منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صعبة المزاج (المشاركة 104348)

توقفت الأرض عن الدوران

دارت عكس الإتجاه
ترنحت بين الألم و الشجن
...حزن قلبي كبير
... ليل العذاب طويل
بالأمس كنت مذهولة سعيدة
أرفرف فرحا في الفضاء
واليوم أرتعش حزنا
ثقيلة اللسان
متأتأة الحروف
على حكاية لم تبدأ
على حلم لم يتحقق
دوامة ...دائرة رحاها
تدور و تدور
تلف أنفاسي
... قطار لا يصل
مسافرة بلا عنوان
كطير بلا جناح

في مهب الرياح

صاح قلب :
للفؤاد حالات
وأجمل وهجاته
أن يرجَّ شغاف كل القلوب ..
هو القول الفصل إذن :
إذا تحرك الفؤاد
جارَتْه الحروف طوعا وكرها ..
أدارت الأرض أو اهْتَزَّت ورَبَتْ
فللأفئدة القول الجازم ..
السعادة والفرح شاعرتي صنوان ، لا يمكن أن نشعر بقيمة أحدهما في غياب الآخر .. ثم إن حالات الإنسان ، المتراوحة بين الأحاسيس المختلفة ، سنة إلهية كونية وجِبِلَّة فطرنا الله عليها رحمة بنا ، لنتذوق الأجمل ونستمتع بالأروع وذلك بالاستحضار ، الواعي أو اللاواعي ، للضد .. وحين يختل التوازن بين الضدين ، يهيمن أحد الشعورين على الآخر ..
في رائعتك أستاذتي الفاضلة " دوامة .. دائرة رحاها " ألمس توازنا عجيبا بين الأضداد إلى حد يستوي معه المزاج يا لطيفة المزاج ، فقد حضرت في النص الثنائيات الضدية التالية :
- توقفت / دارت
- توقف / ترنحت
- الأمس / اليوم
- مذهولة سعيدة / أرتعش حزنا
وهي الثنائيات التي تتحكم فيما تبقى من معجم النص بما فيه الدال على الحزن ( الألم ، الشجن، الحزن ، العذاب ) ؛ خصوصا إذا أخذنا بعين الإعتبار ورود ما يدل من الكلمات على الحزن قبل السطرين المكثفين الدالين التاليين :
" بالأمس كنت مذهولة سعيدة
أرفرف فرحا في الفضاء "
....
فهل تتحقق كل أحلامنا بين دوران للأرض وتغير الحالات النفسية للإنسان ؟ الواضح أنها " دوامة .. دائرة رحاها" ، والرابح الأكبر هو من يخرج من وغى هذا الدوران العكسي بأقل الخسائر ، والأكيد أن شاعرتي قد خرجت منه بقصيد ، اتخذ له البناء التضادي أساسا ومستندا، يطرح معادلة من أهم المعادلات التي عليها تسير الحياة كما ارتضاها الله خالق الأرض ومحركها ألا وهي :
الحياة سعادة وشقاء ، فرح وحزن، موت وحياة،
حركة وثبات ...
هكذا تفاعلت مع النص يا ساحرة الحرف .. وأملي ألا يزيغ تحليلي عن الصواب ..
لك مني المودة والتقدير أستاذتي وشاعرتي كريمة .. لطيفة المزاج ..
محمد الورزازي المحمدي كِرْكاس