2010-04-01, 15:55
|
رقم المشاركة : 6 |
إحصائية
العضو | | | رد: لمَاذا نُدرّسُهمْ...؟؟(إلى كل العاطلين عن العمل في بلادي.. ) د مصطفى المسعودي | السلام عليكم ورحمة الله وبعد,
اختي الفاضلة,سأغتنم هذه الدقائق التي معي الآن من أجل التعقيب على بعض النقط التي عملت أنت والأخ الكريم عازف الليل على تقديمها.
وقبل البدء بشرح كلامي لا بد أن أُذَكر بإحدى الطرق الفلسفية في الرد على أطروحة ما, ألا وهي ( la concession) لاتحضرني العبارة بالعربيةوالتي يعمل فيها الكاتب على ذكر محاسن كاتب الأطروحة الأولى من أجل إثارة اهتمامه ودفعه لقراءة الرد وبعدها يعمل على سحب البساط من تحت قدميه بضحد وتفنيد كل ماقيل سابقا.
أما بخصوص الموضوع فسأبدأ بالبيت الشعري,الذي يتضح لي أنك لم تعملي على استخراج الكلمات المفاتيح(mots clés)وتركيبها لتستنتجي ما قصده الشاعر[نحن كالسفن ذات الوجهة المعينة متواجدة في بحر,قد تتغير حالته الهادئة فبالتالي تدفع السفينة الى وجهة اخرى او تغرقها]ونحن نعيش في بحر الدنيا ذات الأمواج العاتية لأن الأمور اسندت لغير اهلها. نتقاعس و نتكاسل عن الدراسة و نقول ليس كل ما يتمناه المرء يدركه؟؟؟الاماني تتحقق بالمثابرة بتوفير و إتاحة الفرصة للأخرين وضع كل واحد في المكان المناسب له حسب شهاداته تعبه و شقائه وفي حين يجلس على الكرسي من لا يستحق أو حتى لا يملك أقل من مستوى المتوسط لما لا نحط النقظ على الحروف و كل واحد يأخذ حقه كاملا من غير زيادة و نقصان ؟؟لما لا تعم الشفافية في كل شئ و نتيح الفرصة لمن يستحق أم هي فقط السلطة و المال للأولئك الذين يتربعون كراسي عالية و من يستحقون على هامش الطريق يتسولون؟؟ أهذا قدر و مكتوب أم هو ظلم الإنسان للإنسان ؟؟ هل مستحيل توجيه شراع السفينة إلى الوجهة الصحيحة ؟ العبد الضعيف أمامك ليس من مؤيدي التكاسل والصياح في واد عميق,بل من مؤيدي الجد والمثابرة في الدراسة والتشمير عن السواعد رغم كل العوائق سواء السياسية أو الاجتماعيةوغيرها من أجل التحصيل على الدبلومات,فعصفور في اليد خير من مئة على الشجرة.لماذا أقول هذا الكلام؟ولماذا فتحت النقاش في هذا الموضوع؟لا أخفيكم سرا أنه يحز في نفسي أن أجد عددا كبيرا من التلاميذ ينقطعون عن الدراسة بسبب أفكار الكبار(آش دارو دوك لي قراو؟دي شهادتك دير فيها الزريعة...) وبالتالي فهم يفكرون كالكبار وتغتصب طفولتهم.مثل هذه النظريات تقتل في الأطفال حب طلب العلم-الذي هو فرض على كل مسلم-وتدفعهم لمعانقة الشغل إن وُجد أو الانحراف الذي كثرت طرقه.لا أناقش ما آلت إليه بلادنا من كثرة البطالة بسبب القلة التي تسير دواليب البلاد لأن ذلك موضوع نسقي ومركب يتداخل فيه السياسي بالإجتماعي بالإقتصادي...وقد سألت عن الشفافية
خخخخ
ورددتِ بأن اصحاب المال هم من يملك السلطة ويتركون المستحقين لتلك المناصب عاطلين,صحيح بل وقد يتعداه إلى أن تَجِدي اصحاب الشواهدأمام البرلمان في مواجهة عصي المردة(تدخل سريع) ذوي المستوى التعليمي جد الضعيف,ولكن أنتظر جوابك عن سؤالي التالي :من أوصل اولئك الأشخاص إلى مراتب الوزراء والنواب ورؤساء الجماعات و...؟اليس نحن؟قد عشت تجارب كثيرة في ظل الحملات الإنتخابية ورأيت الناس يُساقون بالأفواج للتصويت على شخص- رغبة في الحصول على دريهمات -كما يُساق القطيع الى المقصلة.أليس من واجبنا العمل على اصلاح انفسنا واصلاح من حولنا ومحو الجهل المركب في مجتمعنابعدها يمكننا الحديث عن التغيير في البلاد ويكون الشخض المناسب في المكان المناسب.
أما بخصوص القدر فأنا لم أتهمه ولم أجعله الشماعة التي تُعلق عليها نكساتنا,بل قلت أن حياتنا المعيشة اليوم مقدرة علينا وتغييرنا لها أو تركه على حالها سيكون إن شاء الله من القدر.فلننظر أي القدرين نختار؟؟؟بالجد والعمل والتوكل على الله دون التذمر سنحقق المراد,بالله عليكم :ما جدوى التذمر؟ هل نريد التغيير أم تثبيط العزائم ؟لماذا لا ننشر ثقافة التفاؤل ونترك ثقافة التذمر؟=تفاءلوا بالخير تجدوه=
تساؤلك حول جدوى الدراسة يجرني للإجابة عنه بسؤال :ما جدوى الجهل ونيل اموال وفيرة وسهر الليالي الحمراء إذا حققت لنا لقمة عيش؟ هل الدراسة أصبحت وسيلة للعمل فقط؟أم أن العلم المطلوب هو الغاية؟و الإجارة اخواني أخواتي جزء من 99 جزء من الرزق.
وأرى في هذا القولو لا تتطرق الى أن الأرزاق بيد الله سبحانه و تعالى فهو لم يأمرنا بالجلوس و إنتظار السماء تمطر أرزاقا
تضييقا لواسع.صحيح ان الأرزاق بيد الله وقد احياك الله وأحيانا في زمن تُقسم فيه المناصب قسمة ضيزى وهذا قدرن وسنُصرف فيه رزقنا.بل يجب أن نعلم أن أزمانا اخرى ذكرت في السيرة العطرة ستأتي ومن بينه زمن يصدق فيه الكاذب ....وزمن تسند فيه الأمور لغيرأهلها -ونحن فيه - فماذا نقول؟ليس قدرنا هذا؟القدر مظلوم؟ام نعمل على توجيه اشرعة سفننا في ظل الامواج الهوجاء-الفساد-التي تعصف بنا لتصل لبر الأمان؟أم نرتقب الساعة؟
فلو كانت الحياة آسنة وهادئة لعافها الناس,ونحن نرى ان البركة التي لا يتحرك ماِه تتعفن وتصدر روائح كريهة.أما إذا تحركت كل مرة فإنها لن تتعفن.وهذا المثال ينطبق على حياتنا,علينا بالأفعال المغيرة والمحركة لبركة مائنا الآسنة حتى تزول كل المنغصات وترجع الحقوق لأصحابه ونترك التذمر والتعبير عنه أمام صغارنا وشبابنا.
خلاصة القول أنتظر ان تجني الأجيال القادمة ثمار مازرعناه نحن الذين تموت قلوبتا كل يوم وتحتلرق اعصابنا ومعاناتنا في ازدياد وسيستمر صبرنا مادامت الأرواح لم تبلغ الحناجر وسيستمر انيننا حتي يَخْرُجَ جنين الإنصاف الى الوجود حيا يرزق.
وفي الختام اعتذر عن الإسهاب في الكلام,وأقول : إذا عملنا في اطار جمعيات على نشر الوعي بين العوام الأميين والتضامن مع فقرائهم وأطرنا صغارنا وشبابنا في شبيبات ذات مصداقية و اهداف تنمويةبعيدة عن البراغماتية والإنتهازية,وعلمنا صغارنا تعليما جيدا فآنذا يمكننا ان نتكلم عن غد مشرق ان شاء الله.
والى لقاء آخر هاكم تحياتي والسلام. | |
| |