منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

سؤال التوجيه..؟!

عبدالمجيد صراط

الصحراء المغربية : 05 - 04 - 2010
تطرح مع بداية العد العكسي لنهاية الموسم الدراسي مسألة التوجيه، باعتباره هو الذي يرهن المستقبل بمختلف تجلياته السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
فالتوجيه هو الخيط الناظم للسيرورة المجتمعية، لكن المشكل المطروح في وضعية مجتمعنا أنه لا يلبي الأغراض المتوخى منه، لكونه لا يعتمد على مخطط واستراتيجية مضبوطة، فالكثير من تلامذتنا في السن الجامعي قد يرتمون في تخصصات وشعب تحيلهم إلى الجمود الفكري وعدم الطموح المهني، باعتبار أن التخصص غير المرتبط بالميول يكون صاحبه مجرد مؤد لمهام أو ناقر على أوثار لا تطرب حتى نفسه.

وما من شك أن الجامعة المغربية، نظرا لكثرة الوافدين عليها، أصبحت مشتلا لتفريخ العاطلين، وهذا ما يحتم على المسؤولين عن القطاع التعليمي ببلادنا أن يغيروا من استراتيجية اشتغال الجامعة المغربية، ذلك أن مسألة تأهيل العنصر البشري أضحت ضرورية للتأقلم مع المتطلبات الآنية لعالم اليوم.

ومن ثمة، فإن مسألة التوجيه يجب أن تأخذ صبغة خاصة في المنظومة التربوية، لأنها هي المسار الذي يتوج مرحلة دراسية شاقة، ومن شروط الاهتمام بالتوجيه أن نكون أمام طاقات بشرية ذات كفاءة وذات منهجية في التدبير واستراتيجية في التسيير، فعدم الفاعلية في الإدارة المغربية وفي قطاعات أخرى، نتيجة طبيعية لطغيان المناصب الجاهزة والتخصصات المعطاة، وما لجوء الإدارة العمومية إلى المغادرة الطوعية إلى إعلان صريح بأن الاستثمار في الطاقة البشرية في مجتمعنا التعليمي لا ينبني على قواعد علمية.

وفي ظل غياب استراتيجية توجيهية وطنية شاملة، تستجيب لمنطق العرض والطلب، في جميع القطاعات الإنتاجية، من الصعب أن نستشرف تنمية متكاملة ومتجانسة ومستدامة، إذ، ما دامت الحكومة لا تعطي الأهمية لخريجيها من الجامعات ولا تتوفر على دراسات ميدانية لإدماجهم في سوق الشغل بقطاعيه الخاص والعام، وما دامت لم تنجح في احتواء جحافل المعطلين أصحاب الشهادات الذين يتكاثرون سنويا، فمن الصعوبة بما كان أن تلتجأ في غفلة من هذا الوضع المزري إلى شق مسارات إصلاحية من الفوق، لأن الإصلاح لا يؤمن بالإقصاء والإهمال والتجاهل .