الطريق إلى السيّدة http://www.adab.com/photos/113.jpg يا عمّ .. من أين الطريق ؟ أين طريق " السيّدة "؟ - أيمن قليلا ، ثمّ أيسر يا بنيّ قال ,, و لم ينظر إليّ ! *** و سرت يا ليل المدينة أرقرق الآه الحزينة أجرّ ساقي المجهده ، للسيّدة بلا نقود ، جائع حتّى العياء ، بلا رفيق كأنّني طفل رمته خاطئة فلم يعره العابرون في الطريق ، حتّى الرثاء ! *** إلى رفاق السيّده أجرّ ساقي المجهده و النور حولي في فرح قوس قزح و أحرف مكتوبة نم الضياء " حاتي الجلاء " و بعض ريح هيّن ، بدء خريف تزيح عقصة مغيّمة ، مهمومة على كتف من العقيق و الصدف تهفهف الثوب الشفيف و فارس شدّ قواما فارغا ، كالمنتصر ذراعه ، يرتاح في ذراع أنثى ، كالقمر و في ذراعي سلّة ، فيها ثياب ! *** و الناس يمضون سراعا ، لا يحلفون ، أشباحهم تمضي تباعا ، لا يتظرون حتّى إذا مرّ الترام ، بين الزحام ، لا يفزعون لكنّني أخشى الترام كلّ غريب ههنا يخشى الترام ! و أقبلت سيّارة مجنّحة كأنّها صدر القدر تقلّ ناسا يضحكون في صفاء أسنانهم بيضاء في لون الضياء رؤوسهم مرنّحة وجوههم مجلوّة مثل الزهر كانت بعيدا ، ثمّ مرّت ، واختفت لعلّها الآن أمام السيّده و لم أزل أجرّ ساقي المجهده ! *** و الناس حولي ساهمون لا يعرفون بعضهم .. هذا الكئيب لعلّه مثلي غريب أليس مثلي غريب أليس يعرف الكلام ؟ يقول لي .. حتّى .. سلام ! يا للصديق ! يكاد يلعن الطريق ! ما وجهته ؟ ما قصّته ؟ لو كان في جيبي نقود ! لا . لن أعود لا لن أعود ثانيا بلا نقود يا قاهره ! أيا قبابا متخمات قاعده يا مئذنات ملحده يا كافره أنا هنا لا شيء ، كالموتى ، كرؤيا عابره أجرّ ساقي المجهدة للسيّده ! للسيّده ! -------- ( نوفمبر 1955) أحمد عبد المعطي حجازي. |
الساعة الآن 11:37 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd