏ إنه تعالى علَّم آدمَ أسماء جميع المخلوقات بجميع اللَّغات‏:‏ العربية والفارسية والسريانية والعِبرانية والرُّومية وغير ذلك من سائر اللغات فكان آدمُ وولدُه يتكلمون بها ثم إن ولدَه تفرَّقوا في الدنيا وعَلِق كلُّ واحد منهم بلغة من تلك اللغات فغَلَبَتْ عليه واضمحلَّ عنه ما سواها لِبُعْدِ عَهْدهم بها... "‏.‏ و هي نفس الرّواية الّتي رجّحها عبد الملك بن حبيب حسب ما جاء في كتاب البحر المحيط للزّركشي في قوله‏:‏ " كان اللسانُ الأوّلُ الذي نزل به آدمُ من الجنة عربياً إلى أن بَعُد العهدُ وطال حرّف وصار سُرْيانياً وهو منسوب إلى أرض سُورَى أو سوريانة وهي أرضُ الجزيرة بها كان نوح عليه السلام وقومه قبل الغَرَق قال‏:‏ وكان يُشَاكِل (يشبه) اللسانَ العربي إلاّ أنه محرّف، وهو كان لسانَ جميع مَنْ في سفينة نوح إلاَّ رجلاً واحداً يقال له جُرهم فكان لسانه لسانَ العربيّ الأول. فلما خرجُوا من السفينة تزوّج إرَم بن سام بعض بناته فمنهم صار اللسانُ العربي في ولده عَوْص أبي عاد وعَبيل وجاثر أبي ثمود وجديس وسُمِّيَت عادٌ باسم جرهم لأنه كان جدَّهم من الأم وبقي اللسان السرياني في ولد أرْفَخَشْذ بن سام إلى أن وصل إلى يشجب بن قحطان من ذريته وكان باليمن فنزل هناك بنو إسماعيل فتعلّم منهم بنو قحطان اللسانَ العربي‏".‏
بقطع النّظر عمّا نلمسه من إختلافات في هذه الرّوايات و بقطع النّظر عن أهمّية هذه الإختلافات، فلا بدّ من الإقرار بأنّ أصحاب هذه الرّوايات اتّفقوا على حقيقة واحدة تفيد بأنّ نشأت االغة العربيّة كان خارج العالم البشري و خارج التّاريخ الإنساني، و إنتفاء أيّ دور للإنسان في نشأتها ونشأة بقيّة اللغات، أو على الأقل اللغات الّتي ذكرت صراحة: الفارسية والسريانية والعِبرانية والرُّومية.
بحكم أنّ هذه الأقوال لا تعدوا كونها تفسيرا لما جاء في نص القرآن يصبح الإقدام و الجرأة على الطّعن في صحّتها إمّا كفرا صريحا أو قدح في مصداقيّة علماء عدول ثقاة من بينهم حبر الإسلام و مترجم القرآن: ابن عبّاس. إلى جانب نص القرآن و أقوال علماء المسلمين الّتي تعبّر عن "إجماع الأمّة" الإسلاميّة الّتي ثبت أنّها لا تجتمع على باطل، نجد ما يدلّ على صحّة هذه الأقوال في "ديوان العرب" الحجّة الوحيدة على صحّة قصص القرآن و المدخل الوحيد لفهمه لغويّا.
أورد الطّبري في تاريخه بأنّ: "... علي بن ابي طالب ( قال): لما قتل ابن آدم أخاه بكاه آدم فقال:
تغيرتِ البلادُ ومن عَلَيْهَــــا فوجه الأرض مُغْبَرٌّ قبيــــحُ
تغير كل ذي طعم ولـــــون وقل بشاشة الوجه المليــــح
قال فأجيب آدم عليه السلام
أبا هابيل قد قُتِلا جميعًــــــا وصار الحيُّ كالميت الذبيحِ
وجاء بِشِرَّةٍ قد كَاَن مِنْهـــــا على خوف فجاء بها يَصِيحُ"
و أثبت المسعودي في "مروج الذهب" نفس الخبر و أورد أشعار آدم و إبليس على هذا النحو:
تَغَيَّرَتِ البلادُ وَمَنْ علـيهـا فـوجْهُ الأرْض مُغْبَـرٌّ قبــيح
تغيركل ذِي لون وطـعْــم وقل بشـاشَة الوجهُ الصـبيـحُ
وبُدِّل أهْلُها خَمْطـا وأثْــل ا ً بجنـاتٍ مِـنَ الفرعوس فِيـح
وجاوَرَنَ عموليس يَنْـسَـى لَـعِينٌ لايمـوت فنسـتـريــح
وقَتَلَ قاينٌ هابيلَ ظـلـمـا فا أسفـا على الوجـه الملــيح
فمالي لا أجود بسَكْب دمـع وهـابيـل تضمنـه الضــريح
جواب الشيطان
تَنحَّ عَنِ الـبـلَادِ وسَـاكنيهَـا فَقَد ْفي الأرْض ضَاق بِك الفَسِيحُ
وكنتَ وزَوْجكَ الْحَـواءُ فيهَـا أآدم مِـنْ أذىَ الـدُّنـيَا مـريحُ
ما زالَتْ مكايدتـي ومـكـرِي إلي أنْ فَاتَكَ الثـمـنُ الـربـيح
َلَوْلارَحْمَةُ الرَّحْمـنِ أضْـحَـت بِكَفَك مِنْ جِنَـانِ الْـخُـلـد ِرِيحُ
هذا الخبر و أدلّته الشّعريّة و إن تباينت في البعض من جزئيّاتها يثبت لنا أنّ آدم لم يكن عالما بالعربيّة و متقنا التّعامل بها فقط، بل كان أيضا، قادرا على قول الشّعر طبقا لقوانين و أوزان شعراء العصر العبّاسي. و طبعا لا نستغرب معرفة الشّيطان و لإتقانه للغة العربيّة و قدرته على قول الشّعر إذ لا ننسى أنّه كان في الجنّة مع آدم و لا بدّ أنّه تعلّمها هناك.
النّشأة الثانيّة
بتتبّع التواريخ المذكورة في المراجع الإسلاميّة يكون تاريخ وجود "العربيّة" و بالتّالي "العرب" بين السّنة 140 و السّنة 379 بعد الطّوفان، أي بين مولد "فالغ" الّذي كان " بعد الطوفان بمائة وأربعين سنة" زائد المدّة الّتي عاشها و كانت " مائتين وتسعا وثلاثين سنة". أمّا الأسباب الدّاعيّة لظهور "العربيّة" و "العرب" كمجموعة متميّزة لغويّا عن غيرها من المجموعات البشريّة فإنّنا نجد العديد من الرّوايات الّتي تتناقض و تتضارب فيما بينها لكنّها مع ذلك تتّفق على أنّ "العربيّة" و "العرب" برزوا للوجود في مدينة بابل و في نفس اللحظة.
- جاء في بعض الرّوايات الّتي ذكرها الطّبري في تاريخه، أنّ ذرّية و أحفاد "نوح" كانوا، بعد الطّوفان "... على الإسلام وهم ببابل، حتى ملكهم نمرود بن كوش بن كنعان بن حام بن نوح فدعاهم إلى عبادة الأوثان ففعلوا. فأمسوا (ناموا) وكلامهم السريانية ثم أصبحوا وقد بلبل الله ألسنتهم فجعل لا يعرف بعضهم كلام بعض، فصار لبني "سام" ثمانية عشر لسانا، ولبني "حام" ثمانية عشر لسانا، ولبني "يافث" ستة وثلاثون لسانا. ففهم الله العربية عادا وعبيل وثمود وجديس وعمليق وطسم وأميم وبني يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ..."
و هذا يعني أنّ كلّ البشريّة كانت مجموعة واحدة مجتمعة في بابل و كانت لا تفقه الكلام و التخاطب بغير السّريانية عندما كانت على دين الإسلام، و بمجرّد تخلّي البابليون عن الإسلام و تحوّلهم إلى الكفر و عبادة الأوثان نزل بهم عقاب إلهي بلبل ألسنتهم و مزّق شملهم و جعلهم إثنان و سبعون مجموعة و لكلّ مجموعة لغتها الخاصّة الّتي لا يفهمها سواها. و دائما حسب الرّواية، فقد تمّت عمليّة مسح ذاكرة أغلب أهل بابل من السّريانيّة ثمّ إعادة شحنها بلغات جديدة متعدّدة و مختلفة في ألفاظها و إعرابها، في ليلة واحدة و خلال فترة النّوم.
هنا لا بدّ أن نسلّم بأنّ اللغة العربيّة الّتي تعنينا كانت كغيرها من اللغات، باستثناء السّريانيّة، تجسيدا لعقاب إلاهيّ سلّط على مجموعة من أبناء و أحفاد نوح لكفرهم بالإسلام و تحوّلهم لعبادة الأوثان. و أنّ وجود "العرب" و "العربيّة" أصلا ليس سوى نتيجة و تجسيدا لمصيبة عظمى حلّت بأهل بابل بسب كفرهم و تخلّيهم عن الإسلام.
و من روايات الطّوفان و علاقته بنشأة "العربيّة" و بروز "العرب" كوحدة بشريّة تجمعها اللغة نجد روايات أخرى تناقلتها حرفيّا أهمّ المراجع التّاريخيّة المعتمدة عند المسلمين و العرب مثل تاريخ الطّبري و المسعودي و غيرهم كثير منها:
- رواية تفيد بأنّ عدد سكّان بابل ازداد و كثر في حياة فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح ممّا دفع بهم، رغم " قرب عهدهم بالطوفان"، أخذ قرار:" بناء مدينة تجمعهم فلا يتفرقون أو صرح عال يحرزهم من الطوفان إن كان مرة أخرى فلا يغرقون، فأراد الله عز وجل أن يوهِن أمرهم ويُخلف ظنهم ويعلمّهم أن الحول والقوّة له، فبدّد شملهم وشتّت جمعهم وفرّق ألسِنتهم".
إلى جانب هذه الرّوايات، أورد ابنُ دريد في الجمهرة‏ رواية تدعم صحّة بلبلة السن أهل بابل قبل تشتيتهم لكنّها تختلف مع بعض الرّوايات في تحديد كيفيّة مسح الذّاكرة من السّريانيّة و إعادة شحنها بلغات جديدة. يزعم أصحاب هذه الرّواية أنّ:‏ " العربُ العاربة سبع قبائل‏:‏ عاد وثمود وعمليق وطَسْم وجَديس وأُمَيم وجاسم وقد انْقرض أكثرُهم إلاّ بقايا متفرّقين في القبائل قال‏:‏ وسُمي يعرب بن قحطان لأنه أولُ من انعدلَ ( تحوّل) لسانُه من السُّريانية إلى العربية. وهذا معنى قول الجوهري في الصحاح‏:‏ أولُ من تكلَّم بالعربية يعربُ بن قحطان. وأخرج ابنُ عساكر في التاريخ بسَنَدٍ رواه عن أنس بن مالك موقوفاً قال‏:‏ لما حَشرَ اللّه الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحاً فاجتمعوا ينظرون لماذا حُشِروا له فنادى مُنَادٍ‏:‏ مَنْ جعل المَغرِب عن يمينه والمشرق عن يساره واقْتَصَد البيتَ الحرام بوَجْهِه فله كلامُ أهلِ السماء فقام يعرب بن قحطان فقيل له‏:‏ يا يَعْرُبُ بن قحطان بن هود أنت هو فكان أولَ من تكلم بالعربية المَبينَة فلم يزل المنادي يُنَادي مَنْ فَعل كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنين وسبعين لساناً وانقطع الصوتُ وَتَبَلْبَلَتِ الألسُن فسُمِّيت بابل وكان اللسان يومئذ بابلياً‏".‏
و قد ثبتت صحّة هذه الأخبار في شعر "حسان بن ثابت" (شاعر محمّد) و هو صحابي عدل ثقة لا يشكّ أحد في غيمانه و صدقه و إخلاصه لنبيّه، بقوله مخاطبا العدنانيين و منهم قريش:
تعلمتمُ من منطق الشيخ يعرب أبينا، فصرتم معربين ذوي نفر
و كنتم قديما ما بكم غير عجمة كلام، و كنتم كالبهائم في القفر
و في ديوان العرب الكثير من الأشعار الدّالّة على صحّة هذا القول و منها ما اورده المسعودي في "مروج الذّهب بذكره رواية جاء فيها:
" فسار ( بعد خروجه من بابل) يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح بمن تبعه من ولده وغيرهم وهو يقول:
أنا ابن قحطان الهمام الأفضل الأيمن المعرب في المـهــل
يا قوم سيروا في الرعيل الأول أنا الْبدِيئُ باللسان المسـهـل
الأبين المنطق غير المشـكـل حثوت والامة في تبـلـبــل
يا قوم سيروا في الرعيل الأول نحو يمين الشمس في تمهـل
النّشأة الثالثة
هذه المرّة يبدو أنّ "العربيّة نشأت فعلا بعد الطّوفان لكن خارج بابل وقد نقل علماء المسلمين العدول الثّقاة في تواريخهم و تفاسيرهم للقرآن ما يفيد بأنّ أوّل من نطق بالعربيّة كان جدّنا عمليق عندما كان في أطراف مكّة و هذا نص الرّواية " ... ولد للاوذ أيضا عمليق بن لاوذ وكان منزله الحرم وأكناف (منطقة) مكة ولحق بعض ولده بالشام فمنهم كانت العماليق ومن العماليق الفراعنة بمصر... وعمليق هو أبو العمالقة ومنهم البربر وهو بنو ثميلا بن مارب بن فاران بن عمرو بن عمليق بن لوذ بن سام بن نوح ما خلا صنهاجة وكتامة فإنهما بنو فريقيش بن قيس بن صيفي بن سبأ ويقال إن عمليق أول من تكلم بالعربية حين ظعنوا من بابل ".
لقد أثبت علماء التّفسير حقيقة كون الفراعنة من العماليق العرب العاربة و من إثباتاتهم التّاريخيّة المعتمدة في تاريخ المنظومة العقائديّة حكاية: " الضحاك بن علوان بن عبيد بن عويج ( الّذي)... ملك على مصر أخاه سنان بن علوان بن عبيد بن عويج وهو أول الفراعنة و... كان ملك مصر حين قدمها إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام". هل يمكن الآن أن نشكّ في عروبة الفراعنة و البربر إذا استثنينا أبناء فريقيش ( إفريقيا) صنهاجة و كتامة؟
النّشأة الرابعة
ذكر ابن سلاّم الجمحي في كتابه "طبقات فحول الشّعراء" أنّ يونس بن حبيب يقول: " أول من تكلم بالعربية ونسى لسان أبيه إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما أخبرنى ... أبو عبد الله بن سلام... (قال): أوّل من تكلم بالعربية ونسى لسان أبيه إسماعيل ابن إبراهيم صلوات الله عليهما وأخبرنى يونس عن أبى عمرو بن العلاء قال العرب كلها ولد إسماعيل إلا حمير وبقايا جرهم وكذلك يروى أن إسماعيل ابن إبراهيم جاورهم وأصهر إليهم".
و نقل ابن سعد في "الطّباقات الكبري" رواية أخرى تفيد بأنّ:"... عقبة بن بشير ... سأل محمد بن علي: من أول من تكلم بالعربية. قال: إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وهو بن ثلاث عشرة سنة. قال: قلت فما كان كلام الناس قبل ذلك يا أبا جعفر؟ قال: العبرانية. قال: قلت فما كان كلام الله الذي أنزل على رسله وعباده في ذلك الزمان؟ قال: العبرانية. قال: أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي عن غير واحد من أهل العلم أن إسماعيل ألهم من يوم ولد لسان العرب وولد إبراهيم أجمعون على لسان أبيهم. قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه، قال: لم يتكلم إسماعيل بالعربية ولم يستحل خلاف أبيه. وأول من تكلم بالعربية من ولده بنو رعلة بنت يشجب بن يعرب بن لوزان بن جرهم بن عامر بن سبأ بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح.
(قال):أنه سمع علي بن رباح اللخمي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام...". لا يهمّ كثيرا إن كان تكلّم اسماعيل العربيّة منذ ولادته أو عندما بلغ السنة الثلاثة عشر من عمره أو لم يكلّمها ابدا و أنّ أوّل من تكلّمها ولده بنو رعلة بنت يشجب الجرهمي، فالمهمّ هنا أنّ أصحاب هذه الرّوايات من العلماء الّذين لا يقلّون عن غيرهم عدالة و صدقا ينسفون نسفا مصداقيّة اصحاب الرّوايات الأخرى و يثبتون أنّ كلّ ما كتب و قيل بخصوص العرب البائدة و منهم عاد و ثمود و القحطانيين لم يكن سوى نسيج من الأكاذيب و التّرّهات. فكلّ العرب أبناء إسماعيل.
البلبلة
بعد الإطّلاع على حقائق علماء المسلمين و مؤرّخيهم و من بينهم ابن عباس مترجم القرآن و حبر المسلمين الّذي عجّت بأقواله كتب التّفاسير و الفقه و الحديث، لا بدّ من الإقرار بحقيقة البلبلة. فهي باديّة بكلّ وضوح في أفكار علماء المسلمين العدول الثّقاة الّذين أنعم عليهم ربّهم بنعمة التّقليد و أجارهم من التّفكير و إعمال العقل المؤدّيان إلى ارتكاب إثم البدع و الخروج من كهوف الخرافة. و لمعرفة أصل هذه البلبلة و طبيعتها يقول الد. جواد علي في مقدّمة الفصل الأوّل من تاريخه تحت عنوان: تحديد لفظة عرب:" وإذا ما سألتني عن معنى لفظة "عرب" عند علماء العربية، فإني أقول لك: إن لعلماء العربية آراء في المعنى، تجدها مسطورة في كتب اللغة وفي المعجمات. ولكنها كلها من نوع البحوث المألوفة المبنية على أقوال وآراء لا تعتمد على نصوص جاهلية ولا على دراسات عميقة مقارنة، وضعت على الحدس والتخمين، وبعد حيرة شديدة في إيجاد تعليل مقبول فقالوا ما قالوه مما هو مذكور في الموارد اللغوية المعروفة، وفي طليعتها المعجمات وكتب الأدب. وكل آرائهم في تفسير اللفظة وفي محاولة أيجاد أصلها ومعانيها، هو إسلامي، دوّن في الإسلام".
عندما يقول الدّكتور: " كلها من نوع البحوث المألوفة المبنية على أقوال وآراء ...، وضعت على الحدس والتخمين، وبعد حيرة شديدة في إيجاد تعليل مقبول". يبدو و كأنّه يريد إقناعنا بأنّ علماء المسلمين و لغوييهم إعتمدوا الحدس و التّخمين لا غير لنسج روايتهم و تاريخ لغتهم. قد يكون ذلك صحيحا لكن ابن خلدون له رأي آخر إذ يقول في "مقدّمته" أنّ "العرب" "... إذا تشوقوا (سعوا) إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات، وبدء الخليقة، وأسرار الوجود، فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم ويستفيدونه منهم، وهم أهل التوراة من اليهود ومن تبع دينهم من النصارى. وأهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية( بدو) مثلهم، ولا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب، ومعظمهم من حمير الذين أخذوا بدين اليهودية...". ممّا يعني، حسب المؤرّخين، أنّ مصدر علم علماء المسلمين لم يكن نص القرآن الّذي أتي على كلّ كبيرة و صغير من بداية الخلق إلى يوم "يزلزل زلزالها" أو علم الأنساب الّذي احتفظت به ذاكرة العرب شعرا أو نثرا، بل "حدس و تخمين" أو أساطير و خرافات توراتيّة في نسخها البدائيّة.







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=106644
    رد مع اقتباس
قديم 2010-04-19, 23:10 رقم المشاركة : 2
سفيـان القـاديـري
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية سفيـان القـاديـري

 

إحصائية العضو









سفيـان القـاديـري غير متواجد حالياً


وسام المركز الثالث في بنك الأستاذ للمعلومات العامة

افتراضي رد: نشأة اللغة العربيّة


شكرا لك أخي على المعلومات القيمة






التوقيع











لا تقٍرأ و ترحل شارك ولو بشكرا
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اللغة , العربيّة , وصلت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 08:05 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd