من أنبل المهن وأشرفها إن استحضرت تقوى الله أمام نشء بريء ، تعتبرهم أمانة في عنقك، فلا يسمح لك المبدأ والمسؤولية بخيانة هذه الأمانة، حين تستحضر ضميرك وتصارع نفسا تواقة الى المكسب والمغنم مثلا حين تعبئ مذكرتك وتقارن بين الزمن المدرسي الافتراضي حصة جامدة من 30د ثم تحولهاالى حصة واقعية متحركة من ساعة أو أكثر، حين تستشعر روتين القسم مع هؤلاء الأبرياء فتشاركهم لحظات عفوية من إلهام الطفولة لتجديد النشاط، وإضفاء الحبور، حين تلتزم مع المتقدمين من الجماعة الصفية على مساعدة المتعثرين منها، وتأخذ الجميع نشوة الإنتصارحين يحرز بعضهم تقدما، ثم تعود الى ذويك متعبا، حاملا إليهم حلالا طيبا، وتعلم أن الله وحده هو من يزكيك، لأن النفس ترضى بالمديح ولاترضى عن القديح، فترتجي منه عز وجل مغفرة قد تتجاوز عن قصورعبد محدود في الزمان والمكان، حده أدنى في معرفة واجب يتطور ويتعقد باستمرار...

الكثير من الناس يعتقد هذه المقولة و لكن لا أشاطرهم الرأي فمهنة التدريس كباقي المهن الأمر فيها رهين بصاحبها و ما يقدمه مقابل الأجر الذي يتقاضاه .
لنجب بكل صراحة على أسئلة تطرح نفسها علينا :
هل المدة الزمنية للحصة أستغرقها كلها في تقديم الدرس ؟ و كم من الوقت أهدره في كل حصة ؟
كم من الوقت أهدره قبل الدخول إلى القسم و في حصص الاستراحة ؟
هل الرخص اتي أستفيد منها بمبرر أو بدونه فعلا قانونية و مبررة ؟
هل التقويم الذي أعتمده فعلا يتسم بالموضوعية ؟
هل أطالب نفسي و أحثها على أداء الواجبات بالقدر نفسه الذي أطالب به الجهات المختصة لأداء حقوقي ؟
لا يجب أن نتذرع بظروف العمل و إكراهاته من أجل تبرير نواقصنا .
فلنتق الله في عملنا و لا يكن همنا فقط الثلاثين من كل شهر .